تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثم اذا انتقل الى طبقة بعد ذلك يستكمل العناية بما زاد على ذلك، لماذا نقول هذا؟ لان من اوجه الغلط التي تقع اليوم ضعف المعرفة بالاثار والسنن، ولربما الانسان بلغ نوع مقام في العلم وهو يجهل كثيرا من الاحاديث حتى في الصحيحين لأنها ما مرت عليه بمناسبة مسالة من المسائل او بحث من البحوث وهذا خطأ، السنة لابد أن تُستفصل لأنك لا تبحث عن الحديث اذا قام سببه المعين في فرع من الفروع، كأن تكون تبحث مسالة فقهية فترى ان هذا الحديث يصح أن يكون دليلا فيها فتبحث لهذا السبب هذا بحث صحيح لكنه ناقص، والانسان لا يكون فقيها ولا يكون مدركا لمقاصد الشريعة وأحكامها، إلا إذا كان مستظهرا لجملة واسعة من السنة مع القران، اما أنه يبتدئ المسائل إذا اراد بحثها وكثير من النصوص ليست في روعه ولا في إدراكه ولها - باعتبار -كما تعلم أن نصوص الشريعة منها العام ومنها الخاص والمطلق والمقيد، ودلالاتها على الاحكام متعددة ومتنوعة، ولهذا البصير بالاثار تقوى حجته كما قال الامام الشافعي رحمه الله (من حفظ الحديث قويت حجته)

السنة نور لا ينبغي ان لا يلتفت إلى البحث فيها الا عند قيام السبب لفرع فقهي، هذا ضيق في البحث، الاقبال على قراءة السنة، ومن استطاع الحفظ فالحفظ هو الاول ولكن عامة الناس إنما يستطيعون مقاما من هذا ومقاما من هذا وهذا في الجملة حال عامة الناس القاصدين للعلم انهم يحفظن شيئا ويستظهرون شيئا ولا يقصد في ذلك الغلو في هذا المقام الى درجة انه لا يفوته شيء فهذا مقام يكاد ان لا يوجد او يكون عزيزا ن ولربما أنه ذهب مع ذهاب سلفٍ من ائمة الحديث المتقدمين، إنما المقصود هو نوع من السعة في معرفة الاحاديث ولهذا لو سالت نفسك بعد سنين: هل - على اقل الاحوال - انك قرات الكتب التسعة قراءة كاملة قراءة متأنية ومثل هذا المعنى، اصول علم الشريعة سواء كان عقيدة أو كان فقها او اصول فقه أو تفسيرا أو ما إلى ذلك هو القران والسنة

فهذا هو اصل العلم الشرعي: الكتاب والسنة، ويجب العناية بها والاقبال عليها ولا ينزع طالب العلم هنا نزعا غريبا فاذا قرا شيئا من السنة أو حفظه صار يقول في المسائل بحجة ان هذا مطابق للحديث، هذا غلط، ما يقول في المسائل الا بشرط آخر وهو الفقه، فليس كل من حفظ يكون فقيها والنبي صلى الله عليه وسلم قال - كما ثبت عنه - (رب حامل فقه ليس بفقيه فيه، رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه) فلا ينزع نزعا غريبا بما حفظ من الحديث، ولكن هذا الغريب لا يمكن أن يُعطّل مقام حفظ السنة لعروضه من بعض احاد الناس، فهذا غلط يصان العلم عنه

بل اذا حفظت شيئا من السنة وأدرك شيئا من السنة مع القران فلا تقل في مسالة كما قال الامام احمد (الا ولك فيها إمام) قال الامام احمد رحمه الله (لا تقل في مسالة الا ولك فيها امام)، وانظر كلام الفقهاء بعد ذلك، وهذا ما نقصده بالطبقة الثالثة

الطبقة الثالثة: وهي بيان جمله وهنا تقرأ جمل تفسير القران، وجمل شرح السنة دون الدخول في تفاصيل المسائل، وأحوالها وما فيها من اجماع وما فيها من خلاف هذا ليس في هذه الطبقة، وإذا حفظت القران وشيئا من السنة ونظرت نظرا مفصلا في كتب السنة فاقرا بيانها المجمل، نقصد بالبيان المجمل هنا، أن تقرا مثلا في شروح السنة فتح الباري، وفتح الباري لم يفصل جميع فقه البخاري ولكن فيه مادة حسنة وواسعة من البيان، لكنه ما ذكر احكام العبادات على التفصيل كما يذكره الفقهاء في كتاب الصلاة من البخاري، أو المعاملات وما إلى ذلك

ومن الكتب المبينة للسنة كتاب الاستذكار وكتاب التمهيد لابي عمر ابن عبد البر، وكتاب التمهيد كتاب متيسر اسلوبه سهل في الجملة مع انه كتاب جامع وكاتبه ومؤلفه عالم فقيه حافظ وهو الامام ابو عمر ابن عبد البر من المالكية كتب التمهيد على موطأ الامام مالك حتى قال ابن تيمية رحمه الله (إنه لم يُكتب في شرح حديث الرسول مثل هذا الكتاب) انا اوصي به طلبة العلم في هذه الطبقة ان يقرأ كتاب التمهيد وأن يقرأ كتاب فتح الباري وبعض شروح السنة المشهورة كشرح بلوغ المرام مثلا وكشرح ........ ونحو هذه الشروح بحسب ما يتيسر له.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير