و قال الفضيل بن عياض: (الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف و ما تناكر منها اختلف، و لا يمكن أن يكون صاحب سنّة يمالئ صاحب بدعة إلا من النفاق).
[الإبانة الكبرى، لابن بطة (2/ 456) و اللالكائي (1/ 138) و في كلام الفضيل تضمين لحديث (الأرواح جنود مجنّدة ... ) المخرّج في صحيحي البخاري (كتاب أحاديث الأنبياء، باب الأرواح جنود مجندة) و مسلم (كتاب البر و الصلة، باب الأرواح جنود مجندة) و الحديث رواه أحمد أيضاً و غيره]
و قال رحمه الله أيضاً: (من أحبّ صاحب بدعة أحبط الله عمَله، و أخرج نور الإسلام من قلبه).
[الإبانة الكبرى، لابن بطة (440) و اللالكائي (263) و الحلية لأبي نعيم (8/ 103) و البربهاري، ص: 138 و إسناده صحيح]
و كان يقول: (أحب أن يكون بيني و بين صاحب بدعةٍ حصن من حديد. آكل عند اليهودي و النصراني أحب إليّ من صاحب بدعة).
[رواه اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد: 2/ 638].
و عن أوس بن عبد الله الربعي أنّه كان يقول: (لأن يجاورني القردة و الخنازير في دار، أحب إليّ من أن يجاورني رجل من أهل الأهواء).
[رواه اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد: 1/ 131، و ابن بطة في الإبانة الكبرى: 2/ 467].
و قال عبد الله بن عون: (لم يكن قومٌ أبغض إلى محمّدٍ من قومٍ أحدثوا في هذا القدر ما أحدثوا)، يريد محمد بن سيرين.
[الشريعة، للآجري، ص: 219].
و دُعي أيوب السختياني إلى غسل ميّت، فخرج مع القوم حتى إذا كشف عن وجهه عرَفه، فقال: (أقبِلوا قِبَل صاحبكم، فلست أغسله، رأيته يماشي صاحب بدعة).
[رواه ابن بطة في الإبانة الكبرى: 2/ 467].
قلتُ: إن البراءة من أهل الأهواء و البدع ليست قاصرةً على اعتقادٍ قلبيٍ، أو مقال باللسان، بل هي منهج حياةٍ له، معالمه و دلائله.
و من دلائل البراءة من القوم مخالفتهم، فلا يكون المرء متبرّئاً بحق ما لم يخالف المتبرَّأ منه في نهجه، و مسلكه.
و أعظم المخالفة للمبتدعة التمسك بالسنّة التي نبذوها، و اتخذوها وراءهم ظِهريّاً، قال العلامة البربهاري: (و من عرف ما ترك أصحاب البدع من السنّة، و ما فارقوا فيه فتمسك به، فهو صاحب سنّة، و صاحب جماعة، و حقيق أن يتبع، و أن يُعان، و أن يحفظ، و هو ممّن أوصى به رسول الله صلى الله عليه و سلّم).
[شرح السنّة، للبربهاري، ص: 107].
يتبع،،
ـ[مشرف منتدى نور الإسلام]ــــــــ[02 - 12 - 05, 03:07 م]ـ
و قد كان من مخالفة السلف الصالح للمبتدعة ترك مالا بأس به، خوفاً مما به بأس، و كانوا يتحرّزون عن العمل و إن لم يكن به بأس، خوفاً ممّا به بأس.
[انظر: الأمر بالاتباع، للسيوطي، ص: 25]
قال أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه: (كنّا نضحي عن النساء و أهلينا، فلمّا تباهى الناس بذلك تركناها).
[انظر: الحوادث و البدع للطرطوشي، ص: 25].
فانظر – رحمك الله – كيف تركوا الأضحية عن النساء و الأهلين – و هي سنّة على أقل الأقوال – لمّا أحدث الناس المباهاة بها.
قال الإمام الطرطوشي رحمه الله تعالى: (اقتحم الصحابة ترك السنّة حذراً، أن يضع الناس الأمر على غير وجهه).
[الحوادث و البدع للطرطوشي، ص: 25].
قلت: يا الله .. يا الله .. إني أسألكم بالله عليكم .. هل نحن نفعل مثلما كان الصحابة يفعلون!!
لقد تركنا السنة و إستبدلناها بالبدع!! نعم هذا حالنا اليوم .. هذا حال الأمة و واقعها اليوم!!
كمثال: ترك الإمام - إلا من رحم الله - تسوية الصفوف و هي سنة و إستبدلوها ببدعة و هي الخطوط الموجودة على الأرض .. فبدلنا السنة و أخذنا بدلاً منها بدعة!!!!
و أعطيك على هذا كثير و كثير .. و كلٌ يأتي في حينه ..
قارن بين ما يفعله الصحابة و بين ما نفعله!!
صدقت يا رسول الله صلى الله عليه و سلم: ((وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة)). (صحيح)
و ... يتبع،،
ـ[مشرف منتدى نور الإسلام]ــــــــ[02 - 12 - 05, 03:08 م]ـ
¥