تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وكالحلف بغير الله سبحانه وتعالى، وهذا من الشرك الأصغر عند سائر العلماء، وهو محرم، وقد حكي الإجماع على النهي عنه، إلا أن النهي عن الحلف بغير الله سبحانه وتعالى وحكاية الإجماع فيه، فيه نظر، وذلك أن الإجماع فيما يبدو أنه لم ينعقد على جعل الحلف بغير الله سبحانه وتعالى من الإشراك، ولذلك قد ثبت عن الإمام أحمد عليه رحمة الله تعالى أنه قال بجواز الحلف بالنبي عليه الصلاة والسلام، بل أنه رأى أن اليمين التي يحلف بها بالنبي عليه الصلاة والسلام تنعقد يجب فيها الكفارة، خلافا لما ذهب إليه جمهور العلماء كالإمام مالك وأبو حنيفة والشافعي، وكذلك في رواية عن الإمام أحمد عليه رحمة الله، وهذا الذي عليه جماهير أهل العلم، أما في ما عدا رسول الله صلى الله عليه وسلم فالذي عليه سائر العلماء المنع، لكن هل يكون من الشرك، أم يكون من المنهي عنه، أم لا؟ ذهب جماهير العلماء إلى أنه من الإشراك بالله سبحانه وتعالى، وهذا الذي عليه جماهير السلف، وذهب بعض الأئمة إلى أنه من جملة المحرمات وجملة المنهيات عنه، ولذلك ذهب جملة من الفقهاء بل جماهير من الفقهاء كالمالكية والشافعية إلى أنه النهي الوارد في الشرع عن الحلف بغير الله سبحانه وتعالى نهي تنزيه لا نهي تحريم، وهذا قد ذهب إليه جماهير الفقهاء من كالمالكية والشافعية وكذلك ذهب إليه جماعة من الفقهاء من الحنفية، وذهب جمهور الحنابلة بل عامتهم إلى أنه من باب الإشراك بالله سبحانه وتعالى الشرك الأصغر، ومن حلف بغير الله سبحانه وتعالى فقد أثم، ويستثنى من هذا ما يخرج على لسان الإنسان من غير تأمل، كقوله: وفلان ... ونحو ذلك، كما جاء على لسان بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل جرى على لسان النبي عليه الصلاة والسلام كما جاء في حديث طلحة بن عبيد الله في قول النبي عليه الصلاة والسلام (أفلح وأبيه إن صدق) وإن تكلم عليها بعض الحفاظ، إلا أنها ثبتت من وجوه أُخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء في الصحيح: لما سئل النبي عليه الصلاة والسلام، قال: من أحق الناس بصحبتي يا رسول الله؟ قال: أما وأبيك لتنبأن،) وجاء أيضا هذا على لسان أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب عليهم رضوان الله تعالى، بل حكى الخلاف في ذلك الإمام القرطبي عليه رحمة الله تعالى في تفسيره عند قول الله جل وعلا (واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام) قال: فعُطف (كما في قراءة: حمزة وكذلك مجاهد بن جبر، وهي قراءة صحيحة) الأرحام على الله سبحانه وتعالى، قالوا: وفي هذا دليل على جواز الحلف بغير الله سبحانه وتعالى، فقوله جل وعلا (واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام) فيه دليل على السؤال بغير الله سبحانه وتعالى كالأرحام، وهذا على تجويز العطف على الضمير، وقد اختلف النحويون في هذا، فذهب جمهور البصريين إلى المنع خلافا للكوفيين الذين قالوا بالجواز، وقد نصر هذا أئمة من أئمة اللغة، كأبي حيان، وكذلك قد مال إليه شيخ الإسلام ابن تيمية عليه رحمة الله تعالى، كما في كتابه: التوسل والوسيلة، فقد تكلم على هذه المسألة بما لا مزيد عليه، وهذا يحمل على الخلاف لكن لما ثبتت هذه القراءة في جواز ذلك، وهو كذلك سائغ في لغة العرب، ولذلك قد ذهب إليه جمهور الكوفيين وهو قراءة صحيحة عن حمزة وكذلك مجاهد بن جبر كما أسنده عنه ابن جرير الطبري عليه رحمة الله تعالى في تفسيره، وكذلك ابن أبي حاتم عليه رحمة الله تعالى في التفسير أيضا، وهي قراءة صحيحة، ويقال أن الحلف بغير الله سبحانه وتعالى الأصل فيه أنه محرم، إلا ماجرى على لسان الإنسان من غير تعمد وقصد وتعظيم، فإنه حينئذ يحمل على خلاف الأولى إلا أنه لا يحمل على الإشراك بالله سبحانه وتعالى، لوروده على لسان بعض أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام، كأبي بكر، بل جاء للسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن مال إلى تضعيف ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قصة الأعرابي لما جاء إليه قال: (أفلح وأبيه إن صدق) من مال إلى تضعيفها فإنه لا يمكن أن يكون بضعف، فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من وجه آخر (قال: من أحق الناس بحسن صحبتي يا رسول الله؟ قال: أمك، قال قبل ذلك: أما وأبيك لتنبأن، ثم قال: أمك ثم أمك ثم أمك، قال: ثم أبيك) وثبت كذلك عن أبي بكر الصديق عليه رضوان الله تعالى و عن عبد الله بن عمر، وكذلك عن علي بن أبي طالب عليهم رضوان الله تعالى، وفي الآية دلالة الإشارة بالجواز مما يجري على لسان الإنسان مما تعمد، إما إن كان متعمدا فإنه ينهى عنه، ويدخل في باب المحرمات، إلا أنه لا يدخل في باب الإشراك بالله عز وجل فيما يظهر، وأما ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك) ففي إسناده غرابة

ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[08 - 03 - 06, 07:16 ص]ـ

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=63719&highlight=%ED%D1%DD%DA+%C7%E1%CE%E1%C7%DD

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير