الله كانا في أم حدثا؟ قال: (بل قديم). قال: قلت: الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبهما. شرح صحيح مسلم النووي.
فضل الزهد
+ عن سَعْدٌ َقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْعَبْدَ التَّقِيَّ الْغَنِيَّ الْخَفِيَّ) مسلم.
شرح الحديث
قوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي) المراد بالغنى غنى النفس , هذا هو الغنى المحبوب لقوله صلى الله عليه وسلم (ولكن الغنى غنى النفس) وأشار القاضي إلى أن المراد الغنى بالمال.
وأما (الخفي) فبالخاء المعجمة , هذا هو الموجود في النسخ , والمعروف في الروايات , وذكر القاضي أن بعض رواة مسلم رواه بالمهملة , فمعناه بالمعجمة الخامل المنقطع إلى العبادة والاشتغال بأمور نفسه , ومعناه بالمهملة الوصول للرحم , اللطيف بهم وبغيرهم من الضعفاء , والصحيح بالمعجمة. وفي هذا الحديث حجة لمن يقول: الاعتزال أفضل من الاختلاط , وفي المسألة خلاف. ومن قال بالتفضيل للاختلاط قد يتأول هذا على الاعتزال وقت الفتنة ونحوها. شرح صحيح مسلم النووي.
فضل الغنى والتقى
+ عن سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ َقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْعَبْدَ التَّقِيَّ الْغَنِيَّ الْخَفِيَّ) مسلم.
شرح الحديث
في هذا الحديث بين النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صفة الرجل الذي يحبه الله عز وجل فقال (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْعَبْدَ التَّقِيَّ الْغَنِيَّ الْخَفِيَّ).
التقي الذي يتقي الله عز وجل , فيقوم بأوامره , ويجتنب نواهيه , يقوم بأوامره من فعل الصلاة وأدائها في جماعة , يقوم بأوامره من أداء الزكاة وإعطائها مستحقيها , يصوم رمضان , يحج البيت , يبر والديه , يصل أرحامه , يحسن إلى جيرانه , يحسن إلى اليتامى , إلى غير ذلك من أنواع التقى والبر وأبواب الخير.
الغني الذي استغنى بنفسه عن الناس , غنى بالله عز وجل عمن سواه , لا يسأل الناس شيئاً ولا يتعرض للناس بتذلل , بل هو غنى عن الناس , مستغن بربه لا يلتفت إلى غيره.
الخفي هو الذي لا يظهر نفسه , ولا يهتم أن يظهر عند الناس , أو يشار إليه بالبنان , أو يتحدث الناس عنه , تجده من بيته إلى المسجد , ومن المسجد إلى بيته , ومن بيته إلى أقاربه وإخوانه , يخفي نفسه.
ولكن لا يعني ذلك أن الإنسان إذا أعطاه الله علماً أن يتقوقع في بيته ولا يعلم الناس , هذا يعارض التقي , فتعليمه الناس خير من كونه يقبع في بيته ولا ينفع أحداً بعلمه , أو يقعد في بيته ولا ينفع الناس بماله.
لكن إذا دار الأمر بين أن يلمع نفسه ويظهر نفسه ويبين نفسه , وبين أن يخفيها و فحينئذ يختار الخفاء , أما إذا كان لابد من إظهار نفسه فلابد أن يظهرها , وذلك عن طريق نشر علنه في الناس وإقامة دروس العلم وحلقاته في كل مكان , وكذلك عن طريق الخطابة في يوم الجمعة والعيد وغير ذلك فهذا مما يحبه الله عز وجل. شرح رياض الصالحين - العثيمين.
فضل البكاء من خشية الله
+ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لَا يَلِجُ النَّارَ رَجُلٌ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ حَتَّى يَعُودَ اللَّبَنُ فِي الضَّرْعِ وَلَا يَجْتَمِعُ غُبَارٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَدُخَانُ جَهَنَّمَ) صححه الألباني.
شرح الحديث
قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لا يلج) من الولوج أي لا يدخل (رجل بكى من خشية الله) فإن الغالب من الخشية امتثال الطاعة واجتناب المعصية (حتى يعود اللبن في الضرع) هذا من باب التعليق بالمحال كقوله تعالى: (حتى يلج الجمل في سم الخياط) (ولا يجتمع غبار في سبيل الله) أي في الجهاد (ودخان جهنم) فكأنهما ضدان لا يجتمعان. تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي.
فضل الصدق
¥