تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأما عادة الضفائر فمعروفة عندهم فكان الواحد منهم:" يضفر شعر الأولاد والبنات ضفائر، تتدلى على جانبي الوجه ومؤخرة الرأس. وأما الرجل، فكان منهم من يضفر شعر رأسه ضفيرتين يتركهما تتدليان على جانبي وجهه، ومنهم من يضفره جملة ضفائر، قد تبلغ سبعًا. وعادة ضفر شعر الرأس سبع ضفائر عادة معروفة عند غير العرب أيضًا. وكان شعر "شمشون" المشهور مضفورًا في سبع خصل. ولا زال الأعراب يضفرون شعورهم. ويقال للضفيرة "الذؤابة". والذؤابتان اللتان تسقطان على الصدر، ويقال لهما "غديرتان". وكل عقيصة غديرة: قال امرؤ القيس:

غدائره مستشزرات إلى العلى ********** تضل العقاصي في مثنى ومرسل

ولما قدم "ضمام بن ثعلبة" من "بني سعد على الرسول صلى الله عليه وسلم، كان رجلا جلدًا أشعر ذا غديرتين. فلما ولى قال رسول الله: إن صدق ذو العقيصتين [يدخل الجنة] (40). ويقال لهما "القرنان" كذلك. والعرب تسمي الخصلة من الشعر القرن. والقرن الذؤابة عامة. ومنه: الروم ذات القرون، لطول ذوائبهم." (41) انتهى.

وثبت عن جمع من الصحابة رضوان الله تعالى عليهم أن شعورهم كانت على ضفائر فمنهم:

- أبو بكر الصديق رضي الله عنه: فعَنِ ابْنِ تَدْرُسَ مَوْلَى حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بكر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَتْ: إِنَّهُمْ قَالُوا لَهَا: مَا أَشَدُّ مَا رَأَيْتِ الْمُشْرِكِينَ بَلَغُوا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: كَانَ الْمُشْرِكُونَ قُعُودًا فِي الْمَسْجِدِ يَتَذَاكَرُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا يَقُولُ فِي آلِهَتِهِمْ، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ، إِذْ أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامُوا إِلَيْهِ بِأَجْمَعِهِمْ، فَأَتَى الصَّرِيخُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالُوا: أَدْرِكْ صَاحِبَكَ. فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِنَا وَإِنَّ لَهُ لَغَدَائِرَ أَرْبَعٌ، وَهُوَ يَقُولُ: وَيْلَكُمْ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبُّكُمْ، قَالَ: فَلُهُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَقْبَلُوا عَلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَتْ: فَرَجَعَ إِلَيْنَا أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه فَجَعَلَ لَا يَمَسُّ شَيْئًا مِنْ غَدَائِرِهِ إِلَّا جَاءَ مَعَهُ، وَهُوَ يَقُولُ: تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ. (42) وهذا الحديث قد جاء بطرق عدة وبعضهم يسميه (حديث الذبح)، والوارد فيما ذكرناه أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه كانت عليه غدائر أي ضفائر.

- المغيرة بن شعبة وربعي بن عامر رضي الله عنهما فقد ذكر الطبري في تاريخه في أحداث السنة الرابع عشرة: أنهما لما دخلا على رستم للمفاوضة، كان ربعي:" .. قد شد رأسه بمعجرته وكان أكثر العرب شعرا ومعجرته نسعة بعيره ولرأسه أربع ضفائر قد قمن قياما كأنهن قرون الوعلة." ولما دخل المغيرة عليه:" .. أقبل المغيرة وله أربع ضفائر .. " (43)

- أبو هريرة رضي الله عنه: فقد ذكر الذهبي في السير قال:" وقال عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن عبد الرحمن بن لبينة الطائفي، أنه وصف لي أبا هريرة، فقال: كان رجلا آدم، بعيد المنكبين، أفرق الثنيتين، ذا ضفيرتين." (44)

أبو عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح رضي الله عنه: قال الذهبي:" قال أبو حفص الفلاس: توفي أبو عبيدة في سنة ثمان عشرة، وله ثمان وخمسون سنة، وكان يخضب بالحناء، والكتم، وكان له عقيصتان." (45)

- ضمام بن ثعلبة رضي الله عنه كما تقدم في قول النبي صلى الله عليه وسلم له:" إن صدق ذو العقيصتين يدخل الجنة". (46) [نكتة] ولعل البعض يضيف الصحابي الجليل عُمير بن الحُمَام الأنصاري رضي الله عنه لما ثبت في الحديث الصحيح عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بُسَيْسَة عينا ينظر ما صنعت عير أبي سفيان فجاء وما في البيت أحد غيري وغير رسول الله صلى الله عليه وسلم -قال لا أدري ما استثنى بعض نسائه- قال فحدثه الحديث قال فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فتكلم فقال: إن لنا طَلِبَةً فمن كان ظهره حاضرا فليركب معنا فجعل رجال يستأذنونه في ظُهْرَانهم في علو

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير