1 - منها ما هو اجتهاديُ محض، وهذا لا تقوم به حجة إلاّ إذا وافق الدليل، قال شيخ الإسلام .. :"وليس لأحد أن يحتج بقول أحد في مسائل النزاع، وإنما الحجة النص والإجماع ودليل مستنبط من ذلك تقرر مقدماته بالأدلة الشرعية، لا بأقوال بعض العلماء، فإن أقوال العلماء يحتج لها بالأدلة الشرعية لا يحتج بها على الأدلة الشرعية" مجموع الفتاوى 26/ 202
وقائع الأعيان لابدّ أن يثبت حكمها بنظيرها
2 - أن بعضها وقائع أعيان. وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «وَكَثِيرٌ مِنْ أَجْوِبَةِ الْإِمَامِ أَحْمَد وَغَيْرِهِ مِنْ الْأَئِمَّةِ خَرَجَ عَلَى سُؤَالِ سَائِلٍ قَدْ عَلِمَ الْمَسْئُولَ حَالَهُ أَوْ خَرَجَ خِطَابًا لِمُعَيَّنِ قَدْ عَلِمَ حَالَهُ فَيَكُونُ بِمَنْزِلَةِ قَضَايَا الْأَعْيَانِ الصَّادِرَةِ عَنْ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنَّمَا يَثْبُتُ حُكْمُهَا فِي نَظِيرِهَا .. » اهـ. الفتاوى (28/ 213)
التوسع من الأتباع
3 - أن كثيراً من هذه المسائل خرجت وأُنزلت غير منازلها، وقد قال شيخ الإسلام: «فَمَا أَكْثَرَ مَا يُحْكَى عَنْ الْأَئِمَّةِ مَا لَا حَقِيقَةَ لَهُ وَكَثِيرٌ مِنْ الْمَسَائِلِ يُخَرِّجُهَا بَعْضُ الْأَتْبَاعِ عَلَى قَاعِدَةٍ مَتْبُوعه، مَعَ أَنَّ ذَلِكَ الْإِمَامَ لَوْ رَأَى أَنَّهَا تَقْضِي إلَى ذَلِكَ لَمَا الْتَزَمَهَا، وَالشَّاهِدُ يَرَى مَا لَا يَرَى الْغَائِبُ .. » "بيان الدليل" 115
الإمام أحمد ألزم نفسه بالهجر ولم يلزم النّاس ويأمرهم
4 - أنّ الإمام أحمد وإن عاقبهم بالهجر وعدم الرواية ـ لكن ما أمر الناّس بذلك، إضافة إلى أنّه ما طعن في عدالتهم وصدقهم!! قال أبو أحمد المروزي قلت لأبي عبد الله: ما تقول فيمن أجاب في المحنة؟ فقال: «أما أنا فما أحب أن آخذ عن أحد منهم .. » "المقصد الأرشد" (2/ 550)
من المقاصد هو الزجر والتوبيخ لا ..
5 - أن أكثر هذه المواقف كان المقصود منها الزجر والتغليظ،لا- الإسقاط والتنفير!.
قال عبدالله بن الإمام أحمد: «ولم يحدث أبي عنه "ابن المديني" بعد المحنة بشئ.!!»
قال الذهبي معلقاً: «قلت: ويروى عن عبد الله بن أحمد، أن أباه أمسك عن الرواية عن ابن المديني، ولم أر ذلك!!، بل في " مسنده " عنه"ابن المديني" أحاديث،!! وفي " صحيح البخاري " عنه جملة وافرة.» السير (11/ 57)
وقال أيضاً: «قلت: يريد عبد الله بهذا القول أن أباه لم يحمل عنه بعد المحنة شيئاً، وإلاَّ فسماع عبد الله بن أحمد لسائر كتاب " المسند " من أبيه كان بعد المحنة بسنوات في حدود سنة سبع وثمان وعشرين ومئتين، وما سمع عبد الله شيئاً من أبيه ولا من غيره إلاَّ بعد المحنة، فإنه كان أيام المحنة صبياً مميزاً ما كان حله يسمع بعد والله أعلم.» السير (11/ 181)
مذهب العالم لا يؤخذ من مجرد فعله!
5 - أن الواجب تجاه العالم هو العمل بعلمه - لا تقليد فعله؛ قال ابن القيم: «ومذهب الرجل لا يؤخذ من فعله؛ إذ لعله فعله ناسياً أو ذاهلاً أو غير متأمل،! ولا ناظر، أو متأولاً أو ذنباً يستغفر الله منه ويتوب، أو يصر عليه وله حسنات تقاومه فلا يؤثر شيئاً، قال بعض السلف: " أضعف العلم علم الرؤية يعنى أن يقول: رأيت فلاناً يفعل كذا وكذا، إذ لعله قد فعله ساهيا " وقال إياس بن معاوية: " لا تنظر إلى عمل الفقيه ولكن سله يصدقك".» "إعلام الموقعين" (3/ 169)
كلام الأقران
6 - أن كثير من هذه الشدّة خرجت مخرج كلام القرين في قرينه!، قال الذهبي: «فلسنا ندعي في أئمة الجرح والتعديل العصمة من الغلط النادر، ولا من الكلام بنفس حاد فيمن بينهم وبينه شحناء وإحنة، وقد علم أن كثيراً من كلام الأقران بعضهم في بعض مهدر لا عبرة به، ولا سيما إذا وثق رجل جماعة يلوح على قولهم الإنصاف.» "السير" (7/ 40 - 41)
¥