قوله صلى الله عليه وسلم (المؤذنون أطول الناس أعناقا) هو بفتح همزة أعناقا جمع عنق , واختلف السلف والخلف في معناه , فقيل: معناه أكثر الناس تشوفا إلى رحمة الله تعالى , لأن المتشوف يطيل عنقه إلى ما يتطلع إليه.فمعناه كثرة ما يرونه من الثواب.
وقال النضر بن شميل: إذا ألجم الناس العرق يوم القيامة طالت أعناقهم لئلا ينالهم ذلك الكرب والعرق.
وقيل: معناه أنهم سادة ورؤساء , والعرب نصف السادة بطول العنق.
وقيل: معناه أكثر أتباعا. وقال ابن الأعرابي: معناه أكثر الناس أعمالا. قال القاضي عياض وغيره: ورواه بعضهم (إعناقا) بكسر الهمزة أي إسراعا إلى الجنة , وهو من سير العنق. شرح صحيح مسلم النووي.
فضل الذكر عند سماع المؤذن
+ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ (مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ الْمُؤَذِّنَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ) مسلم.
شرح الحديث
قوله صلى الله عليه وسلم (من قال حين يسمع المؤذن) أي أذانه أو صوته أو قوله وهو الأظهر وهو يحتمل أن يكون المراد به حين يسمع الأول أو الأخير وهو قوله آخر الأذان لا إله إلا الله وهو أنسب ويمكن أن يكون معنى يسمع يجيب فيكون صريحا في المقصود وأن الثواب المذكور مرتب على الإجابة بكمالها مع هذه الزيادة , ولأن قوله بهذه الشهادة في أثناء الأذان ربما يفوته الإجابة في بعض الكلمات الآتية كذا في المرقاة (وأنا أشهد أن لا إله إلا الله) وفي رواية لمسلم أن أشهد يغير لفظ أن وبغير الواو (رضيت بالله ربا) أي بربوبيته وبجميع قضائه وقدره فإن الرضا بالقضاء بأب الله الأعظم , وقيل حال أي مربيا ومالكا وسيدا ومصلحا (وبمحمد رسولا) أي بجميع ما أرسل به وبلغه إلينا من الأمور الاعتقادية وغيرها (وبالإسلام) أي بجميع أحكام من الإسلام الأوامر والنواهي (دينا) أي اعتقادا أو انقيادا قاله القاري (غفر الله له ذنوبه) أي من الصغائر جزاء لقوله من قال حين يسمع المؤذن. تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي.
فضل الصلاة
عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (َ الصَّلَاةُ نُورٌ) مسلم.
شرح الحديث
قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (الصَّلَاةُ نُورٌ): فالصلاة نور للعبد في قلبه وفى وجهه وفى قبره وفى حشره , ولهذا تجد أكثر الناس نوراً في الوجوه أكثرهم صلاة وأخشعهم لله عز وجل.
وكذلك تكون نوراً للإنسان في قلبه تفتح عليه باب المعرفة لله عز وجل , وباب المعرفة في أحكام الله وأفعال وأسمائه وصفاته وهى نور في قبر الإنسان , لأن الصلاة عمود الإسلام إذا قام العمود قام البناء وإذا لم يقم العمود فلا بناء.
كذلك نور في حشره يوم القيامة كما أخبر بذلك الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (أن حافظ عليها كانت له نور وبرهاناً يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نوراً ولا برهاناً ولا نجاةً يوم القيامة وحشر مع فرعون وهامان وقارون وأبى بن خلف) , فهي نور للإنسان في جميع أحواله وهذا يقتضي أن يحافظ الإنسان عليها وأن يحرص عليها وأن يكثر منها حتى يكثر نوره وعمله وإيمانه. شرح رياض الصالحين - العثيمين.
فضل الصلوات الخمس
+ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (الصَّلَاةُ الْخَمْسُ وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ مَا لَمْ تُغْشَ الْكَبَائِرُ) مسلم
شرح الحديث
¥