تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الجواب: الرواية من طريق يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه وهو عبد الله بن الزبير عن صفية بنت عبد المطلب، ولو فرضنا أنه عن أبيه هو بمعنى عن أبيه الأكبر الأعلى والجد فلا عبد الله بن الزبير ولا عباد بن الزبير سمع من صفية بنت عبد المطلب فالرواية يظهر منها الانقطاع لم نر من أثبت روايت عباد هذا ولا رواية عبد الله بن الزبير من صفية مع أنه يقول: كان معها فما رأينا ذلك، هذا وقد بنا عليها كثيرٌ من الذين ترجموا لحسان رضي الله عنه بنو عليها هذا الحكم الذي ذُكر، وفي هذا قال بعضهم أنه كان من الشجعان ومن الأبطال طرأ عليه مرضٌ فحصل له من ذلك بناءً على هذه القصة، وإذا لم تثبت القصة فينبغي الابتعاد عن هذا الوصف لصحابي شهد مغازي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وبقي أيضاً أنه كان ينافح عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله سلم الجبان ما يستطيع ينافح ((اهجهم وروح القدس معك)) ويقول:

هجوت محمداً فأجبت عنه، يقول هذا لمن؟ لأبي سفيان قبل أن يُسلم، يقول هذا لصناديد قريش:

هجوت محمداً فأجبت عنه ……وعند الله في ذاك الجزاءُ

فإن أبي ووالده وعرضي ……بعض محمدٍ منكم وقاءُ

أتهجوه ولست له بكفء ……فشركما لخيركما الفداء

لساني صارم لا عيب فيه ……وبحري لا تكدره الدلاء

فلو كان كما ذكروا لخاف أن يهجو أولئك الأبطال ما يستطيع يقول مثل هذا الكلام على أنه اشتهر في كتب التراجم اعتماداً على هذه القصة وفي النفس في ثبوتها شيءٌ كما سبق بيانه.

السائل: مما يذكره أهل الأدب يقولون لو كان كذلك – يعني حسان أنه كان جبانا – ما أفلت من خصومه , يتكلمون عليه من هذه المسألة يطعنون فيه.

السؤال الثامن: ما حكم مناداة الزمان يا يوم كذا يا شهر كذا، وما حكم نسبة الشر إليه أي إلى الزمان وإلى الدهر، وخاصة أن هذا موجود وبكثرة في كلام الشعراء ومن ذلك قول أبي ذُئيب الهذلي:

وتجلدي للشامتين أريهمُ ……أني لريب الدهر لا أتضعضعُ

فنسب الريب للدهر، وقد جاء في كتاب الله عز وجل {فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ} وجاء فيه أيضاً {فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ} نرجو أن تذكروا لنا ضابطاً يُجلي هذه المسألة؟

الجواب: مناداة الزمان يقول يا زمان أغثني أو يا يوم أنقذني أو يا شهر رمضان أكرمني أو ما إلى ذلك فهذا ما يجوز {وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} {ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}. هذا دعاء لغير الله شركٌ، إذا نادى الزمان يستغيث به.

السائل: وما حكم نسبة الشر إليه؟

نسبة الشر إلى الدهر فيه تفصيل ((يؤذني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر أقلب الليل والنهار)) ففي نسبة الشر إلى الدهر كأن يقول هذا دهرٌ سيئ سواء دهرٌ أو يومٌ أو شهرٌ ويعني بذلك أن الله هو الدهر ويقصد بذلك سب الله سبحانه وتعالى أو يقصد بذلك أن الدهر هو الذي أحدث ذلك الشر هذا شركٌ بالله سبحانه إذا عنى أن الدهر هو الذي أحدث ذلك الشر أو أحدث ذلك البرد أو أحدث ذلك القيض إلى آخره هذا شركٌ بالله سبحانه، فإن كان يتسخط ويقول دهرٌ نحس أو شهرٌ حر أو شهر حصل فيه قيض أو يوم حصل فيه بردٌ ما باب الإخبار جائزٌ، وإن كان بقصد التسخط على أقدار الله فهذا لا يجوز محرم {وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً}، وقول الله عز وجل {فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ} من باب الإخبار بما فيها {فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ} أو كان من هذا من باب الإخبار ويستدل به أنك إن قلت الليلة باردة الليلة حصل بردٌ خبر ما فيه شيءٌ اعتراض للقدر ولا فيه سبٌ للدهر ولا إضافة الشر للدهر أنه خلق الشر، أو كذلك إذا قلت هذه سنةٌ مجذبة من باب الإخبار نحو ما تقدم من حيث أنه لا بأس به، فعلى ذلك المنوال في هذه المسألة. أما قول أبي ذُئيب:

وتجلدي للشامتين أريهمُ ……أني لريب الدهر لا أتضعضعُ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير