تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومعنى الحديث أنه لا يتمنى الموت تديناً وتقرناً إلى الله وحباً في لقائه , وإنما لما نزل به من البلاء والمحن في أمور دنياه , ففيه إشارة إلى جواز تمني الموت تديناً , ولا ينافيه قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به .. ) , لأنه خاص بما إذا كان التمني لأمر دنيوي كما هو ظاهر.

قال الحافظ: (ويؤيده ثبوت تمني الموت عند فساد أمر الدين عن جماعة من السلف , قال النووي: لا كراهة في ذلك , بل فعله خلائق من السلف , منهم عمر بن الخطاب و ..... ).

من أشراط الساعة أن يلتمس العلم عند الأصاغر

695 - (إن من أشراط الساعة أن يلتمس العلم عند الأصاغر).

أخرجه ابن المبارك في ((الزهد)) (61)، وعنه أبو عمرو الداني في ((الفتن)) (62/ 2) و اللا لكائي في ((شرح أصول السنة)) (230/ 1 - كواكب576)، وكذا الطبراني في ((الكبير))،وعنه الحافظ عبد الغني المقدسي في ((العلم)) (ق16/ 2)،وابن منده في ((المعرفة)) (2/ 220/1)، وابن عبدالبر في (جامع العلم) (1/ 157 - 158)، والخطيب في ((الفقيه والمتفقه)) (2/ 79) عن ابن المبارك عن لهيعة عن بكر بن سوداة عن أبي أمية الجمحي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره. وزاد الأول:

((قال ابن المبارك: الأصاغر:أهل البدع)).

قلت: وهذا إسناد جيد، لأن حديث ابن لهيعة صحيح إذا كان من رواية أحد العبادلة عنه، وابن المبارك منهم. فما نقله المناوي عن الهيثمي أنه أعله بقوله (فيه ابن لهيعة ضعيف) ليس بجيد.

ولذلك قال الحافظ المقدسي عقبه:

((وإسناده حسن)).

ورواه الهروي في ((ذم الكلام)) (ق137/ 2) من هذا الوجه مرفوعاً، وعن ابن مسعود موقوفاً عليه.

وكذا رواه اللالكائي عنه وابن عبد البر والخطيب، وهو شاهد قوي لأنه لا يقال بالرأي، ولفظه:

((لا يزال الناس بخير ما أخذوا العلم عن أكابرهم،فإذا أخذوه من أصاغرهم وشرارهم هلكوا)).وإسناده صحيح.

(تنبيه): يبدو لي أن المراد بـ (الأصاغر) هنا الجهلة الذين يتكلمون بغير فقه في الكتاب والسنة، فيضلون ويضلون كما جاء في حديث (انتزاع العلم)،ومن الأمثلة ذاك المصري الذي كتب رسالة أسماها ((اللباب في فريضة النقاب)) فعارضه آخر فيما سماه ((تذكير الأصحاب بتحريم النقاب)) والحق بينهما وهو الاستحباب.

فضل أهل الشام

965 - (لَا يَزَالُ أَهْلُ الْغَرْبِ ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ).

رواه مسلم (6/ 54)، وابويعلى في ((مسنده)) (2/ 118/783)، وأبو عمرو الداني في ((الفتن)) (ق44/ 2)، وابن الأعرابي في ((المعجم)) (31/ 1/112/ 1)، والجرجاني (424)، والدورقي في ((مسند سعد)) (3/ 136/2)، وابونعيم في ((الحلية)) (3/ 95 - 96)، وابن منده في ((المعرفة)) (2/ 179/1) من حديث أبي عثمان سعد بن أبي وقاص مرفوعاً. وقال أبو نعيم:

((حديث ثابت مشهور)).

واعلم أن المراد بأهل الغرب في هذا الحديث أهل الشام؛ لأنهم يقعون في الجهة الغربية الشمالية بالنسبة للمدينة المنورة التي فيها نطق عليه الصلاة والسلام بهذا الحديث الشريف، وبهذا فسر الحديث الإمام أحمد رحمه الله. وأيده شيخ الإسلام ابن تيمية في عدة مواضع من ((الفتاوى)) (7/ 446و27/ 41و507و28/ 531و552)، وقد أبعد النجعة من فسره من المعاصرين ببلاد (المغرب) المعروفة اليوم في شمال إفريقيا؛ لأنه مما لا سلف له؛ مع مخالفته لإمام السنة وشيخ الإسلام.

وإذا عرفت هذا ففي الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها، والذابين عنها، والصابرين في سبيل الدعوة إليها. نسأل الله تعالى أن يجعلنا منهم، وأن يحشرنا في زمرتهم تحت لواء صاحبها محمد صلى الله عليه وسلم.

الخلافة والملك

976 - (تَدُورُ رَحَى الْإِسْلَامِ بعد خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ، أَوْ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ، أَوْ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ، فَإِنْ يَهْلَكُوا فَسَبِيلُ مَنْ هَلَكَ، وَإِنْ يَقُمْ لَهُمْ دِينُهُمْ يَقُمْ لَهُمْ سَبْعِينَ عَامًا. قُلْتُ: ((وفي رواية: قال عمر يانبي الله) مِمَّا بَقِيَ أَوْ مِمَّا مَضَى؟ قَالَ مِمَّا مَضَى).

هذا حديث صحيح من معالم نبوته صلى الله عليه وسلم، يرويه عنه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وله عنه طرق:

الأولى: عن منصور عن ربعي بن حراش عن البراء بن ناجية عنه به.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير