تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فإن سنة الانبياء عليهم الصلاة والسلام على تحقيق هذا المقام لا يقولون على الله بغير علم ولا يكتمون ما انزل الله، فلابد من ضبط هذا المعيار ووزنه بميزان الشريعة، كتمانه الذي ذمه الله في مثل قوله {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى} البقرة159، وكذلك القول على الله بغير علم وذلك من اعظم الضلالات وأعظم المحرمات، حتى أن الله تعالى لما ذكر أصول المحرمات في كتابه جعل منها وأخصها: القول عليه سبحانه وتعالى بغير علم وهو وجه من الكفر فيه احيانا قال الله تعالى {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} الأعراف33، والقول على الله والقول في الشريعة بغير علم هذا من اعظم الضلالات، وهذا مقام ينافي تحقيق الشرط الاول الذي هو الشرط الايماني وهو: الاخلاص لله سبحانه وتعالى

وهذا لا يختص - اعني القول على الله بغير علم - لا يختص بالاصول بل حتى في مفصل التشريع والأحكام، فإن الله حرم القول عليه بغير علم حتى في مفصّل الاحكام التي مبناها على ........ في الجملة، فإنك تعلم ان الله سبحانه وتعالى لمّا ذم من ذم من الامم الكتابية قال الله تعالى {كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ فَمَنِ افْتَرَىَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ} [لاحظوا الرد، قال: كل الطعام كان حلا لبني اسرائيل. الموضوع هنا ليس موضوع عقائد مِن بَعْد بل اصول كلية أحكام في مفصل التشريع ومع ذلك نهى الله عليهم القول عليه بغير علم وسماه كذبا] {فَمَنِ افْتَرَىَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} آل عمران94، وتجد في مثل قوله {وَمِنَ الإِبْلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنثَيَيْنِ أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ وَصَّاكُمُ اللّهُ بِهَذَا فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً} الأنعام144، هذا في ختام الحلال والحرام، ومع ذلك سمى الله تعالى هذا القول منهم، وهذا الحكم منهم لما كان منافيا لما بعث الله به الانبياء ولما نزل في الشريعة سماه كذبا عليه، فالقول على الله بغير علم مقامه شديد، سواء كان ذلك في الاصول وهو أعظم، أو كان ذلك في فروع الشريعة فإن الله ذمم القوم من أهل الكتاب الذين قالوا في أحكام الشريعة كذبا على الله كما في مثل هذا السياق وذلك السياق من القران

إذن ينافيه نقص مقام الاخلاص او فواته ن ونيافيه كتمان العلم وينافيه القول على الله بغير علم

الشرط الثاني: وهو الشرط الاخلاقي، فإذا وقع لك العلم خالصا لوجه الله وأخلصته عبادة لله وحده، فاعلم أن لعلم الشريعة لشرفه ومقامه فإن له شرطا أخلاقيا، والمقصود بالشرط الاخلاقي ان يكون هذا العلم عدلا ورحمة للخلق فان الله ما بعث الانبياء إلا هداة، وإلا دعاة، وإلا رحمة للعالمين و قال عن سيدهم وإمامهم صلى الله عليه وسلم {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} الأنبياء107، ولا يكون رحمة إلا بالعدل، فلابد من حفظ مقام الشرط الاخلاقي ويراد به: أن يكون العلم عدلا ورحمة

ولهذا لما ذكر الله العبد الصالح وهو الخضر رضي الله تعالى عنه وليس نبيا عند عامة أهل العلم وجماهيرهم وهو الصحيح لكنه كان رجلا صالحا في بني اسرائيل وعلى علم من علم الله كما في سعيد ابن جبير عن ابن عباس في الصحيح وغيره لما ذكر الله الخضر في كتابه قال {فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً} الكهف65، قال {فوجدا} أي موسى وفتاه، {عبدا من عبادنا} وإضافته الى الله على سبيل التشريف واختصاصه بفضل من الله قال {آتيناه رحمة من عندنا} وأضاف الرحمة إلى انها فضل من الله قال {آتيناه رحمة من

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير