تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عندنا} والضمائر هنا كلها متصلة بتحقيق اصطفاء الله له نوع اصطفاء، وان لم يكن اصطفاء النبوة والرسالة، قال {وعلمناه} ايضا اضاف التعليم اليه سبحانه، قال {من لدنا}، وهذا العلم اللدني بمعنى ك أنه مقطوع عن سببه، بل فضل وبركة من الله سبحانه وتعالى، وإن كان ليس على المعنى الذي يقوله الصوفية في بعض الاوهام والخروج عن السنن والاثار عن مثل هذه الدعوة، فإن الخضر كان في بني اسرائيل وما كانت رسالة موسى صلى الله عليه وسلم عامة، بخلاف رسالة النبي صلى الله عليه وسلم فإن رسالته لجميع الخلق ويجب على جميع المكلفين من الانس والجن اتباعه وطاعته والتصديق بما جاء به ولكن الله قال في هذا الموضع من كتابه قال {فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً} الكهف65، قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله: (علم بلا رحمة لا ينفع، ورحمة بلا علم لا تنفع)، قال (فإنه اذا كان علما بلا رحمة كان بغيا، واذا كانت رحمة بلا علم صارت ضلالا عن الحق) ولهذا فان العلم يجب ان يحفظ شرطه الاخلاقي، وهو مع كثير من الاسف قليل العناية لدى كثير من المنتسبين له ويقصد هنا: أن يكون العلم عدلا وأن يكون رحمة، فلا يمال به عن كونه عدلا وقسطاسا مستقيما وميزانا وفصل خطاب يبين به الحق من الباطل ن ولا يمال به عن كونه رحمة ايضا

بل لابد من جمع المقامين وإن الله سبحانه وتعالى، ترى فيما ذكره عن بعض الامم الكتابية المنحرفة عن كتابها انهم انما ضلوا بما سبق من الضلال في الشرط الايماني كما سبق ان اشرنا اليه في سياق القران، فإن ثمة وجها من الضلال بسبب فوات الشرط الاخلاقي اذا كان الله سبحانه وتعالى كما ترى في قوله {وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً} آل عمران187، هذا فوات للمقام الايماني، فتقرأ في القران من ضل بسبب فوات الشرط الاخلاقي وهو في قول الله كثير ومنه قوله سبحانه {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ} آل عمران19، بغيا بينهم: أي فات مقام العدل وفات مقام الرحمة، ومن مفصّل بغيهم المنصوص في القران قوله سبحانه {وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَىَ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ} البقرة113، وعن هذا قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله (ان هذا الخلق الذي وقعت فيه بعض الامم الكتابية المنحرفة عن كتابها عرض لبعض المنتسبين للشريعة والعبادة من هذه الامة) يقول رحمه الله (فترى ان بعض المتفقهة لا يرى بعض المتعبدة على شيء، وترى بعض المتعبدة لا يرى بعض المتفقهة على شيء) فهذا وجه ولكن البغي اكثر من ذلك، ولهذا كان من هدي أهل السنة والجماعة وقواعد الشريعة المفصح عنها في القران والسنة، ترك الاستطالة على الخلق بحق أو بغير حق، قال الله تعالى {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ} النحل90، وقال تعالى {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} العنكبوت46، وهذا تحقيق مقام العدل، يقول الامام ابن تيمية رحمه الله وهو يذكر بعضا من صفات اهل السنة ومنهجهم يقول (ويرون - يعني اهل السنة - ترك الاستطالة على الخلق بحق أو بغير حق) أما اذا كان الانسان ليس له علم أو دليل فان استطالته تكون سفها ولا تقع الا من جاهل ذي حمق ونقص في عقله ورأيه

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير