تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فما دام الأمر كذلك فعندما نتنازع في فهم المراد من قول بعضهم كرهوا أو يكره لا يستقيم أن تطالبني أنا وحدي أن أثبت لك أن المقصود هو التنزيه بل أنتَ أيضاً مطالب أن تثبتَ العكس، و قد حاولتَ فيما سبق أن تثبتَ أن الطحاوي رحمه الله أراد التحريم بقوله " فكرهوا " فأتيتَ بحجة عجيبة و هي أن وصفه حديث الصماء أنه " في كراهة صوم السبت " يوضح قصده بقوله " فكرهوا " و أنه للتحريم فكنتَ كمن فسر الماء بعد الجهد بالماء!!

و قلتَ فتكون أنت المطالب بإثبات أن كلمة مكروه لم يقصد بها التحريم , وإنما قصد بها غير ذلك , هذا هو الأمر الأول.

للأسف أخي الكريم فأنت لم تكتفِ بعدم قراءة بحثي (الإعلام) بتأن و تمعن بل إنك لا تقرأ ما أكتبه لك هنا جيداً بدليل أنك لا تجيب على الكثير مما أكتبه لك، وها أنت تطلب مني شيئاً قد قمتُ به من قبل في الرد 30 و نصه:

(إنني أذكرك أن الطحاوي رحمه الله يستخدم لفظ الكراهة للكراهة التحريمية كما يستخدمه للكراهة التنزيهية، فمن ذلك قوله في شرح معاني الآثار 4/ 199:

" ... فقال قائل ففي حديث ابن عمر رضي الله عنهما هذا ما يدل على كراهة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأكل لحم الضب قيل له قد يجوز أن يكون هذا على الكراهة التي ذكرها أبو سعيد رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الذي قد رويناه عنه لا على تحريمه إياه على الناس ... "

لكنني أقول أنه أراد في حديث السبت الكراهة التنزيهية و قد دللت على ذلك بقرائن منها:

1 - أن الخلاف في هذه المسألة قديم قدم الخلاف حول صحة الحديث، و القولان المشهوران فيها هما الجواز و الكراهة، فلا يتصور أن يهمل الطحاوي ذكر القول المشهور بالكراهة و ينقل القول بالحرمة الذي لم ينقل عن أحد قبله.

2 - كما أنه لم ينقل القول بالحرمة عن أحد قبل الطحاوي فكذلك لم ينقل عن أحد بعده، بل و لم أجد أحداً في أي من الكتب التي تعنى بذكر الخلاف ينقل القول بالحرمة لا عن الطحاوي و لا عن غيره.

فإما أن توافقني على ذلك فعندها لا يكون كلامه رحمه الله نقلاً للقول بالحرمة عن السلف، و إما أن تعارضني فتأتي بما تفند به حججي و تستدل به على صحة فهمك لكلامه بقرائن واضحة، و إما أن تتوقف فلا يترجح عندك مراده من كلامه و هذا أيضاً يُفقد عبارته الدلالة التي ترجوها منها، و أظن هذا الكلام عدل.)

فأين النقاش و المباحثة أخي الكريم؟!

قلتَ أما الأمر الثاني وهو انه يجب العمل بالدليل وإن لم يعرف أن أحداً عمل به , فالحديث حجة بنفسه لا يحتاج إلى الاحتجاج به أن يكون أحد من الأئمة عمل به.

قال الألباني رحمه الله تعالى في السلسلة الصحيحة (لا يضر الحديث ولا يمنع العمل به عدم العلم بمن قال به من الفقهاء، لأن عدم الوجدان لا يدل على عدم الوجود) انتهى.

و هذا الكلام ـ سامحني ـ من العجائب و هو يؤكد لكل منصف أنك لا تقرأ ما أكتبه لك، و يؤسفني حقيقة أن أعاني مع أخ سلفي يقتفي آثار خير القرون ما أعانيه و يعانيه غيري في النقاش مع أتباع الفرق من غير أهل السنة و الجماعة حيث نكتب لهم و نكتب ثم تجدهم يعيدون طرح ما أجبنا عليه كأننا لم نكتب شيئاً، و أنا أعيذك بالله و سائر إخواننا من مشابهتهم في ذلك.

فأقول لك مرة أخرى سامحني و لكنني رددت على هذه الشبهة و هذا هو وصفها على الحقيقة، رددتُ عليها في الرد رقم 23 و طالبتك في الرد 30 بالرد عليها و أعدتُ الرد عليها في الرد 36 مع مطالبتك بالرد فماذا فعلتَ أنت؟!! لم تناقش ما قلتُه بحرف بل أتيتَ أخيراً بمزيد من النقول التي تدور حول أن الحديث حجة بنفسه و اعتبرتَ هذا فيصلاً في الإشكال المطروح ... سبحان الله!!

لا بأس أخي الكريم هداني الله و إياك للحق، إليك الرد ثانية بعبارات أخرى:

أكثر ما نقلته في ردك الأخير يدور حول كون الحديث حجة بنفسه و أن العمل به لا يتوقف على معرفة من عمل به، و أنا لا أخالفك في هذا!! و لكنني أقول لك أن صورة ما نحن فيه مغايرة لما تتحدث عنه هذه النقول، و كما قيل: الحكم على شيء فرع عن تصوره فلابد للحكم على ما نحن فيه أن نتصوره تصوراً صحيحاً.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير