تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[فوائد من شرح ألفية السيوطي رحمه الله للشيخ طارق بن محمد بن عوض الله حفظه الله]

ـ[أبو المسور المصري]ــــــــ[01 - 06 - 04, 12:28 ص]ـ

بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما بعد، فهذا هو المجلس الـ 16 للشيخ طارق بن عوض الله حفظه الله في شرح ألفية السيوطي رحمه الله، وقد تكلم فيه الشيخ حفظه الله عن مصطلح الترمذي رحمه الله: (حسن صحيح)، وكنت، ولله الحمد والمنة، قد شاركت إخواني في هذا المنتدى المبارك، ببحث مختصر عن مصطلحات الترمذي رحمه الله، ومن ضمنها: (حسن صحيح)، وقد استفدت من هذا البحث، وأضفت المعلومات الجديدة التي استفدتها من درس الشيخ حفظه الله، بالإضافة إلى المعلومات التي نقلتها قبل ذلك، عن المشايخ الفضلاء، عبد الله السعد والدكتور حمزة المليباري والشيخ عبد الرحمن الفقيه جزاه الله خيرا، والدكتور عادل عبد الغفور حفظه الله، وأدعو الله أن ينفعني وإخواني بهذا البحث المختصر، وأعتذر لإخواني عن أي قصور في هذا البحث، فهو آخر ما وصل إليه علمي في هذه المسألة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

معنى قول الترمذي رحمه الله (حسن صحيح):

وهو المصطلح الذي وقع فيه أكثر الخلاف بين العلماء، وقد نبه الشيخ طارق عوض الله حفظه الله، إلى أن هذا الإطلاق قد ورد في كلام بعض أهل العلم، كأحمد والبخاري والدارقطني رحمهم الله، ولكن العلماء خصوه بالترمذي رحمه الله، لأنه أكثر من هذا الحكم على أحاديث جامعه، حتى صار مشهورا بأنه من اصطلاحاته، وأقوال أهل العلم فيه تتلخص في الآتي:

¨ أنه ورد بإسنادين أحدهما صحيح والآخر حسن وعلى هذا يكون الحديث أعلى درجة من الحديث الذي قال فيه الترمذي رحمه الله "صحيح" فقط. وقد استدرك على أصحاب هذا الرأي بقول الترمذي رحمه الله في حكمه على بعض الأحاديث بقوله (حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه) فالحديث هنا ليس له إلا سند واحد فقط ومع ذلك وصفه الترمذي رحمه الله بالحسن والصحة معا. ومن أمثلته، حكم الترمذي رحمه الله على حديث إخبار الذئب للراعي ببعثة الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: "وهذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث القاسم بن الفضل". ولكن الشيخ عبد الرحمن الفقيه جزاه الله خيرا يؤكد على أن قول الترمذي رحمه الله: "وهذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه"، لا يعني عدم ورود الحديث من طرق أخرى ولكنه يعني أنه لا يعرفه من طريق صحيح إلا من هذا الطريق، فقد يفهم البعض عندما يجد طريقا آخر غير ما ذكره هذا الإمام أن هذا قد فاته، ويستدرك عليه، وقد نبه الحافظ ابن حجر رحمه الله على هذه المسألة في النكت على ابن الصلاح وبين مقصود الأئمة بذلك: قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في النكت على ابن الصلاح (2/ 721 - 723): ولما أخرج الترمذي حديث ابن جريج في ((كتاب الدعوات)) من جامعه عن أبي عبيدة بن أبي السفر، عن حجاج قال: هذا حديث حسن [صحيح] غريب لا نعرفه من حديث سهيل إلا من هذا الوجه انتهى. وهو متعقب أيضاً وقد عرفناه من حديث سهيل من غير هذا الوجه فرويناه في الخلعيات مخرجاً من أفراد الدار قطني من طريق الواقدي ثنا عاصم ابن عمر وسليمان بن بلال كلاهما عن سهيل به. ورويناه في كتاب الذكر لجعفر الفرباني قال: ثنا هشام بن عمار. ثنا إسماعيل بن عياش. ثنا سهيل به. ورويناه في ((الدعاء)) للطبراني من طريق ابن وهب قال: حدثني محمد بن أبي حميد عن سهيل.

فهؤلاء أربعة رووه عن سهيل من غير هذا الوجه الذي أخرجه الترمذي. فلعله إنما نفى أن يكون يعرفه من طريق قوية، لأن الطرق المذكورة لا يخلو واحد منها من مقال:

أما الأولى: فالواقدي متروك الحديث.

وأما الثانية: فإسماعيل بن عياش مضعف في غير روايته عن الشاميين. ولو صرح بالتحديث.

وأما الثالثة: فمحمد بن أبي حميد وإن كان مدنياً، لكنه ضعيف أيضاً

وقد سبق الترمذي أبو حاتم إلى ما حكم به من تفرد تلك الطريق عن سهيل، فقال: فيما حكاه ابنه عنه في العلل: ((لا أعلم روى هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في شئ من طريق أبي هريرة رضي الله عنه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير