• ليس المراد الإحاطة الذاتية كإحاطة الفَلَك بما فيه, لأن الله فوق كل شيء, وليس في ذاته شيءٌ من مخلوقاته, بل هو بائنٌ من خلقه.
• معنى قول أهل السنة (بائنٌ من خلقه) أنه ليس في ذاته شيءٌ من مخلوقاته, ولا في مخلوقاته شيءٌ من ذاته.
• يقول الشارح إن قول الطحاوي (محيط بكل شيءٍ وفوقه) في بعض النسخ بدون واو, أي (محيط بكل شيءٍ فوقه) وحينئذٍ يكون المعنى (محيط بكل شيءٍ هو فوقه) وعلى هذا لا تفيد كلمة (فوقه) الفوقية, وأما على النسخة التي مشى عليها الشارح فإنها تكون مفيدة لأمرين: إثبات الإحاطة وإثبات الفوقية, يعني محيط بكل شيء وفوق كل شيء.
• الفوقية ثلاثة أنواع كالعلو, فالعلو ثلاثة أنواع: علو الذات وعلو القدر وعلو القهر.
• النزاع مع المبتدعة إنما هو في علو الذات وفوقية الذات, فإن نفاة العلو ونفاة الفوقية يفسرون هذا بعلو القدر وفوقية القدر, كقول القائل (الذهب فوق الفضة) أي من حيث القدر والقيمة.
• الذين ينفون العلو يقولون إنه في كل مكان, وإذا كان في كل مكان تعالى الله عن ذلك فهل يكون بعض المخلوقات عنده دون بعض وقد قال تعالى (إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون)؟!!. بل على هذا القول تصبح كل المخلوقات عنده لأنه في كل مكان, فلا يختص الملائكة بقربٍ منه ولا يختص أحد بقربٍ منه. ومن أدلة العلو التصريح بأن بعض المخلوقات عنده سبحانه وتعالى.
• إذا كان الله ليس في كل مكان – وهو كذلك – فلا بد أن يكون في أكمل الأمور والأحوال, فيكون في العلو لا في السفل.
• يقول نفاة العلو (كان الله ولا مكان, وهو الآن على ما كان) ويريدون بهذا التعبير التوصل إلى نفي الاستواء على العرش.
• إذا قلنا إن الله ليس في كل مكان بل في العلو فليس معنى ذلك أنه في مكان موجود محيط به, بل هو فوق العالم, وليس فوق العالم كله موجود إلا الله سبحانه وتعالى, فالله تعالى لا يحيط به شيء من مخلوقاته, بل هو فوق سماواته على عرشه بائنٌ من خلقه.
• الخلة هي أعلى درجات المحبة.
• حديث (إن إبراهيم خليل الله, ألا وأنا حبيب الله ولا فخر) ضعيف عند أهل الحديث.
• المعطلة ينفون صفة المحبة, فالجهمية يقولون إنه لا يحب ولا يُحَب, لأن المحبة ميل الشيء إلى ما يناسبه, ولا تناسب بين الخالق والمخلوق. وهذا إن صح تفسيراً للمحبة فإنه يختص بمحبة المخلوق, فالمحبة معنىً معقول, هو ضد الكره, والله أخبر أنه يحب أولياءه, وأخبر أنه يمقت الكافرين.
• نفاة المحبة منهم من يفسر المحبة من الله بإرادة الإنعام, أو يفسرها بنفس النعم المخلوقة, ويفسر البغض بإرادة الانتقام أو بنفس العقوبة, والمهم عندهم نفي حقيقة المحبة عن الله.
• ينفون أيضاً محبة المخلوق لذات الخالق سبحانه, ويقولون إن المحبة هي محبة ثوابه أو محبة طاعته, لأن المحبة لا تتعلق إلا بالمخلوق.
• من المبتدعة من أثبت المحبة من جهة واحدة, من جهة المخلوق, كالصوفية الذين يبالغون في إثبات محبة المخلوق, حتى إنهم يعبرون عن محبتهم لله بالعشق, وكذلك الفلاسفة الذين يطلقون العشق على الله, فيقولون عاشق وعشق ومعشوق وعقل وعاقل ومعقول.
• ما ذكره الشارح من الكلام في الخلة وقول الشاعر (قد تخللت مسلك الروح مني وبذا سمي الخليل خليلا) إنما هو تفسير للخلة التي هي صفة المخلوق.
• القول بأن الخلة لا تقبل الشركة فيه عندي نظر, لأن الله اتخذ أكثر من واحد من خلقه خليلاً. نعم من كان الله خليله فلا يكون أحد من الخلق خليله, كما جاء في الحديث الصحيح (لو كنت متخذاً من أمتي خليلاً لاتخذت أبا بكرٍ خليلاً, ولكن صاحبكم خليل الله) فدل على أن المانع له من أن يتخذ أبا بكر خليلاً أن الله اتخذه خليلاً, وهذا يقتضي أن الله خليله وإن لم يرد هذا فيما أعلم, يعني وصف الله بأنه خليل إبراهيم أو خليل محمد, لكن هذا الحديث يشعر بهذا, وأن الله حين اتخذ محمداً خليلاً لم يكن للرسول خليلٌ من الخلق, وأن ذلك يقتضي أن الله خليله.
• المقام المحمود هو مقام الشفاعة الكبرى على التفسير المشهور, وأما تفسيره بإجلاس الرسول الله صلى الله عليه وسلم مع الله فوق العرش فلم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم, وهو مشهور عن مجاهد, والأسانيد إليه فيها كلام لأهل الشأن, ولكن مع هذا فالمعروف عن أئمة أهل السنة أنهم يقرون بهذا المعنى, ونحن إذا أثبتناه فنحن في ذلك مقلدون للأئمة رحمهم الله فقط, لأنه ليس على هذا المعنى دليل من السنة الصحيحة التي يجب المصير إليها. ومن الناس من ينكر هذا المعنى لا من منطلق الثبوت وعدم الثبوت بل من منطلق نفي علو الله على العرش, لأن إجلاسه مع الله فوق العرش يتضمن أن الله فوق العرش, وهذا ما ينكرونه, ولا يمتنع عندهم أن يكون الرسول فوق العرش, لكن الممتنع عندهم ما يتضمنه هذا من أن الله فوق العرش, فمن ينفي هذا من هذا المنطلق فهو مبتدع ضال, ومن يتوقف فيه نظراً لثبوته وعدم ثبوته فهذا مذهب معروف, لكن إذا صح إجماع أهل السنة على ذلك وجب المصير إليه.
¥