وله شاهد من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه، أخرجه ابن الجعد في مسنده (1/ 432) قال: حدثنا محمد بن حبيب الجارودي، ثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل بن سعد قال: «وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على قتلى أحد فقال: اشهدوا لهؤلاء الشهداء عند الله عز وجل يوم القيامة، فأتوهم وزوروهم وسلموا عليهم، فو الذي نفسي بيده لا يسلم عليهم أحد إلى يوم القيامة إلا رجوت له، أو قال: إلا ردوا عليه».
وفي إسناده «محمد بن حبيب الجارودي» قال الذهبي في الميزان (6/ 100): «غمزه الحاكم النيسابوري، وأتى بخبر باطل اتهم بسنده».أهـ، قلت: وحديثه هذا الأشبه أن إسناده موضوع. وانظر: لسان الميزان (5/ 115)، والمغني في الضعفاء (2/ 565).
النتيجة: أن الحديث ضعيف، وممن ضعفه الألباني في «سلسلة الأحاديث الضعيفة» (11/ 365)، حديث (5221).
(63) أخرجه ابن عبد البر، في الاستذكار (2/ 165) قال: أخبرنا أبو عبد الله عبيد بن محمد قراءة مني عليه سنة تسعين وثلاثمائة في ربيع الأول قال: أملت علينا فاطمة بنت الريان المستملي في دارها بمصر في شوال سنة اثنتين وأربعين وثلاث مائة قالت: حدثنا الربيع بن سليمان المؤذن صاحب الشافعي قال: حدثنا بشر بن بكير، عن الأوزاعي، عن عطاء، عن عبيد بن عمير، عن ابن عباس ب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .... ، فذكره.
قال الحافظ ابن رجب: «قال عبد الحق الإشبيلي: إسناده صحيح. يشير إلى أن رواته كلهم ثقات، وهو كذلك، إلا أنه غريب، بل منكر».
وقد تبع العراقيُ في «تخريج الإحياء» ( ... ) عبدَ الحق الإشبيلي في تصحيحه للحديث، وأقرّه المناوي في «فيض القدير» (5/ 487).
قال الألباني، في «سلسلة الأحاديث الضعيفة» (9/ 475): «هذا إسناد غريب؛ الربيع بن سليمان فمن فوقه؛ ثقات معروفون من رجال التهذيب، وأما من دونه فلم أعرفهما، لا شيخ ابن عبد البر، ولا المملية فاطمة بنت الريان، وظني أنها تفردت – بل شذت – بروايتها الحديث عن الربيع بن سليمان بهذا الإسناد الصحيح له عن ابن عباس؛ فإن المحفوظ عنه إنما هو بالإسناد الأول».أهـ
قلت: ومراده بالإسناد الأول: حديث أبي هريرة، من طريق زيد بن اسلم، وقد تقدم.
ثم ساق الألباني الحديث من طريق بشر بن بكر، عن عبد الرحمن بن زيد، وبيّن أن هذا هو المحفوظ، ثم قال: «ومن هذا التحقيق يتبين أن قول عبد الحق الإشبيلي إسناده صحيح، غير صحيح، وإن تبعه العراقي في تخريج الإحياء، وأقره المناوي».أهـ
وقال ابن باز في مجموع الفتاوى ( ... ): «في إسناده نظر».
قلت: إسناد هذا الحديث الأشبه أنه موضوع، وأنه مركب من إسناد حديث أبي هريرة، الذي يُروى من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، ومن الإسناد الذي يُروى من طريق قطن بن وهب، وقد تقدما.
(64) أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب «القبور» [كما في الروح، لابن القيم، ص (54)] قال: حدثنا محمد بن عون، حدثنا يحيى بن يمان، عن عبد الله بن سمعان، عن زيد بن أسلم، عن عائشة} قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من رجل يزور قبر أخيه، ويجلس عنده إلا استأنس به، وردَّ عليه، حتى يقوم».
قال الحافظ ابن رجب في «أهوال القبور»، ص (143): «رواه عبد الله بن سمعان، وهو متروك».
وقال الحافظ العراقي في «تخريج الإحياء» ( ... ): «حديث عائشة (ما من رجل يزور قبر أخيه ويجلس عنده إلا استأنس به ورد عليه حتى يقوم) أخرجه ابن أبي الدنيا في القبور، وفيه عبد الله بن سمعان، ولم أقف على حاله».أهـ
وقال الحافظ ابن حجر في «لسان الميزان» (3/ 297): «عبد الله بن سمعان:ذكره شيخي العراقي في تخريج الإحياء في حديث عائشة، وقال: وفي سنده عبد الله بن سمعان لا أعرف حاله. قلت: يجوز لاحتمال أن يكون هو المخّرج له في بعض الكتب، وهو عبد الله بن زياد بن سمعان، ينسب إلى جده كثيراً، وهو أحد الضعفاء».أهـ
(65) أخرجه العقيلي في «الضعفاء» (4/ 19)، من طريق: محمد بن الأشعث، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، به.
¥