• الصحيح أن المشيئة لا تنقسم, فلا يقال إنها نوعان شرعية وكونية, بل المشيئة كونية فقط, والإرادة الشرعية لا تفسَّر بالمشيئة, فلا نقول إن الله شاء الإيمان من أبي جهل, ولكن نقول إن الله أراد منه الإيمان. ومن قال إن المشيئة نوعان ليس له ما يدل على قوله.
• الإذن من الله يكون شرعياً ويكون قدرياً, فالإذن في قوله تعالى (وما هم بضارين به من أحدٍ إلا بإذن الله) هو الإذن الكوني, والقضاء من الله يكون شرعياً ويكون قدرياً, والتحريم يكون شرعياً ويكون قدرياً, والأمر يكون شرعياً ويكون قدرياً, وكذلك البعث والإرسال.
• الأمر الكوني مستلزم للإرادة الكونية, والأمر الشرعي مستلزم للإرادة الشرعية.
• المعتزلة ينفون عموم الإرادة الكونية, فمن أصولهم الباطلة العدل, ويريدون به نفي القدر وعموم المشيئة, فكل أفعال العباد ليست بمشيئة الله عندهم.
• قول بعض المتكلمين (كل ما خطر ببالك عن الله فإن الله بخلاف ذلك) قولٌ مبتدَع لم يأت به نص, فيجب أن يُحكَم عليه بحكم الألفاظ المبتدعة المجملة, فما خطر بالبال عن كيفية ذات الله وصفاته صحيحٌ أن الله بخلاف ذلك لأن كل ما يخطر بالبال من الكيفيات راجعٌ إلى شيء من المخلوقات, والله تعالى بخلاف ذلك كما قال سبحانه (ليس كمثله شيء) , وما خطر بالبال من أن الله فوق السماوات مثلاً فإن هذا علمٌ وحق ويجب الإيمان به ولا يصح أن يقال إن الله بخلاف ذلك, فكل ما يخطر بالبال من المعاني الثابتة فهو حق. فالخواطر إما أن تكون مما تُعلَم صحته, وإما أن تكون مما يُعلَم بطلانه, وإما أن تكون مما لا يُعلَم بطلانه ولا صحته فيُسكَت عنه, فالواجب التفصيل وعدم الإطلاق.
• قول الطحاوي (ولا يشبه الأنام) الصواب فيه أنه كذلك, بخلاف ما في بعض النسخ (ولا يشبهه الأنام) , لأنا إذا قلنا (ولا يشبهه الأنام) لم يكن في العبارة معنىً جديداً يختلف عن معنى العبارة السابقة (ولا شيء مثله).
• التمثيل الذي يجب نفيه نوعان:
1. تمثيل الخالق بالمخلوق, وضابط ذلك وصف الخالق بخصائص المخلوق.
2. تمثيل المخلوق بالخالق, وضابط ذلك وصف المخلوق بخصائص الخالق.
• لا يقال في الله تعالى أنه أقدر على كذا منه على كذا, وبالنسبة إلى الله سبحانه ليس في الأشياء هيِّن وأهون, لأن قدرة الله على كل شيء واحدة, وأما قوله تعالى (وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه) فقيل إنه من باب خطاب العباد بما يعقلونه وما يدركون, فالناس مفطورون على أن الإعادة أهون من الابتداء فخوطبوا على حسب معقولهم, وقيل إن (أهون) بمعنى (هيِّن) فيكون من باب أفعل التفضيل الذي على غير بابه.
• لا أذكر أنه ورد في شيء من الأحاديث الصحيحة اسم (النور) اسماً لله, اللهم إلا في الرواية التي يضعفها أهل العلم في حديث سرد الأسماء الحسنى, وابن القيم كأنه يقرر هذا ويثبت اسم (النور) , لكن لم يذكر له دليلاً, والذي ورد في القرآن وفي السنة (نور السموات والأرض) , وإذا قيل إن من أسمائه (نور السموات والأرض) فنعم.
• حديث (خلق الله آدم على صورته) من المتشابه الذي يجب فهمه على الوجه المستقيم الصحيح, فهو عند أهل السنة ليس بمشكل ولله الحمد, وقد قال جمهور أهل السنة إن معنى (على صورته) أي له وجه وسمع وبصر, وليس المعنى أن صورة آدم مثل صورة الله, تعالى الله عن ذلك. وأهل السنة يستدلون بهذا الحديث وغيره على إثبات الصورة لله, وأن لله صورة, كما أن له وجهاً, له صورة ليست كسائر الصور, وله وجه ليس كسائر وجوه العباد. ومن تأول من أهل السنة هذا الحديث وأرجع الضمير إلى آدم فليس بمشكل مادام يثبت لله الصفات ويثبت لله الصورة, فإن الصورة ثابتة بغير هذا الحديث. الإمام ابن خزيمة قد اشتهر عنه أنه يتأول هذا الحديث, لكنه إمام من أئمة السنة, وله كتاب التوحيد ضمَّنه الرد على المعطلة من الجهمية وغيرهم, وهو من أشد الناس على المعطلة.
ـ[أبوهاجر النجدي]ــــــــ[28 - 07 - 07, 07:47 م]ـ
• دعاء الصفة حرام, لأن دعاءها يتضمن أنها شيء قائم بنفسه مستقل.
• بعض أهل العلم يرى أن لفظ التمثيل أدق من لفظ التشبيه, ولفظ التمثيل هو الذي جاءت به النصوص, لكن الغالب في تعبير أهل العلم المبادلة بين اللفظين والمساواة بينهما.
¥