تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

القسم الأول: ولاية مطلقة، وهذه لله عز وجل لا تصلح لغيره، كالسيادة المطلقة.

وولاية الله نوعان:

النوع الأول: عامة، وهي الشاملة لكل أحد، قال الله تعالى:) ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق وضل عنهم ما كانوا يفترون ([الأنعام: 62]، فجعل له ولاية على هؤلاء المفترين، وهذه ولاية عامة.

النوع الثاني: خاصة بالمؤمنين، قال تعالى:) ذلك بأن الله مولي الذين آمنوا وأن الكافرون لا مولي لهم ([محمد: 11]، وهذه ولاية خاصة، ومقتضي السياق أن يقال: وليس مولي الكافرين، لكن قال:) لا مولي لهم أي: لا هو مولي للكافرين ولا أولياؤهم الذين يتخذونهم آلهة من دون الله موالي لهم لأنهم يوم القيامة يتبرءون منهم.

القسم الثاني: ولاية مقيدة مضافة، فهذه تكون لغير الله، ولها في اللغة معان كثيرة، منها الناصر، والمتولي للأمور، والسيد، والعتيق.

قال تعالى:) وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين ([التحريم: 4] وقال r فيما يروي عنه: " من كنت مولاه، فعلي مولاه " r (5)، وقال r : " إنما الولاء لمن أعتق " (6).

ويقال للسلطان ولي الإمر، وللعتيق مولي فلان لمن أعتقه، وعليه يعرف أنه لا وجه لاستنكار بعض الناس لمن خاطب ملكاً بقوله: مولاي، لأن المراد بمولاي أي متولي أمري، ولا شك أن رئيس الدولة يتولي أمورها، كما قال تعالى:) يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ([النساء: 59].

وقال الشيخ آل الشيخ في فتح المجيد في شرح كتاب التوحيد

بسم الله الرحمن الرحيم

وأما تسمية العبد بالسيد فاختلف العلماء في ذلك.

قال العلامة ابن القيم في بدائع الفوائد: اختلف الناس في جواز إطلاق السيد على البشر. فمنعه قوم، ونقل عن مالك، واحتجوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم لما قيل له: يا سيدنا قال: السيد الله تبارك وتعالى وجوزه قوم، واحتجوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار: قوموا إلى سيدكم وهذا أصح من الحديث الأول. قال هؤلاء: السيد أحد ما يضاف إليه، فلا يقال للتميمي سيد كندة، ولا يقال الملك سيد البشر. قال: وعلى هذا فلا يجوز أن يطلق على الله هذا الاسم، وفي هذا نظر، فإن السيد إذا أطلق عليه تعالى فهو في منزلة المالك، والمولى والرب. لا بمعنى الذي يطلق على المخلوق. انتهى.

قلت: فقد صح عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال في معنى قول الله تعالى: ' 6: 164 ' قل أغير الله أبغي ربا أي إلهاً وسيداً وقال في قول الله تعالى: الله الصمد أنه السيد الذي كمل في جميع أنواع السؤدد: وقال أبو وائل: هو السيد الذي انتهى سؤدده. وأما استدلالهم بقول النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار قوموا إلى سيدكم فالظاهر أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يواجه سعداً به، فيكون في هذا المقام تفضيل والله أعلم.

والحمد لله رب العالمين.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير