تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومن الطعون التي ذكرها المعترض علي كتاب الله: مثلما قال أيضا هذا المعترض أن من تشكيك البخاري في كتاب الله أن البخاري كان ذكر عن ابن عباس ? وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ? قال البخاري روى أن القراءة (وعلى الذين لا يطوِقونه) طبعا هو لا يقرأ صح، هي ليست بكسر الواو، هي بفتح الواو (وعلى الذين يطوَقونه) وليس يطوقونه مثلما قال بكسر الواو، يطوقونه: أي يكلفونه، البخاري قال كلمة تدين هذا الرجل لأنه متسرع يريد أن يسب البخاري، يريد أن يظهر كصاحبه القديم الذي بال في ماء زمزم في زمان الحجيج أمام الناس جميعاً، فقيل له: لم فعلت ذلك؟ قال: أردت أن أذكر ولو باللعنات! فسامح الله القائل الذي قال: إذا كنت خامناً فتعلق بعظيم ,فجاءوا على البخاري، ماذا قال البخاري في رواية ابن عباس؟ قال قراءة العامة (يطيقونه) وهو الأكثر، وبعد ذلك جاء برواية ابن عباس (يطوَقونه) لما البخاري يقول قراءة العامة، (يطيقونه) هذا إشارة إلى ماذا؟ إشارة إلى أن كل القرأة الذين تواترت قراءتهم يقرؤونه ? وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ? إذن هذا ترجيح البخاري في الرواية وأتى بقراءة ابن عباس، للتفسير، لأن علماء المسلمين قالوا: تستخدم القراءة الشاذة في التفسير، ولا تكون قرآنا، لأن القراءة.

لا تكون القراءة قرآناً حتى يتوفر لها ثلاثة أشياء:

الشيء الأول: تواتر القراءة

الشيء الثاني: أن توافق رسم المصحف

الشيء الثالث: أن توافق وجهاً في العربية

إذن هذه ثلاث شروط لأي قراءة لأقول عليها أنها قرآن، أي واحدة من هذه الثلاثة تختل، اسمها قراءة شاذة، لكن.

القراءة الشاذة العلماء لا يطرحونها، إنما يستعملونها في التفسير ولا تكون قرآناً، فالبخاري أورد كلام ابن عباس للتفسير، وهؤلاء العلماء جميعهم نصوا عليه، ما أوردها على أنها قرآن، بدليل قول البخاري قبله: قراءة العامة (يطيقونه) إذن البخاري يقول: الذي يثبت أنه قرآن، كلمة (يُطِيقُونَهُ) ? وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ? وليس (يطوَقونه) بفتح الوار، البخاري أوردها مورد التفسير كما قلت لكم القراءات الشاذة يستخدمها العلماء كثيراً.

مثال للقراءات الشاذة التي يستخدمها العلماء كثيراً: مثل كفارة اليمين في قراءة ابن مسعود ? فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ متتابعات ? هذه في قراءة ابن مسعود، الحنفية احتجوا بهذه القراءة على استحباب أنك تصوم الأيام الثلاثة التي عليك من كفارة القسم متتابعات، وهم يعلمون أنها قراءة شاذة ولكن استخدموها في الفقه، ويستخدمونها في التفسير، إذن عندما البخاري يورد مثل هذا، لا يقال أن البخاري أورد قرآنا آخر يشكك في كتاب الله.

فنعود (للذكر والأنثى) كانت الآية هكذا قبل العرضة الأخيرة، وكل القراءات الشاذة التي ثبتت أسانيدها إلى الصحابة، وفقدت شرطاً من الشروط الثلاثة السابقة كانت قبل العرضة الأخيرة، وأنت تستطيع ببساطة شديدة أن تطالع كتاب المصاحف لابن أبي داود، وهو يؤرخ لتاريخ المصحف، وكثير من هذه الروايات المنسوبة لابن مسعود لا تصح من جهة الإسناد، أغلبها أسانيدها منقطعة، يعني لا أستطيع أن أقول أن هذا كان في مصحف ابن مسعود، لكن قليل منها صح أنه كان في مصحف ابن مسعود، ولا يُتصور أبدا أن يفتري ابن مسعود على الله عز وجل ويضع في مصحفه كلاما لم ينزله ربنا سبحانه وتعالى على النبي ?، ولكن كما قلت لكم أن العرضة الأخيرة نسخت كل ما كان قبل ذلك، والبخاري أيضا فيه – وهذ صح من طرق- أن عمر بن الخطاب كان يقول: كنا نقرأ فيما نقرأ (إذا زنى الشيخ والشيخة فارجموهما البتة بما قضيا من اللذة نكالا من الله والله عزيز حكيم).

فهذه كانت آية تقرأ في كتاب الله، وهذا مثل يضربه الأصوليون على نسخ التلاوة مع بقاء الحكم،الرجم ثابتا وكان قرآنا يتلى، هاهو نص الآية: (إذا زنى الشيخ والشيخة فارجموهما البتة بما قضيا من اللذة نكالا من الله والله عزيز حكيم) هذا اللفظ رفع كله وبقي حكمه، وأي واحد يستطيع أن يذهب إلى كتب الأصول في باب النسخ لكي يعرف أن هذا نوع من أنواع النسخ أن يرفع لفظ الآية ويبقى الحكم الشرعي.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير