تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

" بينا عمر بن الخطاب جالس بين الصفا والمروة، إذ قدم ركب فأناخوا عند باب المسجد، فطافوا بالبيت وعمر ينظر إليهم، ثم خرجوا فسعوا بين الصفا والمروة، فلما فرغوا قال: علي بهم، فأتي بهم، فقال: ممن أنتم؟ قالوا: من أهل العراق. قال: أحسبه قالوا من أهل الكوفة، قال: فما أقدمكم؟ قالوا: حجاج، قال: أما قدمتم في تجارة ولا ميراث ولا طلب دين؟ قالوا: لا، قال: أدبرتم؟ قالوا: نعم، قال: أنصبتم؟ قالوا: نعم، قال: أحفيتم؟ قالوا: نعم، قال: فائتنفوا "

27 ـ عن محمد بن يحيى بن حبان أنه سمعه يذكر:

" أن رجلا مر على أبي ذر بالربذة، وأن أبا ذر سأله أين تريد؟ فقال: أردت الحج، فقال: هل نزعك غيره؟ فقال: لا، قال: فأتنف العمل، قال الرجل: فخرجت حتى قدمت مكة فمكثت ما شاء الله، ثم إذا أنا بالناس منقصفين على رجل، فضاغطت عليه الناس، فإذا أنا بالشيخ الذي وجدت بالربذة (يعني أبا ذر) قال: فلما رآني عرفني، فقال: هو الذي حدثتك "

28 ـ عن إبراهيم بن سعد عن أبيه:

" أن عمر قال يوما وهو بطريق مكة وهو يحدث نفسه: يشعثون ويغبرون ويتفلون ويضجون لا يريدون بذلك شيئا من عرض الدنيا ما نعلم سفرا خيرا من هذا يعني الحج.

(قال في القاموس: يغبرون، والمغبرة قوم يغبرون بذكر الله، أي يهللون ويرددون الصوت بالقراءة وغيرها، سموا بها لأنهم يرغبون الناس في الغابرة أي الباقية. وفي القاموس أيضا: ويتفلون، تفل كفرح تغيرت رائحته. انتهى. وفي القاموس أيضا: ويضجون، أضج القوم إضجاجا، صاحوا وجلبوا، فإذا جزعوا وغلبوا فضجوا يضجون ضجيجا القاموس) "

ـ قال ابن الجوزي:

" عن صالح الدهان، عن أبي الشعثاء جابر بن زيد قال: نظرت في أعمال البر فإذا الصلاة تجهد البدن ولا تجهد المال، والصيام مثل ذلك، والحج يجهد المال والبدن. فرأيت الحج أفضل من ذلك كله. "

قال ابن جماعة:

" ووافق أبا الشعثاء على ذلك جماعة من العلماء "

29 ـ عن بن مجاهد عن أبيه عن بن عمر قال: " جاء إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ رجلان، أحدهما من الأنصار والآخر من ثقيف، فسبقه الأنصاري فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ للثقفي: يا أخا ثقيف سبقك الأنصاري، فقال الأنصاري: أنا أبدأ يا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال له: يا أخا ثقيف سل عن حاجتك، وإن شئت أن أخبرك عما جئت به تسأل عنه، قال: فذاك أعجب إلي أن تفعل، قال: فإنك تسألني عن صلاتك وعن ركوعك وعن سجودك وعن صيامك، وتقول: ماذا لي فيه؟ قال: إي والذي بعثك بالحق، قال: فصل أول الليل وآخره ونم وسطه، قال: فإن صليت وسطه؟ قال: فأنت إذن، قال: فإذا قمت إلى الصلاة فركعت فضع يدك على ركبتيك وفرج بين أصابعك، ثم ارفع رأسك حتى يرجع كل عضو إلى مفصله، وإذا سجدت فأمكن جبهتك من الأرض ولا تنقر، وصم الليالي البيض ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة، ثم أقبل على الأنصاري فقال: سل عن حاجتك، وإن شئت أخبرتك، قال: فذلك أعجب إلي، قال: فإنك جئت تسألني عن خروجك من بيتك تؤم البيت الحرام وتقول ماذا لي فيه؟ وجئت تسأل عن وقوفك بعرفة وتقول ماذا لي فيه؟ وعن رميك الجمار وتقول ماذا لي فيه؟ وعن طوافك بالبيت وتقول ماذا لي فيه؟ وعن حلقك رأسك وتقول ماذا لي فيه؟ قال: إي والذي بعثك بالحق.

قال: أما خروجك من بيتك تؤم البيت الحرام، فإن لك بكل وطأة تطأها راحلتك يكتب الله لك بها حسنة، ويمحو عنك بها سيئة، وأما وقوفك بعرفة، فإن الله ـ عز وجل ـ ينزل إلى السماء الدنيا فيباهي بهم الملائكة، فيقول: هؤلاء عبادي جاؤوني شعثا غبرا من كل فج عميق يرجون رحمتي ويخافون عذابي ولم يروني، فكيف لو رأوني؟!! فلو كان عليك مثل رمل عالج، أو مثل أيام الدنيا، أو مثل قطر السماء ذنوبا غسلها الله عنك، وأما رميك الجمار، فإنه مذخور لك، وأما حلقك رأسك، فإن لك بكل شعرة تسقط حسنة، فإذا طفت بالبيت خرجت من ذنوبك كيوم ولدتك أمك "

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير