هذا و في الحقيقة فإن اعترافك بأن الزلة إنما هي منك في فهم كلام الشيخ رحمه الله يعني إقرارك ـ كما في ردك السابق ـ أنه كان يفهم الحديث ـ الذي تقول أن لا فهم له سوى التحريم ـ على أنه للكراهة!! و هذا يعني أنك تخطؤه رحمه الله في ذلك الفهم و خطأ العالم يقال له زلة، فسواء أردتَ أن الزلة منك أو من الشيخ رحمه الله فأنتَ تزعم أن فهمه القديم كان زلة، و عليه يكون كلامي الذي أنكرتَه صحيحاً فتأمل!
و بعدُ فأرجو أن تعذرني و يعذرني الأخوة الكرام إن كان في كلامي شيء من الشدة، و ما ذاك إلا لما أراه من عدم منهجية في البحث، فأنا لا أكاد أترك نقطة من كلامك إلا و أرد عليها بما أراه فلاأجد منك في الغالب سوى التجاهل للكلام و الإعراض عن الرد و التفنيد، و ما هكذا يكون النقاش، بل لو قيل إن في هذا الفعل استخفافاً بالمحاور و كلامه فلن يكون هذا بعيداً، و أنا أعيذك أن تقع في مثل ذلك، فاثبت أخي الكريم و ناقش الحجة بالحجة و البرهان بمثله.
هذا و قد كنتُ أقسمت عليك في ردي السابق أن تجيبني على سؤال ـ و من حقي عليك أن تبر لي قسمي ـ فلم تفعل، فها هو السؤال مرة أخرى و أرجو ألا تتجاهله:
(أسألك سؤالاً بالله و أسأل كل أخ يأخذ بقول الشيخ رحمه الله في المسألة، لو أنه رحمه الله بقي على قوله القديم أو لو أنه لم يتحدث في المسألة أصلاً هل كان أحد منكم سيقول بحرمة صيام يوم السبت؟
إنني أزعم أن أحداً لو أقسم بين الركن و المقام أن أياً منكم لم يكن سيقول بالحرمة فلن يحنث في قسمه.
أكرر عليك السؤال و قد أقسمت عليك فبر لي قسمي.
أحسب أن منصفاً لن يقول سوى: لا، ما كان أحد ليقول بهذا القول، و السبب بسيط و هو أنه لن يجد في كتاب واحد من يقول بهذا القول إلا عبارة موهمة لصديق حسن خان قد يفهم منها القول بالحرمة.)
لقد ظهر لي أنك أفرغت ما في جعبتك حول الإشكال الأول و هو نقل القول بالحرمة عن السلف، و أنك تريد الانتقال إلى فهم راوي الحديث و من ثم شذوذ الحديث، و قد قلتُ لك في رد سابق أنك بذلك لا تلتزم بالمنهج الذي طرحته للنقاش في المشاركة 22 حيث قلتَ:
(الإشكال الأول: تريد قول احد من السلف قال بحرمت صيام يوم السبت.
الإشكال الثاني: فهم الراوي للحديث وقوله عن صيام يوم السبت لا لك ولا عليك.
الإشكال الثالث: العمل بقاعدة الحاظر مقدم على المبيح، والقول مقدم عن الفعل، وإنهما من قواعد الترجيح لا من قواعد الجمع و التوفيق.
فاقترح عليك أخي الكريم أن نتباحث في هذه الإشكالات واحدة واحد، فلا نخرج من احدها حتى نحاول أن نستعرض كل جوانبها، والله نسال أن يهديني وإياك إلى سواء السبيل ,)
فالإشكال الثالث ليس هو شذوذ الحديث بل العمل بقاعدة الحاظر مقدم على المبيح، و القول مقدم على الفعل، فأرجو الالتزام بذلك ثم لك بعد الفراغ أن تطرح مسألة الشذوذ أو غيرها للنقاش ... و دمت بعافية.
ـ[أبو البراء الكناني]ــــــــ[18 - 02 - 06, 06:13 ص]ـ
توضيح
قلتُ في الرد السابق
أما ما نقلته عن ابن القيم، فمحاورك لا ينكر أن السلف يطلقون الكراهة على الحرمة، و لكن كما أنهم يطلقون الكراهة و يعنون بها الحرمة ـ و هو الأكثر في كلامهم ـ فإنهم يطلقونها و يعنون بها التنزيه، و هذا هو الصواب،
أي أن الصواب هو هذا التفصيل، و الله أعلم
ـ[أبو البراء الكناني]ــــــــ[18 - 02 - 06, 08:37 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب أبا سند و أحسن إليك ... لقد قلتَ
" رابعا) ثم قال الأخ الكناني كلاما تمنيت إنه لم يقله حيث قال: (أسألك سؤالاً بالله و أسأل كل أخ يأخذ بقول الشيخ رحمه الله في المسألة، لو أنه رحمه الله بقي على قوله القديم أو لو أنه لم يتحدث في المسألة أصلاً هل كان أحد منكم سيقول بحرمة صيام يوم السبت؟ إنني أزعم أن أحداً لو أقسم بين الركن و المقام أن أياً منكم لم يكن سيقول بالحرمة فلن يحنث في قسمه. أكرر عليك السؤال و قد أقسمت عليك فبر لي قسمي. أحسب أن منصفاً لن يقول سوى: لا، ما كان أحد ليقول بهذا القول، و السبب بسيط و هو أنه لن يجد في كتاب واحد من يقول بهذا القول إلا عبارة موهمة لصديق حسن خان قد يفهم منها القول بالحرمة) انتهى.
فأقول له: والله لا أجد تعليقا يناسب هذا الكلام , ووالله ثم والله إني لفي عجب من أن يصدر مثل هذا الكلام من الأخ الكناني , فياليتك ما قلت هذا , ويا ليتني لم اسمع هذا الكلام منك "
فأقول:
لا تثريب عليك أخي أن تتعجب من كلامي، فأنا تعجبتُ من الكثير من كلامك و قد بينتُ ذلك في محله من ردودي، لكني أراك هنا تتعجب دون أن تبدي سبب تعجبك بل تكتفي بالقول أنك لا تجد تعليقاً!
لا أعرف إن كان بالإمكان أن تبين لي سبب التعجب أم لا، لكنني على يقين من أنك لن تعجز عن الجواب عن سؤالي، و هاهو مرة أخرى:
لو أن الشيخ الألباني رحمه الله لم يقل بحرمة صيام السبت في النفل و بقي على قوله الأول بالكراهة كما في الإرواء موافقاً في ذلك للعلماء طيلة القرون الماضية، فهل كنتَ أنتَ أو أي واحد من الأخوة ستقولون بالحرمة؟ و إن قلتَ نعم فهل لي أن أسألك كيف يكون ذلك؟
أبإعمال آلات الاجتهاد التي تملكونها في فهم حديث النهي أم بماذا؟
أرجوك رجاءً حاراً أن تجيبني!!!!
¥