تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قوله صلى الله عليه وسلم: (على كل سلامى من أحدكم صدقة) هو بضم السين وتخفيف اللام , وأصله عظام الأصابع وسائر الكف , ثم استعمل في جميع عظام البدن ومفاصله , و في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (خلق الإنسان على ستين وثلاثمائة مفصل على كل مفصل صدقة).

قوله صلى الله عليه وسلم: (ويجزي من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى) ضبطناه (ويحزي) بفتح أوله وضمه , فالضم من الإجزاء والفتح من جزي يجزي أي كفى , ومنه قوله تعالى: (لا تجزي نفس) وفي الحديث (لا يجزي عن أحد بعدك). وفيه دليل على عظم فضل الضحى وكبير موقعها , وأنها تصح ركعتين. شرح صحيح مسلم النووي.

فضل صَلَّاة ركعتين بعد الوضوء

+ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُسْبِغُ الْوُضُوءَ ثُمَّ يَقُومُ فَيَرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ يُقْبِلُ عَلَيْهِمَا بِقَلْبِهِ وَوَجْهِهِ إِلَّا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ وَغُفِرَ لَهُ) صححه الألباني.

شرح الحديث

قوله صلى الله عليه وسلم (فيحسن الوضوء) من الإحسان أي يتمه بآدابه (يقبل عليهما بقلبه ووجهه) من الإقبال وهو خلاف الإدبار أي يتوجه , وأراد بوجهه ذاته أي يقبل على الركعتين بظاهره وباطنه. قال النووي: وقد جمع صلى الله عليه وسلم بهاتين اللفظتين أنواع الخضوع والخشوع , لأن الخضوع في الأعضاء والخشوع بالقلب (ألا فقد أوجب) عليه الجنة. ولفظ مسلم إلا وجبت له الجنة. عون المعبود شرح سنن أبي داود.

فضل سجود التلاوة

+ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِذَا قَرَأَ ابْنُ آدَمَ السَّجْدَةَ فَسَجَدَ اعْتَزَلَ الشَّيْطَانُ يَبْكِي يَقُولُ يَا وَيْلَهُ أُمِرَ ابْنُ آدَمَ بِالسُّجُودِ فَسَجَدَ فَلَهُ الْجَنَّةُ وَأُمِرْتُ بِالسُّجُودِ فَأَبَيْتُ فَلِي النَّارُ) مسلم.

شرح الحديث

قوله صلى الله عليه وسلم (إذا قرأ ابن آدم السجدة) فمعناه آية السجدة. وقوله (يا ويله) هو من آداب الكلام , وهو أنه إذا عرض في الحكاية عن الغير ما فيه سوء واقتضت الحكاية رجوع الضمير إلى المتكلم , صرف الحاكي الضمير عن نفسه تصاونا عن صورة إضافة السوء إلى نفسه. شرح صحيح مسلم النووي.

فضل صَلَّاة الجنازة

+ عن أبى هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَنْ شَهِدَ الْجَنَازَةَ حَتَّى يُصَلِّيَ فَلَهُ قِيرَاطٌ وَمَنْ شَهِدَ حَتَّى تُدْفَنَ كَانَ لَهُ قِيرَاطَانِ قِيلَ وَمَا الْقِيرَاطَانِ قَالَ مِثْلُ الْجَبَلَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ) البخاري.

شرح الحديث

أن من تبع الجنازة من بيتها حتى يصلي عليها ثم تدفن فله قراطان فسئل عن القراطان قال مثل الجبلين العظيمين , وفي رواية مسلم (أصغرهما مثل جبل أحد) , ولما حدث ابن عمر بهذا الحديث قال لقد فرطنا في قراريط كثيرة , يعني ما كنا نخرج مع الجنائز , وفرطنا في هذه القراريط الكثيرة , فصار يخرج بعد ذلك مع الجنائز رضي الله عنه.

فإذا شهدت الجنازة حتى يصلى عليها فلك قيراط , وإن استمررت معها حتى تدفن فلك قراطان , لكن في رواية البخاري اشترط أن يكون ذلك إيماناً واحتساباً , يعنى إيماناً بالله وتصديقاً بوعده واحتساباً لثوابه , وليس قصدك المجاملة لأهل الميت , لأن المجاملة لأهل الميت ثواب عاجل في الدنيا فقط , وقد يؤجر الإنسان على مجاملة إخوانه , لكن الأجر الذي هو قراطان فهو لمن تبعها إيماناً واحتساباً.

أما النساء فقالت أم عطية رضي الله عنها (نهينا عن إتباع الجنائز , ولم يعزم علينا) , ولفظ نهينا إذا قاله صحابي أو صحابية فالمعنى أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهاهم , لأن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو الذي له الأمر والنهى. شرح رياض الصالحين - العثيمين

فضل الصلاة أربعين يوم في جماعة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير