تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الجواب: الحديث المتفق عليه عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ((ليس من البر الصيام في السفر)) على اللغة المشهورة، أما على لغة أهل حميَّر ((ليس من امبر امصيام أمسفر)) فهذا الحديث لا أصل له بهذا اللفظ إنما يذكرونه، وأيضاً يستشهدون على لغة حميَّر:

ذا حبيبي وذو يواصلني ……يرمي ورائي بامقوس وامسلمة

لو استشهدوا بالبيت كان يكفي، أما الحديث فلا ينبغي أن يأتوا بحديث مكذوب ما له أصل ثم يضيفونه إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وما تكلم به ما له أصل.

السؤال السادس عشر: ما صحة حديث نهى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن تناشد الأشعار في المسجد؟

الجواب: من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وجده على الصحيح عبد الله بن عمرو بن العاص جده الأعلى وإلا لو أردت أن حيث الجد الأدنى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، عمرو بن شعيب أبوه شعيب وجده محمد ستكون انقطاعاً في هذه السلسلة قد خاض السيوطي رحمة الله عليه في < التدريب > في هذه السلسلة وبيان هذه السلسلة على أنه قد أتى التصريح في بعض المصادر الثابتة في هذه السلسلة ويعتبرها الذهبي رحمة الله عليه في < الموقظة > من أحسن طرق الحسن على أنه جاء التصريح عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو بن العاص وهي إذا كان الأمر كذلك فجمهور العلماء على حسنها فالحديث حسن وهذه السلسلة حسنة إذا ثبتت إلى عمرو بن شعيب، شعيب الكلام فيه ما فيه توثيق من معتبر في < التهذيب > وفي المصادر لكن هذه السلسلة متلقاةٌ بالقبول عند أهل العلم لا لأنهما يعني مجرد التلقي يكفي إنما هذه سلسلة مع التوثيق الحاصل قبول جمهور العلماء لها مثل ابن حبان وبعض المتساهيل بالتوثيق، فقبل هذا كما سبق والحديث حسن أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نهى عن تناشد الأشعار في المسجد، وهو محمول كما يقول البيهقي عن الأشعار الماجنة البطالة البذيئة التي كان يعملها الجاهلية، أما الأشعار التي فيها نفاحٌ عن دين الله وعن كتاب الله وعن سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وفيه هجاء للباطل وأهل الباطل فيها حماية {وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ * أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ * وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا} انظر الاستثناء الآن {وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا} فيه ثناءٌ على من توفرت فيه هذه الصفات {آمَنُوا} توفر فيه الإيمان والعمل الصالح وذكر الله سبحانه لم يشغله الشعر عن ذكر الله {وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا} انتصار للحق فإذا توفر هذا فالشعر محمودٌ في المسجد أو في غيره، وحسان بن ثابت نصب له رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في المسجد قال: ((روح القدس مع حسان ما نافح عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم اهجهم وروح القدس معك)) وقام حسان يُنافح عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم نحو ذلك الشعر الذي سبق بيانه، وهكذا ابن رواحة بل إن عمر بن الخطاب اعترضه لماذا ينشر الشعر، قال: قلته بين يدي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ومن حديث جابر بن سمرة قال: لقد رأيت الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم أكثر من مائة مرة وأصحابه في المسجد يتناشدون الشعر ويذكرون شيئاً من أمور الجاهلية فيضحكون ويتبسم، وهكذا ابن رواحة رضي الله عنه يهجو الكفار في الحرم:

خلو بني الكفار عن سبيله ……اليوم نضربكم على تنزيله

ضرباً يزيل الهام عن مقيله ……ويذهل الخليل عن خليله

قال له ابن الخطاب تقول الشعر يا ابن رواحة في حرم الله هذا دليل حرم وبين يدي رسول الله قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((دعه يا ابن الخطاب لهو أشد عليهم من وقع النبل)) هذا يدل على جواز الشعر الحسن الشعر الطيب الشعر الذي فيه نصر لكتاب الله وسنة رسوله ودينه شعر الحق أنه جائزٌ في المسجد وفي غيره كما يقول البيهقي رحمة الله عليه وأن الحديث إنما حُمل على الشعر الماجن أو على الشعر البطال أو على الشعر الذي فيه البعد عن الحق والوقيعة بأهل الحق أو نحو ذلك.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير