مصاحفكم فإني غال مصحفي، والله عز وجل يقول: ? وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ? سوف تأتي يوم القيامة بمصحف أي شيء طيب، وأبى ابن مسعود تماما أنه ينصاع لهذه القصة, فرجع ابن مسعود إلى صحائفه وإلى مصحفه الخاص، يقول سفيان ابن عيينة كما رواه أحمد في مسنده،و لم يسمع ابن مسعود رسول الله ? يقرأ بالمعوذتين قط في صلاته، فظن أنهما عوذتان عوذ بهما الحسن والحسين، لأنه من المستحيل أن ابن مسعود يسمع النبي ? في المحراب يصلي يعني إماماً، ويقرأ قل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس وبعد ذلك يقول: ليستا من القرآن، هذا مستحيل!
هذا يدل على أن ابن مسعود ما سمع النبي ? قط يقرأ المعوذتين وظن أن هذه عوذة لأنه كان يعوذ الحسن والحسين بقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس، فظن ابن مسعود رضي الله عنه أن هاتان ليستا من القرآن، إذن هذا رأي ابن مسعود وهو ثابت عنه أنه كان يُنكر المعوذتين من كتاب الله عز وجل للسبب الذي ذكرته لكم.
فعندما نقول: أن ابن مسعود كان ينكر هذا نسبة صحيحة إليه، لكن نقول: أجمع المسلمون جميعاً بما فيهم ابن مسعود فيما بعد – فيأتي ويقال لك: طيب،.
كيف أن البخاري المتأخر الذي صنف كتابه يعلم أن ابن مسعود مخطئ وأن ابن مسعود رجع عن هذا القول، ويثبت القول الخطأ في صحيحه؟
أنا قلت لكم أن البخاري ما أثبت هذا احتجاجاً، إنما ذكره على سبيل الحكاية، وما ذكر على سبيل الحكاية لا يقوم في مقام الاحتجاج، ولذلك لا ينفع أحد يقول: إن البخاري روى حديثاً يعارض كتاب الله سبحانه وتعالى إلا إذا كان جاهلاً، جاهلاً باللغة جاهلاً بالفهم جاهلا بمنهج البخاري في صحيحه.
فدعوى أن البخاري يُشكك في كتاب الله، هذه دعوى صلعاء لا يوجد من في هذه الدنيا يمكن أن يقبلها إلا أمثال هؤلاء الجهلاء.
المحاور: أنت كل اللي مزعلك إنك تريد يعني تنقح البخاري من هذين الحديثين؟
فقال له: حديثين إيه؟! ده البخاري فيه مئات الأحاديث المنكرة والشاذة وهذا الكلام
قال له: طيب زي إيه مثلا؟
ومن الطعون أيضاً على كتاب الله عز وجل: أن البخاري أورد في صحيحه أن ابن مسعود كان ينكر لفظة (خلق) من قوله تعالى ? وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى?:
رد الشيخ علي هذا الطعن في كتاب الله _عز وجل_: الرواية كما رواها البخاري في كتاب التفسير هكذا: "حدثنا قبيصة بن عقبة قال، حدثنا سفيان- أي الثوري- عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال: دخلت في نفر من أصحاب عبد الله الشام –فسمع بنا أبو الدر داء فأتانا، فقال: أفيكم من يقرأ؟ فقلنا: نعم، قال: فأيكم أقرأ؟ فأشاروا إلي، أي إلى علقمة، فقال: اقرأ فقرأت: ? وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى * و الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى?: والذكر والأنثى فقال له: أأنت سمعتها من في صاحبك – يعني أأنت سمعت هذا من عبد الله بن مسعود-؟ قلت: نعم، قال: وأنا سمعتها من في النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهؤلاء يأبون علينا " الإسناد كالشمس.
فهناك فرق ما بين صحة الكلام إلى القائل، ثم صحة كلام القائل: فمن جهة صحة الكلام إلى القائل: يقيناً أن أبا الدرداء كان يقرأ هكذا، وأن ابن مسعود يقول (والذكر والأنثى) ليس كما قال المعترض: (وما الذكر والأنثى)! ويزيل لفظة خلق، لكن (والذكر والأنثى) لأن هذه تدخل في القسم، أي معطوفة
الرواية التي بعد ذلك قال البخاري: "حدثنا عمر حدثني أبي حدثنا الأعمش- طبعا عمر هو الحف بن غياث وأبوه حفص بن غياث – عن إبراهيم قال: "قدم أصحاب عبد الله فطلبهم فوجدهم، فقال: أيكم يقرأ علي قراءة عبد الله؟ قلنا: كلنا، قال: فأيكم يحفظ؟ فأشاروا إلى علقمة، قال: كيف سمعته والليل إذا يغشى؟ قال علقمة: والذكر والأنثى، قال: أشهد أني سمعت النبي ? يقرأ هكذا وهؤلاء يريدونني على أن اقرأ ? وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى?: والله لا أتابعهم ".
هذا كما قال كل العلماء، محمول على ما كان قبل العرضة الأخيرة، ولذلك القراءة هذه معدودة في الشواذ، والعلماء يذكرونها تنبيهاً عليها.
¥