وتسمى السباحة , لأن الإنسان يشير بها أيضاً عند التسبيح , ولهذا يشير الإنسان بها في صلاته إذا جلس بين السجد تين ودعا رب أغفر لي وارحمني , كلما دعا رفعها يشير إلى الله عز وجل , لأن الله في السماء جل وعلا , وكذلك أيضا يشير بها في التشهد إذا دعا (السلام عليك أيها النبي , السلام علينا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ , اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ) في كل جملة دعائية يشير بها إلى علو الله تعالى وتوحيده.
وفرج بينهما عليه الصلاة والسلام , يعني قارن بينهما وفرج , يعنى أن كافل اليتيم مع النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الجنة قريب منه , وفى هذا حث على كفالة اليتيم , وكفالة اليتيم هي القيام بما يصلحه في دينه ودنياه , بما يصلحه في دينه من التربية والتوجيه والتعليم و ما أشبه ذلك , وما يصلحه في دنياه من الطعام و الشراب والمسكن.
واليتيم حده البلوغ , فإذا بلغ الصبي زال عنه اليتم , وإذا كان قبل البلوغ فهو يتيم , هذا إن مات أبوه , وأما إذا ماتت أمه دون أبيه ليس بيتيم. شرح رياض الصالحين - العثيمين.
فضل غرس الأشجار
+ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ إِلَّا كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ) البخاري.
شرح الحديث
قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (وما من مسلم) أخرج الكافر لأنه رتب على ذلك كون ما أكل منه يكون له صدقة , والمراد بالصدقة الثواب في الآخرة وذلك يختص بالمسلم , نعم ما أكل من زرع الكافر يثاب عليه في الدنيا كما ثبت من حديث أنس عند مسلم , وأما من قال إنه يخفف عنه بذلك من عذاب الآخرة فيحتاج إلى دليل , ولا يبعد أن يقع ذلك لمن لم يرزق في الدنيا وفقد العافية.
قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (أو يزرع) أو للتنويع لأن الزرع غير الغرس. فتح الباري بشرح صحيح البخاري.
فضل الْحَيَاءُ
+ عَنْ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (الْحَيَاءُ لَا يَأْتِي إِلَّا بِخَيْرٍ) مسلم.
شرح الحديث
قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (الحياء لا يأتي إلا بخير) في رواية خالد بن رباح عن أبي السوار عبد أحمد وكذلك في رواية أبي قتادة العدوي عن عمران عند مسلم (الحياء خير كله) وللطبراني من حديث قرة بن إياس (قيل لرسول الله الحياء من الدين؟ فقال: بل هو الدين كله) وللطبراني من وجه آخر عن عمران بن حصين (الحياء من الإيمان , والإيمان في الجنة). فتح الباري بشرح صحيح البخاري.
فضل الْحِلْم وَالْأَنَاةُ ُ
+ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (لِأَشَجِّ عَبْدِ الْقَيْسِ إِنَّ فِيكَ خَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ الْحِلْمُ وَالْأَنَاةُ) مسلم.
شرح الحديث
قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للأشج أشج عبد القيس إن فيك لخصلتين يحبهما الله الحلم والأناة) , وأما الحلم فهو العقل , وأما الأناة فهي التثبيت وترك العجلة وهي مقصورة. وسبب قول النبي صلى الله عليه وسلم ذلك له ما جاء في حديث الوفد أنهم لما وصلوا المدينة بادروا إلى النبي صلى الله عليه وسلم , وأقام الأشج عند رحالهم فجمعها وعقل ناقته ولبس أحسن ثيابه ثم أقبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم: فقربه النبي صلى الله عليه وسلم وأجلسه إلى جانبه , ثم قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: (تبا يعون على أنفسكم وقومكم) , فقال القوم: نعم. فقال الأشج يا رسول الله إنك لم تزاول الرجل عن شيء أشد عليه من دينه. نبايعك على أنفسنا , ونرسل من يدعوهم. فمن اتبعنا كان منا ومن أتى قاتلناه. قال: (صدقت , إن فيك خصلتين). الحديث. قال القاضي عياض: فالأناة تربصه حتى نظر في مصالحه ولم يعجل , والحلم هذا القول الذي قاله الدال على صحة عقله , وجودة نظره للعواقب , قلت: ولا يخالف هذا ما جاء في مسند أبي يعلى وغيره أنه لما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للأشج (إن فيك خصلتين) الحديث. قال: يا رسول
¥