• قوله تعالى (ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم) أي خلقهم مريداً اختلافهم, والإرادة هنا هي الكونية, وقوله تعالى (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) أي خلقتهم مريداً منهم العبادة, والإرادة هنا هي الشرعية, واللام في الموضعين للتعليل, لكن في الأولى تعليل بالإرادة الكونية وفي الثانية تعليل بالإرادة الشرعية.
• قوله (ما زال) يدل على الاستمرار والدوام في الماضي, وقوله (ولا يزال) يدل على الاستمرار والدوام في المستقبل, والله جل وعلا ما زال ولا يزال موصوفاً بصفات الكمال, ولا يتوقف في وجود صفات الكمال على وجود شيء من المخلوقات, ولا يتجدد له سبحانه شيء من الكمال لم يكن, لأن حدوث الكمال يستلزم سبق النقص, والله سبحانه تعالى منزه عن النقص.
• تقسيم الصفات:
1. صفات ذاتية, وهي اللازمة لذات الرب, التي لا تنفك عن الذات ولا تتعلق بها المشيئة, وهي التي يقال فيها (ما زال كذا) كالعلم والسمع والبصر والحياة والقدرة والعزة والرحمة والقيومية. لا يقال إن الله حي إذا شاء أو يسمع إذا شاء وهكذا, لأن هذه الصفات من لوازم ذاته سبحانه وتعالى.
2. صفات فعلية, وهي التي تتعلق بها المشيئة, كالاستواء على العرش والنزول والمجيء والغضب والرضا, فيقال إن الله استوى على العرش حين شاء وينزل إذا شاء ويجيء يوم القيامة إذا شاء وهكذا.
3. صفات ذاتية فعلية, مثل الكلام والخلق والرَّزق, فالكلام يقال فيه (ما زال متكلماً إذا شاء) , لأن الكلام فيه ناحية القدرة على الكلام وهذا معنىً ذاتي.
• نفاة الأفعال الاختيارية بنوا نفيهم على أصلٍ فاسد وشبهة باطلة لا أصل لها فقالوا إن الله منزه عن حلول الحوادث, ولفظ (حلول الحوادث) لفظٌ محدَث لم يرد في النصوص, فليس في القرآن ولا في السنة أن الله منزه عن حلول الحوادث, ثم هو لفظٌ مجمل يحتمل حقاً وباطلاً, فإن أريد به أن الله منزه عن أن يحل فيه شيء من المخلوقات فهذا حق, وإن أريد به أنه منزه أيضاً عن أن تقوم به الأفعال الحادثة التي تكون بالمشيئة فهذا باطل, بل الله يفعل ما يشاء إذا شاء كيف شاء وهو فعال لما يريد ويفعل بإرادة.
• من المبتدعة من يثبت الأفعال لكن يقول إنها لا تتعلق بها المشيئة.
• الجهمية والمعتزلة يقولون إنه صار متكلماً بعد أن لم يكن, وقولهم (متكلماً) ليس معناه عندهم أنه يقوم به الكلام, بل معناه عندهم أنه خلق كلاماً, لأن الكلام عندهم مخلوق. وعندهم صار فاعلاً بعد أن لم يكن, وليس معنى ذلك عندهم أنه يقوم به الفعل وأنه يفعل فعلاً يقوم بذاته.
• الفعل هو نفس المفعول عند الجهمية والمعتزلة والأشاعرة, والحق المعقول أن الأمور ثلاثة: فعل وفاعل ومفعول, فالمفعول يقتضي فاعلاً وفعلاً يقوم به.
ـ[ابو محمد 99]ــــــــ[31 - 07 - 07, 03:34 ص]ـ
بارك الله فيك أخي ابو هاجر
ـ[أبوهاجر النجدي]ــــــــ[04 - 08 - 07, 08:59 م]ـ
وفيك بارك الله أخي أبا محمد99 ..
• نفاة الأفعال الاختيارية قالوا في مسألة التسلسل إنه يجب أن يكون لجنس المخلوقات بداية, وقبل هذه البداية يمتنع دوام الحوادث أو تسلسل المخلوقات أو دوام المخلوقات أو حوادث لا أول لها. وإذا كان دوام الحوادث ممتنعاً فالرب تعالى غير قادر على أن يخلق في الأزل, وكفى بهذا تنقصاً لرب العالمين, لأن الممتنع لا تتعلق به القدرة.
• ومن قال إن دوام الحوادث ممتنع والرب قادر على أن يخلق في الأزل فقد جمع بين النقيضين, لأن كونه قادراً يقتضي أن يكون دوام الحوادث ممكناً, فكأنه يقول إن دوام الحوادث ممكن ممتنع, وهذا جمع بين النقيضين.
• في تسلسل المخلوقات ثلاثة مذاهب:
1. قول الجهم: دوام الحوادث في الماضي والمستقبل ممتنع, فعنده جنس الحوادث له بداية, ويمتنع دوامها في المستقبل, ولهذا قال بفناء الجنة والنار.
2. جمهور المتكلمين: دوام الحوادث ممتنع في الماضي وجائزٌ في المستقبل, وإقرارهم بدوام الحوادث في المستقبل حجة عليهم.
¥