تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هل السيد من أسماء الله؟]

ـ[عبدالرحمن العبسي]ــــــــ[19 - 06 - 04, 07:51 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ............................ أما بعد.

هل السيد من أسماء الله؟ و هل يوجد تعارض بين حديثي البخاري ومسلم فحديث البخاري فيه ((وليقل سيدي ومولاي)) وفي حديث مسلم ((لايقل أحدكم سيدي ومولاي))؟ وهل حديث مسلم هذا ضعيف أم صحيح؟ ولماذا؟

ـ[عبدالرحمن العبسي]ــــــــ[19 - 06 - 04, 08:06 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ................ أما بعد.

قال ابن حجر رحمه الله في شرح حديث البخاري ((لايقل أحدكم أطعم ربك وضئ ربك اسق ربك، وليقل سيدي ومولاي .... )) قوله: (وليقل سيدي مولاي)

فيه جواز إطلاق العبد على مالكه سيدي , قال القرطبي وغيره: إنما فرق بين الرب والسيد لأن الرب من أسماء الله تعالى اتفاقا , واختلف في السيد , ولم يرد في القرآن أنه من أسماء الله تعالى. فإن قلنا إنه ليس من أسماء الله تعالى فالفرق واضح إذ لا التباس وإن قلنا إنه من أسمائه فليس في الشهرة والاستعمال كلفظ الرب فيحصل الفرق بذلك أيضا , وقد روى أبو داود والنسائي وأحمد والمصنف في " الأدب المفرد " من حديث عبد الله بن الشخير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " السيد الله " وقال الخطابي: إنما أطلقه لأن مرجع السيادة إلى معنى الرياسة على من تحت يده والسياسة له وحسن التدبير لأمره , ولذلك سمي الزوج سيدا , قال: وأما المولى فكثير التصرف في الوجوه المختلفة من ولي وناصر وغير ذلك , ولكن لا يقال السيد ولا المولى على الإطلاق من غير إضافة إلا في صفة الله تعالى انتهى. وفي الحديث جواز إطلاق مولاي أيضا , وأما ما أخرجه مسلم والنسائي من طريق الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة في هذا الحديث نحوه وزاد " ولا يقل أحدكم مولاي فإن مولاكم الله , ولكن ليقل سيدي " فقد بين مسلم الاختلاف في ذلك على الأعمش وأن منهم من ذكر هذه الزيادة ومنهم من حذفها , وقال عياض: حذفها أصح. وقال القرطبي: المشهور حذفها قال: وإنما صرنا إلى الترجيح للتعارض مع تعذر الجمع وعدم العلم بالتاريخ انتهى. ومقتضى ظاهر هذه الزيادة أن إطلاق السيد أسهل من إطلاق المولى , وهو خلاف المتعارف , فإن المولى يطلق على أوجه متعددة منها الأسفل والأعلى , والسيد لا يطلق إلا على الأعلى , فكان إطلاق المولى أسهل وأقرب إلى عدم الكراهة والله أعلم. وقد رواه محمد بن سيرين عن أبي هريرة فلم يتعرض للفظ المولى إثباتا ولا نفيا , أخرجه أبو داود والنسائي والمصنف في " الأدب المفرد " بلفظ " لا يقولن أحدكم عبدي ولا أمتي ولا يقل المملوك ربي وربتي , ولكن ليقل المالك فتاي وفتاتي والمملوك سيدي وسيدتي , فإنكم المملوكون والرب الله تعالى " ويحتمل أن يكون المراد النهي عن الإطلاق كما تقدم من كلام الخطابي , ويؤيد كلامه حديث ابن الشخير المذكور والله أعلم , وعن مالك تخصيص الكراهة بالنداء فيكره أن يقول يا سيدي ولا يكره في غير النداء.

وقال الشيخ ابن عثيمين في شرح الحديث

وقوله " سيدي ". السيادة في الأصل علو المنزلة، لأنها من السؤدد والشرف والجاه وما أشبه ذلك.

والسيد يطلق على معان، منها: المالك، الزوج، والشريف المطاع.

وسيدي هنا مضافة إلى ياء المتكلم وليست على وجه الإطلاق فالسيد على وجه الإطلاق لا يقال إلا اله عز وجل قال r : " السيد الله " (1).

وأما السيد مضافة، فإنها تكون لغير الله، قال تعالى:) وألفيا سيدها لدي الباب ([يوسف: 25]، وقال r : " أنا سيد ولد آدم يوم القيامة " (2)، والفقهاء يقولون: إذا قال السيد لعبده، أي: سيد العبد لعبده.

تنبيه:

اشتهر عند بعض الناس إطلاق السيدة على المرأة، فيقولون مثلاً: هذا خاص بالرجال، وهذا خاص بالسيدات، وهذا قلب للحقائق، لأن السادة هم الرجال، قال تعالى:) وألفيا سيدها لدي الباب وقال:) الرجال قوامون على النساء ([الأنعام: 62]، وقال r : " إن النساء عوان عندكم " (3)، أي: بمنزلة الإسير: وقال في الرجل: " راع في أهله ومسؤول عن رعيته " (4)، فالصواب أن يقال للواحدة أمراة وللجماعة منهن نساء.

قوله: " ومولاي ". أي: وليقل مولاي، والولاية تنقسم إلى قسمين:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير