(الصفدية) (2/ 266).
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[20 - 11 - 07, 09:38 ص]ـ
الأخ محمود آل زيد - بارك الله فيكم -
ذكر بعض اهل العلم أن التوكل عمل قلبي، لذلك لا يمكن القول أني أتوكل على أحد إلا الله .. فوضحوا هذا الإشكال بارك الله فيكم وجزاكم خيرا.
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[20 - 11 - 07, 10:23 ص]ـ
الأخ محمود آل زيد - بارك الله فيكم -
ذكر بعض اهل العلم أن التوكل عمل قلبي، لذلك لا يمكن القول أني أتوكل على أحد إلا الله .. فوضحوا هذا الإشكال بارك الله فيكم وجزاكم خيرا.
الأخ (عبد الملك السبيعي): جزاك الله خيرًا ...
أولا:
كون التوكل عمل قلبي (من أعمال القلوب) لا ينافي أن يكون من بعض أنواعه أن يتوكل المرء على غير الله فيما يستطيعه ذلك المرء، مع اشتراط اعتماد القلب بكليته على الله في أنه - جل وعلا - خالق الأسباب ومسببها -، وهذا واضح في النوع الرابع من أنواع التوكل سالفة الذكر:
وهو:
التوكل على الغير (أي على غير الرب - جل وعلا -)، فيما يقدر عليه ذلك الغير (مع اعتقاد أنه وما يملك ويستطيع ملك لله رب العالمين، ولذا كان أصل عمل التوكل في كون) اعتماد القلب بكليته على الله، واعتقاد أن ذلك إنما هو سبب في تحصيل الأمر المطلوب فقط،
ومثال ذلك:
- كمن ينيب غيره في أمرٍ تدخله النيابة (الوكالة)، فهذا لا بأس به. مثاله: توكيل يعقوب - عليه السلام - أبناءه في البحث عن أخيهم يوسف، فقال: (يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه).
- - وقد وكل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على الصدقة عمالاً وحفاظًا، وهذا أشهر من أن يذكر ...
وهذا (النوع من أنواع التوكل) جائز بالإجماع ... والله أعلم.
ثانيا:
هناك بعض أعمال القلوب التي لها أنواع يشترك فيها غير الرب جل وعلا، وهي الأنواع الجبلية التي طبعت النفس عليها ...
مثاله: (الخوف): والخوف من أعظم أعمال القلوب التي لا ينبغى أن تصرف لغير الله - جل وعلا -، ولكن منه (الخوف الجبلي) وهو الذي طبعت النفس عليه، مثاله:
- خوف الإنسان من النار أن تحرقه،
- خوف الإنسان من الماء أن يغرق فيه،
فهذا خوف لا يلام الإنسان عليه.
قال - عز وجل - عن نبيه موسى عليه - السلام -: (فاصبح في المدينة خائفا يترقب) (القصص: 18) ... والله أعلم.
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[04 - 01 - 08, 11:48 ص]ـ
قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ أَحْمَدُ ابْنُ تيمية - قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ -:
وَمِمَّا يَجِبُ أَنْ يُعْلَمَ أَنَّهُ: لَا يَسُوغُ فِي الْعَقْلِ وَلَا الدِّينِ طَلَبُ رِضَا الْمَخْلُوقِينَ لِوَجْهَيْنِ:
(أَحَدُهُمَا): أَنَّ هَذَا غَيْرُ مُمْكِنٍ.
كَمَا قَالَ الشَّافِعِيُّ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: رِضَا النَّاسِ غَايَةٌ لَا تُدْرَكُ.
فَعَلَيْك بِالْأَمْرِ الَّذِي يُصْلِحُك فَالْزَمْهُ وَدَعْ مَا سِوَاهُ وَلَا تُعَانِهِ.
وَ (الثَّانِي): أَنَّا مَأْمُورُونَ بِأَنْ نَتَحَرَّى رِضَا اللَّهِ وَرَسُولِهِ.
كَمَا قَالَ - تَعَالَى -: {وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ}
وَعَلَيْنَا أَنْ نَخَافَ اللَّهَ؛ فَلَا نَخَافُ أَحَدًا إلَّا اللَّهَ،
كَمَا قَالَ - تَعَالَى -: {فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}.
وَقَالَ: {فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ}.
وَقَالَ: {فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} {وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ}.
فَعَلَيْنَا أَنْ نَخَافَ اللَّهَ وَنَتَّقِيَهُ فِي النَّاسِ:
فَلَا نَظْلِمَهُمْ بِقُلُوبِنَا وَلَا جَوَارِحِنَا،
وَنُؤَدِّيَ إلَيْهِمْ حُقُوقَهُمْ بِقُلُوبِنَا وَجَوَارِحِنَا،
وَلَا نَخَافَهُمْ فِي اللَّهِ؛ فَنَتْرُكَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَرَسُولُهُ خِيفَةً مِنْهُمْ.
وَمَنْ لَزِمَ هَذِهِ الطَّرِيقَةَ كَانَتْ الْعَاقِبَةُ لَهُ كَمَا كَتَبَتْ عَائِشَةُ إلَى مُعَاوِيَةَ:
" أَمَّا بَعْدُ:
فَإِنَّهُ مَنْ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ؛ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِ، وَأَسْخَطَ عَلَيْهِ النَّاسَ، وَعَادَ حَامِدُهُ مِنْ النَّاسِ ذَامًّا،
وَمَنْ الْتَمَسَ رِضَا اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ؛ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَأَرْضَى عَنْهُ النَّاسَ ".
فَالْمُؤْمِنُ لَا تَكُونُ فِكْرَتُهُ وَقَصْدُهُ إلَّا رِضَا رَبِّهِ وَاجْتِنَابَ سَخَطِهِ وَالْعَاقِبَةُ لَهُ،
وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاَللَّهِ.
ا. هـ
مجموع الفتاوي (3/ 232، 233)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=730012&postcount=1
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[04 - 01 - 08, 01:33 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
فَعَلَيْنَا أَنْ نَخَافَ اللَّهَ وَنَتَّقِيَهُ فِي النَّاسِ:
فَلَا نَظْلِمَهُمْ بِقُلُوبِنَا وَلَا جَوَارِحِنَا،
وَنُؤَدِّيَ إلَيْهِمْ حُقُوقَهُمْ بِقُلُوبِنَا وَجَوَارِحِنَا،
ليت الكلام هذا يشرح.
رحمك الله يا شيخ الإسلام ابن تيمية كم كنت فقيها.
¥