تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد وجدت للحديث شواهد يتقوى بها،فقال الطحاوي (1/ 395):حدثنا أبو أمية: حدثنا محمد بن سابق: حدثنا إسرائيل (في الأصل: أبو إسرائيل) عن منصور عن أبي الحجاج عن مولى لأبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:فذكره بتمامه.

قلت: وهذا شاهد قوي رجاله كلهم ثقات، غير مولى أبي قتادة فلم اعرفه،لكنه أن كان صحابيا فلا تضر الجهالة به،لان الصحابة كلهم عدول كما هو معلوم، ومن المحتمل أن يكون منهم،لان الرواي عنه أبا الحجاج هو مجاهد بن جبر التابعي المشهور.

وقد ذكره ابن أبي حاتم في ((العلل)) (2/ 31) من طريق عبيد بن إسحاق عن مسكين بن دينار التيمي عن مجاهد:حدثني زيد الجرشي قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره. وقال:

((قال أبي:هذا حديث منكر)).

قلت: وعلته عبيد هذا –وهو العطار – ضعفه الجمهور.

وقد اختلف على مجاهد في إسناد هذا الحديث اختلافا كبيرا، استوعب ابونعيم في ((الحلية)) (3/ 307/309) طرقه،وقد جاء الحديث في بعضها بتمامه، منها طريق عبيد هذه وغيرها،وبعضها في ((المسند)) (3/ 28 و 44) دون الزيادة،وهي عند أبي يعلى مع تمام الحديث (2/ 394/1168)،ولم يرد في بعضها الآخر إلا الزيادة التي في أخره، وقد أخرجها الطحاوي (1/ 393 - 394).

وقد رويت هذه الزيادة من حديث أبي هريرة،ولكنها غير محفوظة عنه كما بينته في ((الكتاب الآخر)) (1462).

وجملة القول إن الحديث بهذه الطرق والشواهد لا ينزل عن درجة الحسن.والله اعلم.

وقوله ((لا يدخل الجنة ولد زنية)) ليس على ظاهره،بل المراد به من تحقق بالزنا حتى صار غالبا عليه،فاستحق بذلك أن يكون منسوبا إليه،فيقال:هو ابن له، كما ينسب المتحققون بالدنيا إليها،فيقال لهم: بنوا لدنيا بعملهم وتحققهم بها،وكما قيل للمسافر: ابن سبيل،فمثل ذلك:ولد زنية وابن زنية، قيل لمن تحقق بالزنا، حتى صار تحققه منسوبا إليه،وصار الزنا غالبا عليه،فهو بقوله ((لا يدخل الجنة))، ولم يرد به مولود من الزنا،ولم يكن هو من ذوي الزنا، لما تقدم بيانه في الحديث الذي قبله.

وهذا المعنى استفدته من كلام أبي جعفر الطحاوي رحمه الله وشرحه لهذا الحديث. والله اعلم.

ثم وجدت للحديث شاهداً أخر دون الزيادة،ولفظه:

((لا يلج حائط القدس:مدمن خمر،ولا العاق لوالديه، ولا المنان عطاءه))

أخرجه احمد (3/ 226) قال ثنا هشيم: ثنا محمد بن عبد الله العمي عن علي بن زيد عن انس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: وعلي بن زيد – وهو ابن جدعان- ضعيف.

ومحمد بن عبد الله العمي أورده ابن حبان في ((الثقات)) (7/ 425)،والسمعاني في ((الأنساب)) من روايته عن ثابت البناني، ورواية النضر وغيره عنه، فهو مستور.

ومن طريق أخرجه البزار أيضا (3/ 355/2931).

وبالجملة، فهو شاهد لا بأس به.

ويقويه ما أخرجه ابن خزيمة في ((التوحيد)) (ص237) من طريقين عن خالد بن الحارث قال:ثنا شعبة عن يعلى بن عطاء عن نافع عن عروة بن مسعود عن عبد الله بن عمرو انه قال:

((لا يدخل حظيرة القدس سكير، ولا عاق،ولا منان)).

وإسناده صحيح،وهو موقوف في حكم المرفوع،فهو شاهد قوي لحديث انس هذا.

ومما يشهد له الحديث الأتي:

674 - (ثَلَاثَةٌ لَا يَنْظُرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ، وَالْمَرْأَةُ الْمُتَرَجِّلَةُ،وَالدَّيُّوثُ. وَثَلَاثَةٌ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ: الْعَاقُّ لِوَالِدَيْه، ِ وَالْمُدْمِنُ عَلَى الْخَمْرِ، وَالْمَنَّانُ بِمَا أَعْطَى).

أخرجه النسائي (1/ 357)، واحمد (2/ 134)، وابن خزيمة في ((التوحيد)) (235)، وابن حبان (56) عن عمر بن محمد- يعني: ابن زيد بن عبدالله بن عمر بن الخطاب- عن عبد الله بن يسار مولى ابن عمر قال: اشهد لسمعت سالماً يقول: قال عبد الله رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. وسياق المتن للنسائي.

ورواه ابن عدي (5/ 21) من هذا الوجه مختصراً.

قلت: وهذا إسناد جيد رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عبد لله بن يسار، وقد روى عنه جماعة من الثقات، ووثقه ابن حبان، فهو حسن الحديث أن شاء الله تعالى.

ثم رواه احمد (2/ 69 و128) عن قطن بن وهب بن عويمر بن الأجدع عمن حدثه عن سالم بن عبدا لله به مختصراً بلفظ:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير