إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ
160 - (أحبوا العرب لثلاث , لأني عربي , والقرآن عربي , وكلام أهل الجنة عربي) موضوع.
161 - (أنا عربي , والقرآن عربي , ولسان أهل الجنة عربي) موضوع.
ومما يدل على بطلان نسبة هذا الحديث إليه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن فيه افتخاره صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعروبته , وهذا شيء غريب في الشرع الإسلامي , ولا يلتئم مع قوله تعالى: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) الحجرات13 , وقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لا فضل لعربي على عجمي ..... إلا بالتقوى) رواه أحمد بسند صحيح , وهو مخرج في "الصحيحة" , ولا مع نهيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الافتخار بالآباء , وهو قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إن الله عز وجل أذهب عنكم عيبة الجاهلية , وفخرها بالآباء , الناس بنو آدم , وآدم من تراب , مؤمن تقي , وفاجر شقي , لينتهين أقوام يتفخرون برجال إنما هم فحم من فحم جهنم , أو ليكونن أهون على الله من الجعلان التي تدفع النتن بأفواهها) رواه أبو داود , والترمذي وحسنه , وصححه ابن تيمية وغيره وهو مخرج في "غابة المرام".
فإذا كانت هذه توجهاته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأمته , فكيف يعقل أن يخالفهم إلى ما نهاهم عنه؟.
الجمعة لا تحبس عن سفر
218 - (من سافر من دار إقامته يوم الجمعة , دعت عليه الملائكة أن لا يصحب في سفره) حديث ضعيف.
وللحديث طريق أخرى , لكنها موضوعة , وهو:
219 – (من سافر يوم الجمعة , دعا عليه ملكاه أن لا يصحب في سفره ولا تقضى له حاجة) موضوع.
وليس في السنة ما يمنع من السفر يوم الجمعة مطلقاً , بل روي عنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه سافر يوم الجمعة من أول النهار , ولكنه ضعيف لإرساله.
وقد روى البيهقي عن الأسود بن قيس عن أبيه قال: (أبصر عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلاً عليه هيئة السفر , فسمعه يقول: لولا أن اليوم يوم جمعة لخرجت , قال عمر رضي الله عنه: اخرج , فإن الجمعة لا تحبس عن سفر) رواه ابن أبي شيبة مختصراً.
وهذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات , وقيس والد الأسود , وثقه النسائي وابن حبان.
فهذا الأثر مما يضعف هذا الحديث , وكذا المذكور قبله , إذ الأصل أنه لا يخفى على أمير المؤمنين عمر لو كان صحيحاً.
حقوق الجار
274 - (أوصاني جبريل عليه السلام بالجار إلى أربعين داراً , عشرة من ها هنا , وعشرة من ها هنا , وعشرة من ها هنا , وعشرة من ها هنا) حديث ضعيف.
275 - (ألا إن أربعين داراً جوار , ولا يدخل الجنة من خاف جاره بوائقه , قيل للزهري: أربعين داراً؟ قال: أربعين هكذا , وأربعين هكذا) حديث ضعيف.
أما قوله: (ولا يدخل الجنة ... فصحيح , لأنه جاء من حديث أبي هريرة مرفوعاًة بلفظ: (لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه) أخرجه مسلم و البخاري في "الأداب المفرد" وهو مخرج في "السلسلة الصحيحة".
وقد روي الحديث عن أبي هريرة وهو:
276 - (حق الجوار إلى أربعين داراً , وهكذا , وهكذا , وهكذا , يميناً وشمالاً , وقدام وخلف) ضعيف جداً.
277 - (الساكن من أربعين داراً جار) حديث ضعيف.
وقد اختلف العلماء في حد الجوار على أقوال , ذكرها في "الفتح" , وكل ما جاء تحديده عنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأربعين , ضعيف لا يصح , فالظاهر أن الصواب تحديده بالعرف , والله أعلم.
الأكل مع المسلمين والكفار والمنافقون
315 - (من أكل مع مغفور له , غفر له) كذب لا أصل له.
قال الحافظ ابن كثير في تفسير قوله تعالى: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ) التحريم10.
(وقد استدل بهذه الآية الكريمة بعض العلماء على ضعف الحديث الذي يأثره كثير من الناس: "من أكل مع مغفور له غفر له" , وهذا الحديث لا أصل له , وإنما يروى هذا عن بعض الصالحين أنه رأى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام , فقال: يا رسول الله أنت قلت: من أكل .... الحديث؟ قال لا , ولكني الآن أقوله).
وفي "المقاصد" قال شيخنا "يعني ابن حجر": (كذب موضوع).
¥