تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حلقات مفقودة في التاريخ الإسلامي]

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[27 - 05 - 04, 11:08 م]ـ

لعل من المواضيع التي قل أن أجد من تعرض لها من المؤرخين هي أحوال الشعوب بعد الفتح. فلا تجد أرقاماً ولا إحصائيات بل حتى الأخبار قليلة جداً.

فالعراق منذ تاريخه القديم هو خليط لشعوب متعددة. وعند الفتح الإسلامي كان العراق مركز الدولة الفارسية، وفيه عاصمتهم المدائن. فمن البديهي أن يكون غالبية سكانه من الفرس أو من المتكلمين بلغتهم. مع أن عدة قبائل عربية هاجرت إلى أطراف العراق في البصرة والكوفة (وكلاهما على ضفة الفرات من جهة البادية)، فهذا لا ينف أن سكان بقية المدن ما يزالون على حالهم. وقد بقيت الأراضي الزراعية بأيدي سكانها الأصليين.

فما هي حالهم؟ ومتى أسلم هؤلاء؟ ومتى تعلموا العربية وكيف؟ وهل حدثت محاولات لترجمة القرآن الكريم إلى لغاتهم؟ وكيف كانوا يتخاطبون مع العرب؟ وكيف يفهمون الخطب المشهورة؟ وما مدى إسهامهم في الأحداث التي جرت؟

فمت تأمل ذلك العصر لوجد أن عامة الوظائف الحكومية في أيام الخلفاء الراشدين والأمويين كانت بيد العرب. وذكر الأعاجم قليل جداً. إلا في أمور محدودة كموظفين في الدواوين وغير ذلك، لكنهم تبع للعرب. ولم يظهر هؤلاء إلا في أيام العباسيين الذين أذلوا العرب.

وماذا عن مشاركاتهم في الحروب والفتن التي كانت تحصل؟ هل شارك أعاجم العراق في حروب علي مثلاً، أم أن المشاركة كانت حكراً على قبائل العرب التي استوطنت منطقة الكوفة؟

ويأتي لهم ذكر في ثورة المختار حيث يقال أن غالب جيشه كان يتكلم الفارسية، مع أن أسماء قادته المعروفين كانوا عرباً. فهذا يدل على وجود مؤثر لهم في الدولة. لكنهم كانوا من فئة الموالي، أي كل واحد يكون مولى لقبيلة عربية. وهذا يثير العجب مع علمنا بحقد الفرس على العرب. فلماذا كانوا يجعلون أنفسهم موالياً؟!

أما الخوارج فالذي يظهر أنهم كانوا عرباً أقحاحاً، والله أعلم. إلا في المغرب فقد كانوا بربراً.

والحال في الشام يختلف، إذ لم يستوطنها العرب إلا القليل منهم من بني كلب ومن بني قيس وقليل غيرهم. وبقيت بيد سكانها الآراميين، وهؤلاء -وإن كانت أصولهم عربية من الجزيرة- فلغتهم هي السريانية. وهم عمدة جيش معاوية، بل عمدة الفتوح الإسلامية في العهد الأموي. وبقي لهم تأثير كذلك في حرب البيزنطينيين أيام العباسيين.

فماذا عن هؤلاء؟ متى أسلموا بهذه السرعة؟ ومتى تعلموا العربية؟ وكيف تعلموها بهذه السرعة مع قلة المستوطنين العرب؟ وهل قاموا بتغيير أسمائهم الآرامية إلى العربية كذلك؟ وهذا حدث هذا في المدن فحسب، أم أنه يشمل القرى كذلك. إذ بقيت الكثير من القرى النصرانية تتكلم الآرامية حتى عهد متأخر جداً. وما يزال بعض النصارى في سوريا والعراق يتكلمون السريانية والآشورية (وهي لهجة سريانية كذلك).

أما في مصر فقد كان فيها حوالي سبعة ملايين قبطي، واستوطنها حوالي أربعة آلاف عربي فقط. فمتى تعلم سكانها العربية؟! إذ يقال أن القبطية بقيت لغة الفلاحين المصريين في عهد الليث بن سعد. يعني بعد انتشار الإسلام فيهم. فمتى فشت العربية وكيف؟ وهل ظهرت كتب دينية مثلا باللغة القبطية؟

ثم لماذا ظهرت العربية في العراق والشام ومصر والمغرب والأندلس، ولم تظهر في السند وفارس وأرمينيا وما وراء النهر وغير ذلك؟ مع تكلم الطبقة المثقفة هناك العربية. بل وجود العلماء في فارس وما وراء النهر أكثر بكثير من علماء المغرب. فهذا من الأمور التي قل أن نجد من تعرض لها، والله أعلم.

ـ[ابن سفران الشريفي]ــــــــ[29 - 05 - 04, 04:31 ص]ـ

سبب فقد هذه الحلقات عدم اهتمام المؤرخين عموماً مسلمين وغير في تلك العصور بحالة المجتمع ودينه وثقافته و عمارته وغير ذلك، بل اقتصروا على الوقائع الحربية وانتقال السلطة وما إلى ذلك.

بالنسبة لزمن انتشار الإسلام في الشعوب بعد الفتح فأحيلك على كتاب تاريخ البشرية لأرنولد توينبي، وإن كان ذلك لا يفيدك.

ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[30 - 05 - 04, 09:54 ص]ـ

وحول تاريخ العراق و تأثرهم بالتيار العربي الإسلامي في هذه الفترة ينظر

التاريخ العربي والمؤرّخون لشاكر مصطفى (1/ 169 - 201) مع التنبه لبعض الأمور التي ذكرها.

وكذلك تكلم عن الشام وغيرها.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير