تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عبد الله المسلم]ــــــــ[07 - 06 - 04, 04:11 م]ـ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

فكما تعلم أخي ان التعارض يستحيل ان يكون حقيقياً.

اما بالنسبة للآية الاولى فمعنى "منذرون" فيها هم الرسل صلوات الله عليهم و على نبينا فإن كان الامر كذلك فالآية إذن تتحدث عن الأمم الذين كانوا قبل الرسول صلى الله عليه وسلم حيث انه لا نبياً بعده صلى الله عليه وسلم، واما الآية الثانية فمعناها كما قال الامام بن جرير الطبري "ولو شئنا يا محمد لأرسلنا في كل مصر ومدينة نذيرا ينذرهم بأسنا على كفرهم بنا , فيخف عنك كثير من أعباء ما حملناك منه , ويسقط عنك بذلك مؤنة عظيمة , ولكنا حملناك ثقل نذارة جميع القرى ; لتستوجب بصبرك عليه إن صبرت ما أعد الله لك من الكرامة عنده , والمنازل الرفيعة قبله " وهذا في أمته هو دون من كان قبله من الرسل عليه الصلاة والسلام.

وأنصحك أخي بسماع شرح الشيخ محمد إسماعيل لكتاب دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب لكاتبه الشيخ محمد أمين الشنقيطي – رحمه الله - إن كنت مهتم بمشكل القرآن. فهذه السلسلة فيها خير كثير ولله الحمد. تجدها هنا http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=1544

هي مقسمه على 95 جزء لكن يوجد منهم ما هو دقيقتين فقط

ـ[تقويم النظر]ــــــــ[07 - 06 - 04, 07:22 م]ـ

وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا يتلو عليهم آياتنا وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون

لعل في هذه الاية تقريب لفهم هذا الاشكال

قال الشوكاني: ((أي وما صح ولا استقام أن يكون الله مهلك القرى الكافرة: أي الكافر أهلها حتى يبعث في أمها رسولاً ينذرهم ويتلوا عليهم آيات الله الناطقة بما أوجبه الله عليهم وما أعده من الثواب للمطيع والعقاب للعاصي \\\ ثم قال \\\ ومعنى أمها: أكبرها وأعظمها، وخص الأعظم منها بالبعثة إليها، لأن فيها أشراف القوم، وأهل الفهم والرأي، وفيها الملوك والأكابر، فصارت بهذا الاعتبار كالأم لما حولها من القرى)).

وهذا نقل جميل لشيخ الاسلام بن تيمية في شرح العمده ((قال تعالى و ما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا يتلوا عليهم آياتنا و قال تعالى لأنذركم به و من بلغ فالإنذار لمن بلغه القرآن بلفظه أو معناه فإذا بلغته الرسالة بواسطة أو بغير واسطة قامت عليه الحجة و انقطع عذره)).

ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[08 - 06 - 04, 12:55 م]ـ

قوله تعالى (وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيراً) (الفرقان: 51).

قال ابن جرير رحمه الله في هذه الآية (الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: {وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلّ قَرْيَة نَذِيرًا} يَقُول تَعَالَى ذِكْره: وَلَوْ شِئْنَا يَا مُحَمَّد لَأَرْسَلْنَا فِي كُلّ مِصْر وَمَدِينَة نَذِيرًا يُنْذِرهُمْ بَأْسنَا عَلَى كُفْرهمْ بِنَا , فَيَخِفّ عَنْك كَثِير مِنْ أَعْبَاء مَا حَمَّلْنَاك مِنْهُ , وَيَسْقُط عَنْك بِذَلِكَ مُؤْنَة عَظِيمَة , وَلَكِنَّا حَمَّلْنَاك ثِقَل نِذَارَة جَمِيع الْقُرَى ; لِتَسْتَوْجِب بِصَبْرِك عَلَيْهِ إِنْ صَبَرْت مَا أَعَدَّ اللَّه لَك مِنَ الْكَرَامَة عِنْده , وَالْمَنَازِل الرَّفِيعَة قِبَله ,).

و قال ابن كثير (يَقُول تَعَالَى: " وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلّ قَرْيَة نَذِيرًا " يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ وَلَكِنَّا خَصَصْنَاك يَا مُحَمَّد بِالْبَعْثَةِ إِلَى جَمِيع أَهْل الْأَرْض وَأَمَرْنَاك أَنْ تُبَلِّغهُمْ هَذَا الْقُرْآن" لِأُنْذِركُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ " " وَمَنْ يَكْفُر بِهِ مِنْ الْأَحْزَاب فَالنَّار مَوْعِده " " لِتُنْذِر أُمّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلهَا " " قُلْ يَا أَيّهَا النَّاس إِنِّي رَسُول اللَّه إِلَيْكُمْ جَمِيعًا" وَفِي الصَّحِيحَيْنِ " بُعِثْت إِلَى الْأَحْمَر وَالْأَسْوَد " وَفِيهِمَا" وَكَانَ النَّبِيّ يُبْعَث إِلَى قَوْمه خَاصَّة وَبُعِثْت إِلَى النَّاس عَامَّة ".).

و نقلت هذين التفسيرين لهذه الآية لأبين ما قد يقع في وهل بعض من قرأ قولي في هذه الآية (و في آية الفرقان المريد بالنذير الرسول نفسه فإن الله تعالى لم يرسل لكل قوم رسول و لكن تقوم الحجة في أصل الدين بأي رسول و إن لم يبعث إلا إلى قومه لأن الإسلام العام لا يخص قوم دون و إنما يجب على الأمم جميعا بخلاف الشرائع فأنها تجب على من أرسل إليهم الرسول).

فتفسير ابن جرير و ابن كثير رحمهما نظرا فيه إلى سياق الآيات فبعد آية الفرقان (51) قال تعالى (فلا تطع الكافرين و جاهدهم به جهادا كبيرا) و هذا الخطاب للنبي صلى الله عليه و سلم فقيدا عموم آية الفرقان بسياق الآيات أي أن الخطاب كان للنبي صلى الله عليه و سلم و أن الله تعالى كان قادرا على أن يبعث في كل قرية نذيرا و لكن أرسل الرسول صلى الله عليه و سلم للناس كافة و هذا المعنى صحيح لا غبار عليه و لكن لا يعني أنه هو الوحيد الذي يستفاد من هذه الآية فقوله تعالى (ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرًا) أي أن الله تعالى لم يبعث في كل قرية رسولا و كلام الله تعالى هذا مكانه قبل بعثة النبي صلى الله عليه و سلم أي أن الله تعالى قبل بعثتك لم يبعث في كل قرية رسولا و هذا واضح من هذه الآية ثم لما بعثك بعثك للناس كافة و كان قادرا على أن لا يبعثك للناس كافة و يبعث في كل قرية رسولا فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب و كذلك السياق و إن كان يدخل المعنى المساق له و لكن لا يمنع دخول غيره فمن فهم أن تفسير الآية هو ما قرره ابن جرير و ابن كثير فقط فقد أخطأ.

فظاهر الآية عام أن الله تعالى لم يبعث في كل قرية رسولا و يدخل فيها دخولا أوليا ما سيق له من معنى فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب و هذه القاعدة أعم من ذلك فكل تخصيص للعموم لا يمنع دخول معاني أخرى في هذا العموم.

و الله أعلم.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير