[كيف نفهم ان "البلاء موكل بالمنطق"؟]
ـ[ابو معاوية]ــــــــ[04 - 06 - 04, 02:10 ص]ـ
ورد هذا القول في حديث ضعفه الالباني في ضعيف الجامع، وورد في صحيح السيرة لابراهيم العلي على لسان ابي بكر رضي الله عنه و لكن لا اذكر تخريجه. وقد اورد المناوي في فيض القدير تحت هذا القول ما يؤيده من الوقائع مثل قوله:
"وفي تاريخ الخطيب: اجتمع الكسائي واليزيدي عند الرشيد فقدموا الكسائي يصلي جهرية فأرتج عليه في قراءة الكافرون فقال اليزيدي: قارئ الكوفة يرتج عليه في هذه؟ فحضرت جهرية أخرى فقام اليزيدي فأرتج عليه في الفاتحة فقال الكسائي:
احفظ لسانك لا تقول فتبتلى * إن البلاء موكل بالمنطق"
و قال ايضا تحت حديث "إذا تمنى أحدكم فلينظر ما يتمنىفإنه لا يدري ما يكتب له من أمنيته" (تجده في ضعيف الجامع):
"وكان الصدّيق كثيراً ما يتمثل بقوله:
احذر لسانك أن تقول فتبتلى * إن البلاء موكل بالمنطق
ولما نزل الحسين بكربلاء سأل عن اسمها فقيل كربلاء فقال كرب وبلاء فجرى ما جرى"
فهل يصح شرعا ان يكون البلاء موكلا بالمنطق؟ وهل يكون من باب التمني او إساءة الظن بالله، و لهذا يقع؟ وهل صح فيه شيء؟
افيدونا بارك الله فيكم
ـ[أبو مروة]ــــــــ[06 - 06 - 04, 09:03 م]ـ
وفي كشف الخفاء للعجلوني (رقم 926) كلام أورده للاستئناس:
- البلاء مُوَكّلٌ بالقول - وفي لفظ " بالمَنْطِق ". [وفي هذا المعنى نذكر ما يلي: قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن} (الحجرات: 11)
وسيأتي في الحديث 3031: لا تظهر الشماتة لأخيك - وفي لفظ " بأخيك " - فيعافيه الله ويبتليك. رواه الترمذي وقال حسن غريب دار الحديث]
رواه القضاعي عن حذيفة، وعن علي مرفوعا، ورواه ابن لال عن ابن عباس رفعه، وأوله: ما مِن طامة إلا وفوقها طامة، والبلاء إلخ.
وذكره البيهقي في الدلائل عن ابن عباس في حديث عرضِ النبي صلى الله عليه وسلم نفسه على القبائل، من قول الصديق لما قال له علي " لقد وقعت من الأعراب على باقعة " [قال في النهاية في " بقع ":. الباقعة: الداهية. ومنه الحديث أي ذَكِيٌّ عارف لا يفوته شيء ولا يُدْهَى. انتهى.
دار الحديث]، يعني الذ دقق عليه في سؤاله عن نسبه بعد أن كان دقق في سؤال واحد منهم عن نسبه بلفظ: أجل يا أبا الحسن ما من طامة إلا فوقها طامة، والبلاء موكل بالقول.
ورواه الديلمي عن ابن مسعود رفعه بلفظ الترجمة، وزاد: فلو أن رجلا عَيّرَ رجلا برضاع كلبة، لرضّعَها.
ورواه ابن أبي شيبة في الأدب المفرد عن ابن مسعود بلفظ: البلاء موكل بالمنطق، لو سخرتُ من كلب لخشيت أن أحَوّل كلبا.
وعند الخرائطي في المكارم عن ابن مسعود من قوله: ولا تستشرفوا البلية، فإنها مولعة بمن يُشْرِف لها، إن البلاء مولع بالكلم، فاتبعوا ولا تبتدعوا، فقد كفيتم.
ورواه الديلمي عن أبي الدرداء مرفوعا بلفظ: البلاء موكل بالمنطق، ما قال عبد لشيء " والله لا أفعلُه " إلا ترك الشيطان كل شيء وولع به حتى يُؤْثِمَه.
وأخرجه ابن أبي الدنيا عن إبراهيم النخعي أنه قال: إني لأجد نفسي تحدثني بالشيء فما يمنعني أن أتكلم به إلا مخافة أن أبتلى به.
وأورده الصغاني بلفظ: البلاء موكل بالمنطق أو بالقول، وحكم عليه بالوضع، وأورده ابن الجوزي من حديثي أبي الدرداء وابن مسعود في الموضوعات، قال في المقاصد ولا يحسن بمجموع ما ذكرناه الحكم عليه بالوضع، ويشهد لمعناه قوله صلى الله عليه وسلم " هلم " للأعرابي الذي دخل عليه يعوده وقال له " لا بأس "، فقال له الأعرابي " بل حُمّى تفور ". الحديث، قال " فنعم إذا ".
وأنشد ابن بهلول:
لا تنْطِقَنَّ بما كرهت، فربما * عَبِثَ اللسانُ بحادثٍ فيكونُ
ويروى - لا تعبثن بحادث فلربما -
وأنشد غيره:
لا تمزحنَّ بما كرهتَ فربما * ضُرِبَ المِزاحُ عليك بالتحقيقِ.