تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (من رد عن عرض أخيه) أي منع غيبة عن أخيه (رد الله عن وجهه النار) أي صرف الله عن وجه الراد نار جهنم. قال المناوي: أي عن ذاته العذاب وخص الوجه لأن تعذيبه أنكى في الإيلام وأشد في الهوان. تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي.

من أحب أن يزحزح عن النار، ويدخل الجنة

+ عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (من أحب أن يزحزح عن النار، ويدخل الجنة: فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر. وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه) رواه مسلم.

شرح الحديث

لا شك أن من زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز، وأن هذه غاية يسعى إليها جميع المؤمنين. فذكر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم في هذا الحديث لها سببين، ترجع إليهما جميع الشعب والفروع: الإيمان بالله واليوم الآخر، المتضمن للإيمان بالأصول التي ذكرها الله بقوله (قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ (, ومتضمن للعمل للآخرة والاستعداد لها؛ لأن الإيمان الصحيح يقتضي ذلك ويستلزمه. والإحسان إلى الناس، ون يصل إليهم منه من القول والفعل والمال والمعاملة ما يحب أن يعاملوه به.

فهذا هو الميزان الصحيح للإحسان وللنصح، فكل أمر أشكل عليك مما تعامل به الناس فانظر هل تحب أن يعاملوك بتلك المعاملة أم لا؟ فإن كنت تحب ذلك، كنت محباً لهم ما تحب لنفسك، وإن كنت لا تحب أن يعاملوك بتلك العاملة: فقد ضيعت هذا الواجب العظيم.

فالجملة الأولى: فيها القيام بحق الله. والجملة الثانية فيها القيام بحق الخلق. والله أعلم. بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار

فضل إنضار المعسر

+ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (إِنَّ رَجُلًا لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ وَكَانَ يُدَايِنُ النَّاسَ فَيَقُولُ لِرَسُولِهِ خُذْ مَا تَيَسَّرَ وَاتْرُكْ مَا عَسُرَ وَتَجَاوَزْ لَعَلَّ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَتَجَاوَزَ عَنَّا فَلَمَّا هَلَكَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ هَلْ عَمِلْتَ خَيْرًا قَطُّ قَالَ لَا إِلَّا أَنَّهُ كَانَ لِي غُلَامٌ وَكُنْتُ أُدَايِنُ النَّاسَ فَإِذَا بَعَثْتُهُ لِيَتَقَاضَى قُلْتُ لَهُ خُذْ مَا تَيَسَّرَ وَاتْرُكْ مَا عَسُرَ وَتَجَاوَزْ لَعَلَّ اللَّهَ يَتَجَاوَزُ عَنَّا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى قَدْ تَجَاوَزْتُ عَنْكَ) صححه الألباني.

شرح الحديث

قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (كان تاجر يداين الناس) في رواية (إن رجلا لم يعمل خيرا قط وكان يداين الناس). قوله: (تجاوزوا عنه) زاد النسائي (فيقول لرسوله خذ ما يسر واترك ما عسر وتجاوز) ويدخل في لفظ التجاوز الإنظار والوضيعة وحسن التقاضي. وفي هذا الحديث أن اليسير من الحسنات إذا كان خالصا لله كفر كثيرا من السيئات , وفيه أن الأجر يحصل لمن يأمر به وإن لم يتول ذلك بنفسه , وهذا كله بعد تقرير أن شرع من قبلنا إذا جاء في شرعنا في سياق المدح كان حسنا عندنا. فتح الباري بشرح صحيح البخاري.

فضل ستر المسلم

+ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (لَا يَسْتُرُ عَبْدٌ عَبْدًا فِي الدُّنْيَا إِلَّا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) مسلم

شرح الحديث

الستر يعنى الإخفاء , و الستر ليس محموداً على كل حال , وليس مذموماً على كل حال , فهو نوعان:

النوع الأول ستر محمود ويكون في حق الإنسان المستقيم , الذي لم يعهد منه فاحشة , ولم يحدث منه عدوان إلا نادراً , فهذا ينبغي أن يستر وينصح ويبين له أنه على خطأ , فهذا الستر محمود.

النوع الثاني ستر شخص مستهتر متهاون في الأمور متعد على عباد الله شرير , فهذا لا يستر بل المشروع أن يبين أمره لولاة الأمر حتى يردعوه عما هو عليه , وحتى يكون نكالاً لغيره.

فالستر يتبع المصالح , فإذا كانت المصلحة في الستر فهو أولى وإن كانت المصلحة في الكشف فهو أولى , وإن تردد الإنسان بين هذا وهذا فالستر أولى. شرح رياض الصالحين - العثيمين.

فضل إماطة الأذى عن الطريق

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير