تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

3 ـ وعن عبد الملك بن عباد بن جعفر، قال: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: " أول من أشفع له من أمتي أهل المدينة، ثم أهل مكة، ثم أهل الطائف "

4 ـ وعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:

" ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال، إلا مكة والمدينة، ليس له من نقابها نقب إلا عليه الملائكة صافين يحرسونها، ثم ترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات، فيخرج الله كل كافر ومنافق "

مكة بلد تضاعف حسناته، قيل: وكذا سيئاته.

ــ وفي الموسوعة الفقهية الكويتية:

" ذهب جماعة من العلماء إلى أن السيئات تضاعف بمكة كما تضاعف الحسنات. ممن قال ذلك ابن مسعود وابن عباس ومجاهد وأحمد بن حنبل وغيرهم لتعظيم البلد. وسئل ابن عباس عن مقامه بغير مكة فقال: مالي ولبلد تضاعف فيه السيئات كما تضاعف الحسنات؟ فحمل ذلك منه على مضاعفة السيئات بالحرم , ثم قيل: تضعيفها كمضاعفة الحسنات بالحرم. وقيل: بل كخارجه , ومن أخذ بالعمومات لم يحكم بالمضاعفة قال تعالى: {ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها}. وقال الفاسي: والصحيح من مذاهب العلماء أن السيئة بمكة كغيرها. "

ــ وقال الأحضري:

" قال الشيخ محيي الدين: وممن أقام بمكة خمس سنين لم يخطر على باله خاطر سوء، سليمان الرميلي ـ رضي الله عنه ـ، وفي القرآن العظيم: (ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم)

فتوعد من أراد فيه ظلما بالعذاب الأليم، ولو لم يعمل ذلك الظلم، فهو مستثنى عند بعضهم من حديث: (إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل به) الحديث ................

كما هو مقرر في كتب الأصول، والله غفور رحيم، وهذا هو السبب الذي دعا عبد الله بن عباس إلى سكنى الطائف دون مكة، فاحتاط لنفسه، وإن كان وقوع الظلم منه لنفسه أو لأحد من الخلق بعيدا منه لحفظه ـ رضي الله عنه ـ من الوقوع في مثل ذلك، لأنه أعلى مقاما من الأولياء الذين حفظوا بعده من الوقوع في المعاصي بيقين فأمنهم، وكذلك كره الإمام مالك والشعبي ـ رضي الله عنهما ـ المجاورة بمكة، وقالا ما لنا ولبلد تضعاف فيه السيئات كما تضاعف فيه الحسنات، ويؤاخذ الإنسان فيها بالخاطر. ا هـ "

ـ قال ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ:

" ما من بلد يؤاخذ العبد فيه بالهمة من غير فعل إلا بمكة. قال تعالى: (ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم) فعلق إذاقة العذاب الأليم بنفس الإرادة "

قال الغزالي مفصلا المسألة ومقيدا كراهية الإقامة بمكة لمن خشي التفريط والتقصير دون غيره:

" فضيلة المقام بمكة حرسها الله تعالى وكراهيته:

كره الخائفون المحتاطون من العلماء المقام بمكة لمعان ثلاثة:

الأول:

خوف التبرم والأنس بالبيت، فإن ذلك ربما يؤثر في تسكين حرقة القلب في الاحترام، وهكذا كان عمر ـ رضي الله عنه ـ يضرب الحجاج إذا حجوا، ويقول: يا أهل اليمن يمنكم ويا أهل الشام شامكم ويا أهل العراق عراقكم، ولذلك هم عمرـ رضي الله عنه ـ بمنع الناس من كثرة الطواف، وقال: خشيت أن يأنس الناس بهذا البيت.

الثاني:

تهييج الشوق بالمفارقة لتنبعث داعية العودة، فإن الله تعالى جعل البيت مثابة للناس وأمنا (أي يثوبون ويعودون إليه مرة بعد أخرى ولا يقضون منه وطرا).

وقال بعضهم: تكون في بلد وقلبك مشتاق إلى مكة متعلق بهذا البيت خير لك من أن تكون فيه وأنت متبرم بالمقام وقلبك في بلد آخر.

وقال بعض السلف: كم من رجل بخراسان هو أقرب إلى هذا البيت ممن يطوف به، ويقال: إن لله تعالى عبادا تطوف بهم الكعبة تقربا إلى الله ـ عز وجل ـ.

الثالث:

الخوف من ركوب الخطايا والذنوب بها، فإن ذلك مخطر وبالحري أن يورث مقت الله ـ عز وجل ـ لشرف الموضع.

وروي عن وهيب بن الورد المكي قال: (كنت ذات ليلة في الحجر أصلي فسمعت كلاما بين الكعبة والأستار يقول: إلى الله أشكو ثم إليك يا جبرائيل ما ألقى من الطائفين حولي من تفكرهم في الحديث ولغوهم ولهوهم، لئن لم ينتهوا عن ذلك لأنتفضن انتفاضة يرجع كل حجر مني إلى الجبل الذي قطع منه).

وقال ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ: ما من بلد يؤاخذ فيه العبد بالنية قبل العمل إلا مكة وتلا قوله تعالى (ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم) أي أنه على مجرد الإرادة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير