تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وأبو قلابة قد صرح بالتحديث في رواية الواليد بن مسلم قال: نا الأوزاعي: نا يحيى بن أبي كثير: نا أبوقلابة: نا أبو عبدالله مرفوعاً به.

أخرجه الطحاوي وابن منده في ((المعرفة)) (2/ 251/2).

قلت: وهذا إسناد صحيح متصل بالتحديث، وقال أبودود:

((أبو عبد الله هذا حذيفة)).

قلت: وقد جاء ذلك مفسراً في إسناد أحمد:

((أ, قال أبو مسعود لأبي عبد الله، يعني: حذيفة)).

ولذلك أورده في ((مسند حذيفة)).

وخالفهم جميعاً يحيى بن عبد العزيز فقال: عن يحيى بن أبي كثير عن قلابة عن أبي المهلب أن عبد الله بن عامر قال: يا أبا سعيد ما سمعت ... )) إلخ.

أخرجه البخاري في ((الدب المفرد)) (رقم763)، والخرائطي في (مساوئ الأخلاق)) (301/ 688).

وهذه رواية شاذة بل منكرة؛ فإن يحيى هذا ليس بالمشهور بالحفظ والضبط، ولهذا قال الحافظ:

((مقبول)). يعني عند المتابعة؛ وإلا فلين عند التفرد كما هو اصطلاحه، فكيف وقد خالف؟

قلت: وفي الحديث ذم استعمال هذه الكلمة ((زعموا))؛ وإن كانت في اللغة قد تأتي بمعنى قال كما هو معلوم، ولذلك لم تأت في القرآن إلا في الإخبار عن المذمومين بأشياء مذمومة كانت منهم؛ مثل قوله تعالى) زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا)،ثم أتبع ذلك بقوله (بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم)، ونحو ذلك من الآيات، قال الطحاوي رحمه الله تعالى بعد أن ساق بعضها:

((وكل هذه الأشياء فإخبار من الله بها عن قوم مذمومين في أحوال لهم مذمومة، وبأقوال كانت منهم كانوا فيها كاذبين، فكان مكروهاً لأحد من الناس لزوم أخلاق المذمومين في أخلاقهم، الكافرين في أديانهم، الكاذبين في أقوالهم. وكان الأولى بأهل الإيمان لزوم أخلاق المؤمنين الذين سبقوهم بالإيمان، وما كانوا عليه من المذاهب المحمودة والأقوال الصادقة التي حمدهم الله عليها، رضوان الله عليهم ورحمته. وبالله التوفيق)).

وقال البغوي في ((شرح السنة)) (12/ 362):

((إنما ذم هذه اللفظة؛ لأنها تستعمل غالباً في حديث لا سند له ولا ثبت فيه؛ إنما هو شئ يحكى على الألسن، فشبه النبي صلى الله عليه وسلم ما يقدمه الرجل أمام كلامه ليتوصل به إلى حاجته من قولهم ((زعموا)) بالمطية التي يتوصل بها الرجل إلى مقصده الذي يؤمه، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتثبت فيما يحكيه، والاحتياط فيما يرويه، فلا يروي حديثاً حتى يكون مروياً عن ثقة؛ فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع) وقال عليه السلام: (من حدث بحديث يرى أنه كذب؛ فهو أحد الكاذبين)).

الْمُؤْمِنُ غِرٌّ كَرِيمٌ وَالْفَاجِرُ خِبٌّ لَئِيمٌ

935 - (الْمُؤْمِنُ غِرٌّ كَرِيمٌ وَالْفَاجِرُ خِبٌّ لَئِيمٌ).

أخرجه البخاري في ((الأدب المفرد)) (481)، وأبو داود (4790)، والترمذي (1/ 356)، والحاكم (1/ 43)، والعقيلي في ((الضعفاء)) (ص56)، وابن عدي في ((الكامل)) (33/ 2)، والبيهقي في ((الشعب)) (6/ 270/8117) من طريق بشر بن رافع عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

وقال الترمذي:

((حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه)).

كذا قال، وفيه نظر يبينه قول العقلي:

((لا يتابع عليه بشر بن رافع إلا من هو قريب منه في الضعف)).

قلت: بشر هذا ضعيف الحديث كما في ((التقريب)).

وقد تابعه الحجاج بن فرافصة عن يحيى بن أبي كثير به.

أخرجه ابوداود، والطحاوي في ((مشكل الآثار)) (4/ 202)، وأحمد (2/ 394)، والقضاعي في ((مسند الشهاب)) (2/ 3/1 - 2)، وأبو نعيم (3/ 110)، والخطيب (9/ 38)، والحاكم أيضاً، وكذا في ((علوم الحديث)) (ص117)، والبيهقي أيضاً (رقم8115و8116)، و ((السنن)) (10/ 195)، وقال في ((المستدرك)):

((الحجاج بن فرافصة قال ابن معين: لا بأس به. وقال ابوحاتم: شيخ صالح متعبد))

ولكنه في ((معرفة العلوم)) أعله بأن الحجاج لم يسم شيخه في رواية سفيان عنه، بل قال)) عن رجل عن أبي سلمة))، وهي رواية أحمد وأبي داود، وهذه علة غير قادحة؛ فقد سماه سفيان عنه في بعض الروايات الأخرى، وهي ثابتة عنه.

والحجاج هذا قال الحافظ في ((التقريب)):

((صدوق عابد يهم)).

فإذا ضم إلي روايته رواية بشر بن رافع؛ تقوي الحديث بمجموعها، وارتقى إلي درجة الحسن.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير