تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الزلفي ــ غرة رمضان عام 1417هـ

ص ــ ب 18

تعريف الحيض لغة واصطلاحا:

الحيض في اللغة: يقال: حاضت المرأة من باب باع فهي حائض وحائضة، ونساء حيض وحوائض، والحيضة المرة الواحدة، والحيضة بالكسر الاسم والجمع الحيض، واستحيضت المرأة استمرت بها بعد أيامها فهي مستحاضة، وتحيضت قعدت أيام حيضها عن الصلاة (10).

ومعناه لغة: السيلان تقول: حاض الوادي إذا سال وسمي دم الحيض حيضا لسيلانه من رحم المرأة في أوقاته المعتادة.

وفي الاصطلاح: دم طبيعة وجبلة يعتاد الأنثى إذا بلغت يخرج من قعر الرحم في أوقات معلومة.

وهذا التعريف جامع مانع؛ لأنه أخرج كل دم ما عدا دم الحيض وبين مكان الحيض وهو قعر الرحم.

وبين وقت الحيض وأنه يكون عند البلوغ كما بين مدة الحيض وهي الأوقات المعلومة.

أسماء الحيض

للحيض أسماء متعددة منها:

1ـ الحيض أو المحيض: قال تعالى [ويسألونك عن المحيض قل هو أذى] (11).

قال المبرد: سمي الحيض حيضا ومحيضا من قولهم: حاض السيل، وأنشد لعمارة بن عقيل:

أجالت حصاهن الذواري وحيضت **** عليهن حيضات السيول الطواحم (12).

2ـ الطمث: والمرأة طامث، قال الفراء: الطمث: الدم؛ ولذا قيل: إذا افتض البكر طمثها أي أدماها. وقال تعالى في وصف الحور العين [لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان] (13).

قال الكلبي: يعني لم يجامعهن في هذا الخلق الذي أنشئن فيه إنس ولا جان (14).

3ـ العراك: والنساء عوارك (15).

4ـ الضحك: قال تعالى عن سارة زوجة خليل الله إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام: [وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحق ومن وراء إسحق يعقوب] (16).

قال مجاهد: ضحكت: يعني حاضت (17).

ومنه أيضا: ضحكت الأرنب إذا حاضت.

ومنه قول الشاعر:

وإني لآتي العرس عند طهورها ... وأهجرها يوما إذا تك ضاحكا

قال الشوكاني: وقد أنكر بعض اللغويين أن يكون في كلام العرب ضحكت بمعنى حاضت (18).

5ـ الأكبار: أي الأحياض. يقول الله تعالى [فلما رأينه أكبرنه] (19).

قيل: أكبرنه بمعنى: حضن. وقد أنكر ذلك أبو عبيدة وقال: يجوز أن يكن حضن من شدة إعظامهن له، وقد تفزع المرأة فتسقط ولدها أو تحيض.

قال الزجاج: يقال: أكبرنه، ولا يقال: حضنه؛ فليس الإكبار بمعنى الحيض.

وأجاب الأزهري فقال: يجوز أكبرت بمعنى حاضت؛ لأن المرأة إذا حاضت في الابتداء خرجت من حيز الصغر إلى الكبر.

وقال ابن الأنباري: إن الهاء في [أكبرنه] كناية عن مصدر الفعل أي أكبرن إكبارا بمعنى حضن حيضا (20).

وينكر على المؤذن الذي يمد لفظ (أكبر) في الأذان من جملة (الله أكبر)؛

لأنه بمده إياها تصير (أكبار) أي أحياض واللفظة ليس بها حرف من حروف المد، وبذلك تخرج جزءا وكلا عن معناها الأصلي الذي وضعت له.

تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.

ولكن معنى الكلمة الحقيقي لغويا: أي الله أكبر وأعظم من كل شيء (21).

6ـ الإعصار: المعصر: التي بلغت عصر شبابها وأدركت، وقيل: أول ما أدركت وحاضت يقال: أعصرت، ويقال هي التي قاربت الحيض، والمعصر: ساعة تطمث أي تحيض؛ لأنها تحبس في البيت.

وقال ابن الأثير: المعصر: الجارية أول ما تحيض لانعصار رحمها (22).

7ـ القرء: ويطلق على الحيض وعلى الطهر، وذلك على خلاف بين أهل اللغة والفقهاء.

قال الله تعالى: [المطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء] (23).

8ـ فراك: ومنه حديث: نهى عن بيع الحب حتى يفرك؛ أي يشتد فتقول: فركت الفتاة أي بلغت وحاضت واشتد عودها فأصبحت امرأة، وقال مرتضى الزبيدي: الفراك من أسماء الحيض نقله شيخنا (24).

9ـ دارس: درست المرأة تدرس درسا أي حاضت، وخص اللحياني به الجارية، وفي التهذيب: الدروس: دروس الجارية إذا طمثت أي حاضت.

قال الأسود بن يعفر يصف جواري حين أدركن أي بلغن:

اللات كالبيض لما تعد أن درست ... صفر الأنامل من نقف القوارير (25).

10ـ طمس: بالسين المهملة: منه الدروس وهو السابق ذكر معناه (26).

الحيض من الناحية الطبية

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير