وذهب جمعٌ مِن أهل العلم إلى أنه يكفر بذلك كفراً أكبر يخرجه من الملة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة) رواه الإمام مسلم في صحيحه؛ وقوله صلى الله عليه وسلم: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) رواه الإمام أحمد، وأهل السنن الأربع بإسنادٍ صحيحٍ؛ ولأدلة أخرى، وهو المنقول عن الصحابة رضي الله عنهم أجمعين؛ لقول التابعي الجليل عبد الله بن شقيق العقيلي: " لم يكن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرون شيئاً تركه كفر غير الصلاة "، وأما ترك الصلاة في الجماعة: فمُنكر لا يجوز، ومن صفات المنافقين.
والواجب على المسلم أن يصلي في المسجد في الجماعة، كما ثبت في حديث ابن أم مكتوم - وهو رجل أعمى - أنه قال: (يا رسول الله ليس لي قائد يقودني إلى المسجد، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرخص له فيصلي في بيته، فرخص له، فلما ولى دعاه، فقال: هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال نعم قال فأجب) أخرجه مسلم في صحيحه، وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر) أخرجه ابن ماجه، والدارقطني، وابن حبان، والحاكم بإسناد صحيح، قيل لابن عباس: ما هو العذر؟ قال: " خوف أو مرض "، وفي صحيح مسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: " لقد رأيتُنا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يتخلف عن الصلاة في الجماعة إلا منافق أو مريض ".
والمقصود: أنه يجب على المؤمن أن يصلي في المسجد، ولا يجوز له التساهل والصلاة في البيت مع قرب المسجد، والله ولي التوفيق.
" فتاوى الشيخ ابن باز " (10/ 374 - 376).
وسئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله -:
عن حكم من يضع توقيت الساعة لموعد الدوام الرسمي، ويصلي الفجر في هذا الوقت، سواء السابعة أو السادسة والنصف؟ هل هو آثم في ذلك؟ وما حكم صلاته؟.
فأجاب:
هو آثم في ذلك، بلا شك، وهو ممن آثر الدنيا على الآخرة، وقد أنكر الله ذلك في قوله تعالى: (بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا. وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى).
وصلاته هذه ليست مقبولة منه، ولا تبرأ بها ذمته، وسوف يحاسب عنها يوم القيامة، وعليه أن يتوب إلى الله، وأن يصليها مع المسلمين، ثم ينام بعد ذلك إلى وقت الدوام، إن شاء.
" مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين " (12 / جواب السؤال 12).
فانصحي لزوجك أشد النصح في هذا، وأيقظيه في كل يوم للصلاة، فإن استمر على ترك الصلاة في وقتها، ومنعك من إيقاظه، وآذاك بسبب فعلك هذا: فلا خير فيه زوجاً في جميع أحواله، فهو أضاف إلى شدته وقسوته وغلظته: كبيرة من كبائر الذنوب، فيها قولان لأهل العلم بخروجه من الإسلام أو لا، وشيء من أخلاقه وتصرفاته تجعلك في غنى عنه زوجاً، فكيف إذا اجتمع الشر كله فيه؟!.
ونرى أن تطلعي أهلك على حقيقة هذا الزوج، وأن تصدقي معهم فيما فعله بك من الضرب والإهانة والتهديد بهما، ولم يكن ثمة داعٍ للكذب عليهم، فهو لم يظهر ندماً، ولم يبد أسفاً، فكيف تتسترين عليه؟!.
ونسأل الله أن يجعل لك مخرجاً مما أنت فيه، وأن ييسر لك الخير حيث كان، ونسأله تعالى أن يفرِّج همك، ويزيل كربك.
سادسا:
إذا كان تركه لصلاة الفجر هو أعظم هذه الجرائم التي ارتكبها، فإن سبب المشكلة بينكما، وهو هذه المراسلة الشاذة المقززة منه لابنة أخيه، هو أمر كما ذكرنا مقزز، تشمئز منه النفوس السوية، وتقشعر الجلود من هوله، أن يتحدث رجل مع ابنة أخيه، التي هي ابنته، بهذه الطريقة التي لا تصلح إلا للزوجة.
وليعلم أن المحرمية أمر له حرمته وجلاله في الدين، والتعدي عليه جناية على الشرع وإفساد للدين والدنيا:
وراعي الشاةِ يحمي الذئبَ عنها فكيف إذا الرعاةُ لها ذئابُ؟!!
وقد نص أهل العلم على تحريم النظر إلى المحارم بشهوة، وهكذا اللمس، وسائر ما يفضي إلى الشهوة، وما يكون منها بسبيل.
وينظر جواب السؤال رقم (114702 ( http://islamqa.com/ar/ref/114702)) ورقم (12879 ( http://islamqa.com/ar/ref/12879)) .
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
http://islamqa.com/ar/ref/150762
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[07 - 05 - 10, 01:20 ص]ـ
لاحول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم و الله المستعان
جزاك الله خيرا أخي إحسان و بارك الله فيك على هذه الإفادات القيمة
ـ[محمد براء]ــــــــ[07 - 05 - 10, 02:05 ص]ـ
الذي يبحث في أحوال الناس سيجد أشنع مما ذكرته صاحبة هذه القصة ..
وإنني لأعجب من رجل يضرب زوجه أصلاً!!
رأيت رجالاً يضربون نسائهم = فشلت يميني حين أضرب زينبا
أأضربها من غير ذنب أتت به = فما العدل عندي ضرب من ليس مذنباً
فزينب شمس والنساء كواكب= إذا طلعت لم تبد منهن كوكبا
لكن: أين أنت يا زينب؟!
¥