[ما المقصود بلفظ (القلب) فى نصوص الكتاب و السنة؟]
ـ[الفقير الى ربه]ــــــــ[26 - 04 - 04, 03:12 ص]ـ
أفيدونى جزاكم الله خيرا ..
ما المقصود بلفظة القلب عند اطلاقها فى النصوص الشرعية, مثل قوله تعالى: (فتكون لهم قلوب يعقلون بها ..... )
و قوله صلى الله عليه و سلم (ألا و ان فى الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله و اذا فسدت فسد الجسد كله ألا و هى القلب) ...
هل هو القلب العضوى الذى نعرفه الان أم المقصود شىء اخر ..
أم تأخذ المعنى حسب السياق؟
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
ـ[أخوكم]ــــــــ[27 - 04 - 04, 04:26 م]ـ
ريثما تجد إجابة لخاصة سؤالك من إخوانك _ بارك الله في الجميع _ فأحب أضيف هذه المعلومة فربما تساعد ولو قليلا ...
فكلمة " القلب " ليست اسما محضا وعلما لذلك العضو فقط
لأنها كلمة يسهل اشتقاقها
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون
ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال
... الخ
وفي المعجم المفهرس لألفاظ القرآن غيرها كثير
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[28 - 04 - 04, 02:25 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
لعل ما في هذه الإجابة ما يعين الإخوة على الفهم، فرجاءا، اقرؤوا بتمعن.
إن القلب الذي تحدث عنه القرآن الكريم هو المضغة التي في القلب، لقوله تعالى" إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور"، وقال "وجعلنا على قلوبِهم أكنّة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا"
وعليه كيف نفهم "أم لهم قلوب لا يعقلون بها ... "،
إن العقل عندنا معشر المسلمين محله القلب، وأما ما في الرأس فهم الذهن ومهمته الاختيار بين البدائل وتخزين المعلومات والبحث عنها كهذا "العاقول" أو ماتسمونه ب"الحاسوب" فإنه يأتي بالمعلومات لكنه لا يستطيع البحث بنفسه لأنه ينتظر أمرا من مستعمله. ولهذا عندما فتح الطبيب المشهور بين فيلد رأس أحد المرضى وبدأ يضغط على بعض الأماكن في الدماغ، فيضغط مثلا على محرك الكلام، تجد المريض يتكلم بكلمات، وعندما يضغط على مفعل حركة بعض الأعضاء كاليد مثلا، تجد المريض يحركها، وبعد ذلك سأله فقال: لماذا تحرك يدك؟؟ فأجاب المريض أنا لا أحرك يدي وإنما أنت الذي تحركها!!! فقال الطبيب الآن علمت أن العقل لا يمكن أن يكون هو الدماغ ..
إذن الدماغ أو الذهن ينفعل لأمر آمر، ولذلك تجده يتعب بعد البحث الطويل، أو الحفظ، أو القراءة.
فإذا أراد أحد أن يبحث، مثلا يريد تخريج حديث ما فهنا يعمل الدماغ فيبحث ويبحث، لكنه بمجرد أن يجد المرء مبتغاه فيما كان يبحث عنه، يقول "اطمأن قلبي" أو " ارتاح صدري" لهذا الدليل، أو هذا التخريج. فتستقر المعلومة في مثواها الأخير وهو القلب.
فالنبي صلى الله عليه وسلم وضع يده الشريفة على صدر حبر الأمة وقال له"اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل" ولم يضع يده على رأسه.
فهنا يزول الإشكال بعلمنا بدور الدماغ الذي استغناء عنه للاستجابة لمرادات القلب.
ويزول الإشكال بعلمنا أن القلب هو المحرك الحقيقي للإنسان، وهو محل الفقه والعلم، فهو مثوى القناعات، لذلك هو مناط التكليف، فبما فيه نجازى أو نعاقب، فهو محل الإيمان وهو محل الكفر وهو محل النفاق وهو محل المحبة والكره
فالصلاح في هذه المضغة والفساد في هذه المضغة.
ولكن يبقى السؤال قائما "هل مضغة القلب هي هي التي نتحدث عنها بذاتها؟؟ علمنا ذلك أو لم نعلم؟ أو أنها المحل الذي يجري فيه ما يجري، أي باختصار هي العقل نفسه، أم محل العقل؟؟؟ والله تعالى أعلم.