تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال في ترجمة "أبي نُعيم"- وما كان بينه وبين "ابن منذه": «وكلام ابن مندة في أبى نعيم فظيع، لا أحب حكايته، ولا أقبل قول كل منهما في الآخر، بل هما عندي مقبولان، لا أعلم لهما ذنباً أكثر من روايتهما الموضوعات ساكتين عنها .. كلام الأقران بعضهم في بعض لا يعبأ به، لا سيما إذا لاح لك أنه لعداوة أو لمذهب أو لحسد، ما ينجو منه إلاّ من عصم الله، وما علمت أن عصراً من الأعصار سلم أهله من ذلك، سوى الأنبياء والصديقين، ولو شئت لسردت من ذلك كراريس، اللهم فلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ.» "ميزان الاعتدال" (1/ 111)

كفّ الأتباع عن شدة اللزوم والإتباع!

7 - من المقاصد ما قاله العلامة الناقد عبد الرحمن بن يحي المعلمي: «لهذا كان من أهل العلم والفضل من إذا رأى جماعة اتبعوا بعض الأفاضل في أمر يرى أنه ليس لهم اتباعه فيه، إما لأنّ حالهم غير حاله، وإمّا لأنه يراه أخطأ - أطلق كلمات يظهر منها الغض من ذاك الفاضل لكي يكف الناس عن الغلو فيه الحامل لهم على إتباعه فيما ليس لهم أن يتبعوه فيه، فمن هذا ما في (المستدرك) (2 ص329) (( .. عن خثيمة قال: " كان سعد بن أبي وقاص رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ في نفر فذكروا علياً فشتموه فقال سعد: مهلاً عن أصحاب رسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .. فقال بعضهم: فوالله إنه كان يبغضك وسميك الأخنس، فضحك سعد حتى استعلاه الضحك ثم قال أليس قد يجد المرء على أخيه في الأمر يكون بينه وبينه ثم لا تبلع ذلك أمانته .. يحتاج تدقيق)) قال الحاكم: ((صحيح على شرط الشيخين)) وأقره الذهبي.

وفي الصحيحين وغيرهما عن علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: «ما سمعت رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جمع أبويه إلا لسعد بن مالك (هو سعد بن أبي وقاص) فإني سمعته يقول يوم أحد: يا سعد ارم فداك أبي وأمي».

وتروى عليّ كلمات أخرى من ذا وذاك، وكان سعد قد قعد عن قتال البغاة فكان علي إذا كان في جماعة يخشى أن يتبعوا سعداً بالقعود، ربما أطلق غير كاذب كلمات توهم الغض من سعد وإذا كان مع من لا يخشى منه القعود فذكر سعداً ذكر فضله. ومنه ما يقع في كلام الشافعي في بعض المسائل التي تخالف فيها مالكاً من إطلاق كلمات فيها غض من مالك مع ما عرف عن الشافعي من تبجيل أستاذه مالك، وقد روى حرملة عن الشافعي أنه قال: «مالك حجة الله على خلقه بعد التابعين» كما يأتي في ترجمة مالك إن شاء الله تعالى.

ومنه ما نراه في كلام مسلم في مقدمة صحيحه مما يظهر منه الغض الشديد من مخالفه في مسألة اشتراط العلم باللقاء، والمخالف هو البخاري، وقد عرف عن مسلم تبجيله للبخاري.

وأنت إذا تدبرت تلك الكلمات وجدت لها مخارج مقبولة وإن كان ظاهرها التشنيع الشديد.» "التنكيل" (1/ 12)

شدة زائدة!

8 - قد كان ووجد من بعض أهل العلم توسعاً =تضيقاً في نقد بعضهم! ..

قال الذهبي في ترجمة الإمام "علي بن الجعد": «وقد كان طائفة من المحدثين يتنطعون في من له هفوة صغيرة تخالف السنة، وإلاَّ فعلي إمام كبير حجة .. » (10/ 466)

وذكر الذهبي -رحمه الله- في ترجمة "أحمد بن عبد الملك" الذي خرج له البخاري وغيره، وروي عنه أحمد وأبو زرعة وأبو حاتم؛ قال أحمد: «رأيته حافظا لحديثه، صاحب سنة» فقيل له: أهل حران يسيئون الثناء عليه؟!، فقال: أهل خراسان قلّ ما يرضون عن إنسان!!، هو يغشى السلطان بسبب ضيعة له»."سير أعلام النبلاء" (10/ 262)

الغضب الشديد

9 - أن بعض هذه المواقف كان ما دعاه "الغضب الشديد" جراء أساءة بعضهم لبعض – سواء كانوا طلبة أو شيوخاً!، فقد عقد الخطيب في كتابه "الجامع"1/ 216 فصلاً قال فيه .. :. {من أضجره أصحاب الحديث فأطلق لسانه بذمّهم}!

ثم نقل عن شعبة انّه قال لأصحاب الحديث .. «قوموا عني، مجالسة اليهود والنصارى أحب إلي من مجالستكم، إنكم لتصدون عن ذكر الله وعن الصلاة»!!

قال سويد: «كان الفضيل بن عياض إذا رأى أصحاب الحديث قد أقبلوا نحوه وضع يديه في صدره وحرك يديه، وقال: أعوذ بالله منكم»

قال سلمة بن شبيب .. : «رأيت عبد الرزاق وهو بمكة فقلت له: كيف أصبحت؟ قال:» بشر ما رأيت وجهك، فإنك مبرم»!!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير