((إن فر من رجلين فقد فر، وإن فر من ثلاثة لم يفر)).
رواه الطحاوي بسند صحيح عنه، وكذا رواه ابن أبي شيبة (12/ 537) وزاد: ((يعني من الزحف))، وقد روي مرفوعاً ولا يصح، وبيانه في ((الضعيفة)) (6182).
هذا وقد روي الحديث عن أنس بنحوه وفيه زيادات في متنه، وإسناده ضعيف بمرة، وقد خرجته في ((الضعيفة)) (6180).
وجملة القول: إن الحديث لا يصح، فما جاء مخالفاً لهذا في بعض كتاباتي فأنا راجع عنه قائلاً: (رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا).
كتاب فضائل القرآن والأدعية والأذكار والرقى
وجوب ذكر الله والصلاة على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في كل مجلس
74 - (مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ فِيهِ وَلَمْ يُصَلُّوا عَلَى نَبِيِّهِمْ إِلَّا كَانَ عَلَيْهِمْ تِرَةً فَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُمْ وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُمْ).
ترة: أي: نقص , والهاء فيه عوض من الواو المحذوفة.
75 - (مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا يَذْكُرُونَ اللَّهَ فِيهِ إِلَّا حَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ وَتَغَشَّتْهُمْ الرَّحْمَةُ وَتَنَزَّلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ).
76 - (مَا قَعَدَ قَوْمٌ مَقْعَدًا لَا يَذْكُرُونَ فيه اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَيُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا كَانَ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَإِنْ دَخَلُوا الْجَنَّةَ لِلثَّوَابِ).
77 - (مَا مِنْ قَوْمٍ يَقُومُونَ مِنْ مَجْلِسٍ لَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ فِيهِ إِلَّا قَامُوا عَنْ مِثْلِ جِيفَةِ حِمَارٍ وَكَان عليهم ْ حَسْرَةً يوم القيامة)
78 - (مَنْ قَعَدَ مَقْعَدًا لَمْ يَذْكُرْ اللَّهَ فِيهِ كَانَتْ عَلَيْهِ مِنْ اللَّهِ تِرَةٌ وَمَنْ اضْطَجَعَ مَضْجَعًا لَا يَذْكُرُ اللَّهَ فِيهِ كَانَتْ عَلَيْهِ مِنْ اللَّهِ تِرَةٌ).
79 - (مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا فَلَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ فِيهِ إِلَّا كَانَ عَلَيْهِمْ تِرَةً وَمَا مِنْ رَجُلٍ مَشَى طَرِيقًا فَلَمْ يَذْكُرْ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا كَانَ عَلَيْهِ تِرَةً وَمَا مِنْ رَجُلٍ أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ فَلَمْ يَذْكُرْ اللَّهَ إِلَّا كَانَ عَلَيْهِ تِرَةً).
80 - (مَا مِنْ قَوْمٍ جَلَسُوا مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ فِيهِ إِلَّا رَأَوْهُ حَسْرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ).
لقد دل هذا الحديث الشريف – وما في معناه – على وجوب ذكر الله سبحانه , وكذا الصلاة على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في كل مجلس , ودلالة الحديث على ذلك من وجوه:
أولاً: قوله (فَإِنْ شَاءَ عذبهم وإن شاء غَفَرَ لَهُمْ) , فإن هذا لا يقال إلا فيما كان فعله واجباً وتركه معصية.
ثانياً: قوله (وَإِنْ دَخَلُوا الْجَنَّةَ لِلثَّوَابِ) , فإنه ظاهر في كون تارك الذكر والصلاة عليه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يستحق دخول النار , وإن كان مصيره إلى الجنة ثواباً على إيمانه.
ثالثاً: قوله (وإِلَّا قَامُوا عَنْ مِثْلِ جِيفَةِ حِمَارٍ) , فإن هذا التشبيه يقتضي تقبيح عملهم كل التقبيح , وما يكون ذلك – إن شاء الله تعالى – إلا فيما هو حرام ظاهر التحريم , والله أعلم.
فعلى كل مسلم أن ينتبه لذلك , ولا يغفل عن ذكر الله عز وجل , والصلاة على نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , في كل مجلس يقعده , وإلا كان عليه ترة وحسرة يوم القيامة.
قال المناوي في (فيض القدير): (فيتأكد ذكر الله والصلاة على رسوله عند إرادة القيام من المجلس , وتحصل السنة في الذكر والصلاة , بأي لفظ كان , لكن الأكمل في الذكر: (سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ , وفي الصلاة على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما في آخر التشهد).
قلت: والذكر المشار إليه هو المعروف بكفارة المجلس , وقد جاء فيه عدة أحاديث , أذكر واحداً منها هو أتمها , وهو:
81 - (من قال: سبحان الله وبحمده، سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لاإله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، فقالها في مجلس ذكر، كانت كالطابع يطبع عليه، ومن قالها في مجلس لغو، كانت كفارة له).
تدارسوا القرآن قبل رفعه
¥