تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وفيه دليل أيضاً على مشروعية السلام على من في المسجد , وقد دل على ذلك حديث سلام الأنصار على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مسجد قباء كما تقدم.

ومع هذا كله نجد بعض المتعصبين لا يعبؤون بهذه السنة , فيدخل أحدهم المسجد ولا يسلم على من فيه , زاعمين أنه مكروه , فلعل فيما كتبناه ذكرى لهم ولغيرهم , والذكرى تنفع المؤمنين.

تعلم لغة الأجانب وكتابتهم

187 - (تعلم كتاب اليهود؛ فإني لا آمنهم على كتابنا).

رواه أبوداود , والترمذي , والحاكم , وأحمد , والفاكهي , واللفظ له , كلهم عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن خارجة بن زيد عن أبيه قال: لما قدم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة , أتي بي إليه , فقرأت عليه , فقال لي: (فذكره) , قال: فما مر بي خمس عشرة , حتى تعلمته , فكنت أكتب للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وأقرأ كتبهم إليه.

قلت: وهذا الحديث في معنى الحديث المتداول على الألسنة: (من تعلم لسان قوم , أمن من مكرهم) , ولكن لا أعلم له أصلاً بهذا اللفظ , ولا ذكره أحد ممن ألف في الأحاديث المشتهرة على الألسنة , فكأنه إنما اشتهر في الأزمنة المتأخرة.

تغييره صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للأسماء القبيحة

207 _ (كان يغير الاسم القبيح إلى الاسم الحسن).

208 - (كان إذا سمع اسما قبيحا؛ غيره، فمر على قرية يقال لها: عفرة فسماها خضرة).

209 - (كان إذا أتاه الرجل وله اسم لا يحبه؛ حوله).

هذه بعض الأسماء التي غيرها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما جاء في الأحاديث الصحيحة: برة , عاصية , حزن , شهاب , جثامة.

وإليك بعض الأحاديث في ذلك:

210 - (لا تزكوا أنفسكم؛ فإن الله هو أعلم بالبرة منكن والفاجرة، سميها زينب).

211 - (كان اسم زينب برة [فقيل: تزكي نفسها]، فسماها النبي صلى الله عليه وسلم زينب).

212 - (كانت جويرية اسمها برة، فحول رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمها جويرية، وكان يكره أن يقال: خرج من عند برة).

213 - (أنت جميلة عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير اسم عاصية، وقال: أنت جميلة).

214 - (أنت سهل).

215 - (بل أنت هشام).

216 - (بل أنت حسانة المزنية).

قال الطبري: (لا ينبغي التسمية باسم قبيح المعنى , ولا باسم يقتضي التزكية له , ولا باسم معناه السب , ولو كانت الأسماء إنما هي أعلام للأشخاص , لا يقصد بها حقيقة الصفة , لكن وجه الكراهة أن يسمع بالاسم , فيظن أنه صفة للمسمى , فلذلك كان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحول الاسم إلى ما إذا دعي به صاحبه , كان صدقاً).

قال: (وقد غير رسول الله صلى الله عليه وسلم عدة أسماء) ذكره في الفتح.

قلت: وعلى ذلك , فلا يجوز التسمية بـ[عز الدين] و [محيي الدين] و [ناصر الدين] .... ونحو ذلك , ومن أقبح الأسماء التي راجت في العصر , ويجب المبادرة إلى تغييرها لقبح معانيها , هذه الأسماء التي أخذ الآباء يطلقونها على بناتهم , مثل [وصال] و [سهام] و [نهاد: وهي المرأة إذا كعب ثديها و وارتفع عن الصدر , صارله حجم] و [غادة: وهي المرأة الناعمة اللينة البينة الغيد] و [فتنة] .. ونحو ذلك , والله المستعان.

تحريم البصق إلى القبلة

222 - (مَنْ تَفَلَ تُجَاهَ الْقِبْلَةِ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وتَفْلتُهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ).

وللحديث شاهد بلفظ:

223 - (يجيء صاحب النخامة في القبلة يوم القيامة وهي في وجهه).

وفي الحديث دلالة على تحريم البصاق إلى القبلة مطلقاً , سواء ذلك في المسجد أو غيره , وعلى المصلي وغيره , كما قال الصنعاني في سبل السلام قال: (وقد جزم النووي بالمنع في كل حالة داخل الصلاة وخارجها , وفي المسجد أو غيره).

قلت: وهو الصواب.

والأحاديث الواردة في النهي عن البصق في الصلاة تجاه القبلة كثيرة مشهورة في الصحيحين وغيرهما , وإنما آثرت هذا دون غيره , لعزته , وقلة من أحاط علمه به , ولأن فيه أداباً رفيعاً مع الكعبة المشرفة , طالما غفل عنه كثير من الخاصة فضلاً عن العامة , فكم رأيت في أئمة المساجد من يبصق إلى القبلة من نافذة المسجد.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير