• نفي جميع الصفات يستلزم نفي الذات, والمعدوم لا يُرَى, فنفي جميع الصفات يستلزم نفي الرؤية.
• قوله تعالى (لا تدركه الأبصار): الذي عليه أكثر المفسرين أن هذا نفي للإحاطة, ونفي الأخص - الإحاطة - لا يستلزم نفي الأعم - الرؤية -. فالآية دالةٌ على إثبات الرؤية لا على نفيها, لكنها دالةٌ على إثبات الرؤية من غير إحاطة.
• روي عن بعض السلف في تفسير هذه الآية أن المراد لا تدركه الأبصار في الدنيا, وروي كذلك أن المراد لا تدركه أبصار الكفار. وهذان التفسيران مرجوحان, لأن الإدراك أخص من مطلق الرؤية وليس المنفي هو الرؤية, ولأنه على هذين التفسيرين لا بد من تقييد الآية, وأما على التفسير الراجح ليس فيها تقييد, فمن صفات ربنا الذاتية أنه لا تدركه الأبصار, والنفي لا بد أن يتضمن ثبوتاً, فنفي إدراك الأبصار له يتضمن إثبات كمال عظمته, أي لكمال عظمته لا تدركه الأبصار.
• قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: وليس في قوله (لا يُرَى) مدح, لأن المعدوم لا يُرَى, والمعدوم لا يوصف بمدح ولا كمال. فوصف الله بأنه لا يُرَى نفيٌ محض لا يتضمن مدحاً.
• المعطلة يفسرون معنى (إلى ربها ناظرة) بقولهم (إلى ثواب ربها ناظرة) , أو يفسرون النظر بالانتظار, وتقدم أن هذا لا يتفق مع قواعد اللغة, فالنظر الذي بمعنى الانتظار متعدي بنفسه لا بحرف الجر.
• الأحاديث جاء فيها تشبيه رؤية المؤمنين لربهم برؤية الشمس والقمر, فشبه الرؤية بالرؤية لا المرئي بالمرئي.
• نفاة الرؤية يفسرون الرؤية في الأحاديث بالرؤية العلمية, يعني يزداد علم المؤمنين بالله يوم القيامة, لا أنهم يرونه بأبصارهم. وهذا إذا سلَّموا بثبوت الأحاديث, وإلا فهم يردونها إما عن طريق الطعن في بعض رواتها وإما عن طريق القول بأنها من أحاديث الآحاد.
• وجوه الشبه بين الرؤيتين: أنها رؤية بصرية لا علمية, وأنها رؤية إلى أعلى, وأنها رؤية من غير إحاطة.
• إنكار الرؤية إنكارٌ لما هو معلومٌ من الدين بالضرورة, فإنكارها كفر.
• الأشاعرة يقولون إنه يُرَى لا في جهة, وهذا يرجع إلى أن من أصولهم الباطلة نفي علو الله على خلقه. فهم يثبتون الرؤية لكن ليس على الوجه المعقول الذي دلت عليه النصوص, وكذلك الكلام يثبتونه لكن ليس على الوجه المعقول الذي دلت عليه النصوص.
• عبارة الطحاوي (وتفسيره – يعني الرؤية - على ما أراده الله تعالى وعلمه) مضمونها التفويض, ولا ينبغي أن يقال إننا لا نعلم معاني نصوص إثبات الرؤية ولا أن يقال إننا لا ندري والله أعلم بمراده من هذه النصوص, وهذا لا يريده المؤلف لأنه أثبت الرؤية. فينبغي أن يقال إن المؤلف يريد التفسير الذي هو معرفة الحقيقة والكيفية, فكأنه يقول (وحقيقة ذلك وكيفيته على ما أراده الله تعالى وعلمه). فنحن نعلم معاني النصوص التي ورد فيها إثبات الرؤية, ومراد الله من ذلك أن المؤمنين ينظرون إلى ربهم, كما دلت على ذلك السنة الصحيحة الصريحة, وما أراد الله من معانيها معلوم لنا, وما أراد الله من حقائق ذلك وكيفيته هو الذي لا نعلمه.
• نعلم يقينا أن الرسول عليه الصلاة والسلام أراد بقوله (إنكم سترون ربكم) الرؤية البصرية, فنحن نعلم معنى ما أراده الرسول عليه الصلاة والسلام, لأنه يخاطبنا بكلام واضح.
• لا يجوز أن يكون المراد بقوله (سترون ربكم) ستعلمون ربكم, لأن العباد يعلمون ربهم ويعرفونه قبل ذلك, فهم يعلمون أنه هو خالقهم وخالق كل شيء. ثم إن قوله (كما ترون الشمس والقمر) قول قاطع مبطل لكل التحريفات.
• التأويل له ثلاثة معاني:
1. التأويل في اصطلاح المتأخرين من الأصوليين وأهل الكلام: صرف الكلام عن الاحتمال الراجح إلى الاحتمال المرجوح لدليلٍ يقترن به.
2. التأويل في اصطلاح المفسرين: التفسير.
3. التأويل بمعنى الحقيقة.
• المأثور من هذه المعاني الثاني والثالث, وأما الأول فهو اصطلاح حادث, وهو نوع من التفسير, لكن الأصل أن الكلام يحمل على ظاهره, ولا يجوز أن يصرف عن ظاهره إلا بدليل يجب المصير إليه.
• ليس هناك حجة صحيحة توجب صرف نصوص الصفات عن ظاهرها.
• كل تأويلات المبتدعة للنصوص المخالفة لأصولهم من نوع التأويل الباطل, والاسم المطابق لتأويلهم هو التحريف.
¥