لدينا حديث النهي عن صوم السبت و لانعرف أحداً صححه أو حسنه قبل الترمذي رحمه الله، و بدءاً من الترمذي مروراً بكل من صححه أو حسنه بعده فإن العلماء اتفقوا على أن المقصود هو كراهة صيام السبت في النفل و اختلفوا في سبب هذه الكراهة فقال بعضهم التخصيص و قال بعضهم الإفراد، فهؤلاء الأئمة قد قالوا بالحديث و عملوا به، و الذين يخالفون الشيخ الألباني رحمه الله في المسألة لا يقولون له لا نعمل بهذا الحديث لأن أحداً لم يعمل به!! لا أحد يقول ذلك، لكنهم يقولون: نحن نعمل بهذا الحديث على فهم الأئمة و ليس فيهم من فهم منه أنه للحرمة.
هذه هي الصورة الحقيقية لما نحن بصدد الكلام عنه، فليس كلام الشافعي رحمه الله و غيره عن هذه الصورة بل عمن يرفض العمل بالحديث بالكلية لأنه لا يعلم من عمل به، و هي صورة أخرى كما لا يخفى عليك.
السؤال الآن: هل أنت سلفي أم خلفي؟
إذا كنتَ سلفياً فمذهبك قائم على اتباع السلف في فهمهم للكتاب و السنة، فأين فهم السلف لهذا الحديث؟
إنك حتى الآن تعجز أن تثبتَ القول بالحرمة عن أحد من السلف، و تصر في الوقت نفسه على متابعة عالم جليل من علماء الخلف على فهمه المخالف للأئمة مع علمك بأنه يخطئ كغيره من العلماء بل أنتَ أثبتَ أنه أخطأ في هذه المسألة نفسها حيث كان يقول أن معنى الحديث هو الكراهة وهذا خطأ عندك، فلماذا هذه الحيدة عن المنهج أخي الكريم؟
و ها أنا أعيد ذكر ما كنتُ قلتُه لك من قبل و فيه رد على نقولك السابقة:
" 5. أما كلام الشافعي رحمه الله فمن خالف الشيخ رحمه الله من الذين يصححون حديث النهي لا يقولون نحن لا نعمل بهذا الحديث لأنه لم يعمل به أحد من أهل العلم، بل يقولون نحن نعمل بالحديث على فهم السلف و أنه للكراهة، و يطالبون بسلف للقول بالحرمة، و الفرق دقيق فأرجو أن تتنبه له أخي الكريم، فكلام الشافعي يتوجه لمن لا يعمل بحديث ما مع صحته لأن أحداً من أهل العلم لم يعمل به، و لا يتوجه للمعترضين على القول بالحرمة لأنهم يطالبون بفهم السلف للحديث على أنه للحرمة، أما العمل به فهو واقع منهم على فهم السلف و أنه للكراهة."
و راجع أيضاً كلامي تعليقاً على كلام الشيخ رحمه الله في الرد السابق مباشرة و رقمه 36!!
قلتَ ملاحظة:ان قولي (نعم الشيخ كان يرى بأن المراد بحديث ابن بسر هو أن تخصه بصيام , وهو واضح , فربما هي زلة) قالواضح انك فهمة انني قصد انه زلة من الشيخ الالباني رحمه الله , وانما قصد انه زلة من عند في فهم كلام الالباني في الارواء , فاعرف هذا , واقول مرة اخرى لا تحمل كلام على ماتفهم انت فتقول عقب هذا الكلام: (أنت أخي الكريم تقول: ربما هذا الفهم من الشيخ رحمه الله زلة، فأقول سبحان الله! الفهم الذي يوافق كلام الترمذي و أقوال المذاهب الأربعة بل أقوال الأئمة طوال أربعة عشر قرناً زلة، أما القول الأخير للشيخ رحمه الله فهو الذي صحح كل هذه الزلات، غفر الله لك!!).فأنت , تبني الاحكام على ما تفهمه من الكلام , وهذه هى الثانية.
و هذا الكلام يضاف إلى باقي العجائب و بيان ذلك:
و الله الذي لا إله إلا هو لقد وقفت أمام قولك في ردك الماضي " فربما هي زلة " و تساءلت عن مرادك، أتقصد أنها زلة منك أم من الشيخ رحمه الله، و عندما اخترت القصد الثاني فأنا إنما اخترتُه لأن هذا هو معنى التركيب العربي الذي اخترتَه للتعبير عن قصدك، لأنك عندما تريد أن تقول أن الزلة إنما هي في فهمك لكلام الشيخ رحمه الله كما جزمتَ في ردك الأخير فلا يصح في اللسان العربي أن تقول (ربما) لأن ربما تفيد الشك و أنت لا تشك في كونك فهمت كلامه خطأ، و قارئك ليس مطالباً ولا قادراً أن يطلع على قصدك إلا من عباراتك فعندما تخطئ في اختيار الأسلوب العربي السليم للتعبير عن مقصودك فليس لك أن تعود باللوم على قارئك و تعد عليه ما يفهمه على غير مرادك قائلاً (و هذه هي الثانية) لأنها في الحقيقة المرة الثانية في استخدامك التعبير الخاطئ عن مقصودك.
¥