تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

" وعن أبي بكر بن سليمان قال: حج حكيم بن حزام معه مائة بدنة، قد أهداها وجللها الحبرة، وكفها عن أعجازها، ووقف مائة وصيف يوم عرفة في أعناقهم أطوقه الفضة قد نقش في رؤوسها: عتقاء الله ـ عز وجل ـ عن حكيم بن حزام. وأعتقهم وأهدى ألف شاة. "

الاستحياء من الله يوم عرفة من كثرة الذنوب:

ـ قال ابن الجوزي:

" وعن مهران بن عمرو الأسدي قال: سمعت الفضيل بن عياض عشية عرفة بالموقف، وقد حال بينه وبين الدعاء البكاء، يقول: واسوأتاه، وافضيحتاه وإن عفوت "

ـ وعن علي بن زيد أنه رأى رجلا عشية عرفة وهو يقول: " اللهم إن كنت لم تقبل حجي وتعبي ونصبي، فلا تحرمني الأجر على مصيبتي بتركك القبول مني. ثم ذهب في الناس، فرأيته غداة جمع يقول: واسوأتاه، والله منك وإن عفوت، يردد ذلك. "

ـ عن أبي الأديان قال:

" ما رأيت خائفا إلا رجلا واحدا: كنت بالموقف فرأيت شابا مطرقا منذ وقف الناس إلى أن سقط القرص، فقلت: يا هذا ابسط يديك بالدعاء. فقال لي: ثم وحشة. قلت له: فهذا يوم العفو عن الذنوب. قال: فبسط يده، ففي بسط يده وقع ميتا. "

ـ عن عبد الله بن داود الواسطي قال:

" بينما أنا واقف بعرفات إذ أنا بامرأة وهي تقول: من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل الله فما له من هاد.

فقلت: امرأة ضالة. فنزلت عن بعيري وقلت لها: يا هذه ما قصتك؟

فقالت: ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا. فقلت في نفسي: حرورية لا ترى كلامنا. فقلت لها. من أين أنت؟

فقرأت (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى) فأركبتها بعيري وقفلت بها أريد رحال المقدسيين. فلما توسطت قلت لها: يا هذه لمن أصوت؟

فقرأت (يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض)، (يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى)، (يا يحيى خذ الكتاب بقوة).

فناديت: يا زكريا، يا يحيى، يا داود. فخرج إلي ثلاثة فتيان من بين الرجال فقالوا. أمنا ورب الكعبة ضلت منذ ثلاث، وأنزلوها وأكرموني.

فقلت لهم: ما لها لا تتكلم؟

قالوا: ما تكلمت، منذ ثلاثين سنة مخافة أن تزل.

قلت: هذه امرأة صالحة المقصد إلا أنها لقلة علمها لم تدر أن هذا الفعل منهي عنه لأنها استعملت القرآن فيما لم يوضع له.

قال ابن عقيل: لا يجوز أن يجعل القرآن بدلا من الكلام، لأنه استعمال له في غير ما وضع له، كما لو أراد استعمال المصحف في الوزن به أو توسده. قال: ويكره الصمت إلى الليل لأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ نهى عن صمت يوم إلى الليل. "

الدموع تتناثر من عينيه في عرفة:

ـ عن أحمد بن أبي الحواري قال:

" دخلت على أبي سليمان الداراني، فقال لي: يا أحمد، لي أيام ما بكيت.

فقلت له: حدثني محمود بن خلف أنه رأى رجلا عشية عرفة على رأس جبل، فلما دنا الانصراف سمعه يقول: الأمان الأمان قد دنا الانصراف، ليت شعري ما صنعت في حاجة المساكين؟ قال: فبكى حتى جعلت الدموع تثب من عينيه ولا تسيل على خده. "

وأحدهم يسأل الله بأحب الأعمال إليه:

ـ عن حيى بن كامل القرشي قال:

" أخبرني سفيان الثوري قال: سمعت أعرابيا وهو متعلق بعرفة، وهو يقول: إلهي من أولى بالزلل والتقصير مني، وقد خلقتني ضعيفا؟

من أولى بالعفو عني منك وعلمك في سابق، وأمرك بي محيط؟ أطعتك بإذنك والمنة لك علي، وعصيتك بعلمك والحجة لك، فأسألك بوجوب حجتك وانقطاع حجتي، وبفقري إليك وغناك عني أن تغفر لي وترحمني، إلهي لم أحسن حتى أعطيتني، ولم أسيء حتى قضيت علي.

اللهم إنا أطعناك بنعمتك في أحب الأشياء إليك. شهادة أن لا إله إلا الله ولم نعصك في أبغض الأشياء إليك، الشرك بك، فاغفر لي ما بينهما، اللهم سري إليك مكشوف، وأنا إليك ملهوف، إذا أوحشتني الغربة آنسني ذكرك، وإذا صببت علي الهموم لجأت إليك استجارة بك، علما بأن أزمة الأمور بيدك وأن مصدرها عن قضائك. "

ـ قال أبو نعيم:

" حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا عمر بن بحر الأسدي، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: قال بعض المتعبدين: كنت مع ذي النون المصري بمكة فقلت له: رحمك الله لم صار الوقوف بالجبل ولم يصر بالكعبة؟

قال: لأن الكعبة بيت الله والجبل باب الله فلما قصدوه وافدين أوقفهم بالباب يتضرعون.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير