تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

238. قوله عن صوم يوم عرفة (يكفِّر السنة الماضية والباقية): منهم من يقول إنه يُكفِّر ما حصل في السنة الماضية من الصغائر, ويُحَال بينه وبين الذنوب في السنة اللاحقة, أو يُوفَّق للتوبة إن حصل منه ذنوب, ولسنا بحاجة إلى مثل هذا ما دام التكفير للصغائر, وليس هناك ما يمنع من تكفير هذه الأعمال العظيمة للصغائر.

239. استشكل بعض أهل العلم تكفير الذنوب المستقبَلة, ولا إشكال, لأن الذنوب المكفَّرة بهذه الأعمال إنما هي الصغائر, لأنه جاء القيد (ما لم تُغش كبيرة) و (ما اجتُنِبت الكبائر) و (إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفِّر عنكم سيئاتكم).

240. أيام العشر من ذي الحجة أفضل أيام العام على الإطلاق, لحديث (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام -يعني الأيام العشر- قالوا: يا رسول الله, ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله, إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء). وأما بالنسبة لليالي فليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة عند أهل العلم.

241. صيام يوم عرفة منصوص عليه كما في هذا الحديث, وقوله عليه الصلاة والسلام (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام -يعني الأيام العشر-) يشمل صيام الأيام الثمانية التي قبل يوم عرفة, لأنه ثبت أن الصيام عمل صالح وأنه من أفضل الأعمال بالنصوص الصحيحة الصريحة, وعلى هذا يُسَن صيام التسعة الأيام من شهر ذي الحجة.

242. ثبت عنه عليه الصلاة والسلام فيما قاله الإمام أحمد أنه كان يصوم عشر ذي الحجة, وفي صحيح مسلم من حديث عائشة أنه ما صام العشر, والنفي عندها على حد علمها, والمثبِت مقدم على النافي, وعلى فرض عدم صيامه فإن الذي يخصنا بالنسبة للاقتداء به هو قوله عليه الصلاة والسلام, وإذا ثبتت المقدمة - وهي أن الصيام عمل صالح - ثبتت النتيجة - وهي أن الصيام من أفضل الأعمال في هذه الأيام -. وحث النبي عليه الصلاة والسلام على كثير من الأعمال ولم يفعلها, ولا يعني هذا أننا نترك هذه الأعمال. بالإضافة إلى أن النبي عليه الصلاة والسلام قد يترك العمل الفاضل رحمةً بالأمة.

243. نعم من كان بمنزلة النبي عليه الصلاة والسلام بحيث يعوقه الصيام عن تصريف شؤون العامة الذي هو أهم فإن الصيام يكون بالنسبة له مفضول.

244. النبي عليه الصلاة والسلام يُنظَر إليه وإلى ما ثبت من فعله وقوله بعدة اعتبارات: يُنظَر إليه باعتباره الإمام الأعظم, فيقتدي به الإمام الأعظم وولاة الأمر من هذه الحيثية, ويُنظَر إليه باعتباره مفتياً, فيقتدي به من يتولى إفتاء الناس من هذه الحيثية, ويُنظَر إليه باعتباره قاضياً, فيجب أن يقتدي به من يتولى القضاء من هذه الحيثية, ويُنظَر إليه باعتباره إماماً في الصلاة, فيقتدي به الأئمة من هذه الحيثية.

245. جاء في البخاري (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لامرأةٍ من الأنصار: ما منعكِ أن تحجين معنا؟ قالت: كان لنا ناضح فركبه أبو فلان وابنه, لزوجها وابنها, وترك ناضحاً ننضح عليه. قال: فإذا كان رمضان اعتمري فيه فإن عمرةً في رمضان حجةٌ): بعض أهل العلم يقول إن الأجر المرتب على العمرة في رمضان خاص بالمرأة, كما أشارت إليه رواية أبي داود التي جاء فيها (فكانت تقول: الحج حجة والعمرة عمرة، وقد قال هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم لي، فما أدري ألي خاصة؟). وعامة أهل العلم على أنه عام للجميع.

246. قول من يقول إن العمرة في رمضان تعدل حجة لكن ليس في كل عام لا وجه له.

247. قوله عن يوم الاثنين (ذاك يوم وُلِدت فيه, وبُعِثت فيه, أو أُنزِل علي فيه): لا شك أن ولادة النبي عليه الصلاة والسلام خير بالنسبة للناس كلهم, لأنه عليه الصلاة والسلام رحمة للعالمين, فولادته ولادة رحمة, لكن من تعظيمه والفرح بولادته اتباعه, فلا نحدث في دينه ما لم يشرعه. نعم نفرح بولادته, لكن لا نزيد على ما شرعه, لأن مقتضى شهادة أن محمداً رسول الله أن لا يُعبَد الله إلا بما شرع.

248. لكن يصام يوم الاثنين شكراً لله عز وجل على أن وُجِدَت هذه الرحمة والنعمة, ولا نتعبد بغير ما ورد.

249. سُئِل عن الاثنين مع الخميس فقال (يومان تُرفَع فيهما الأعمال, فأحب أن يُرفَع عملي وأنا صائم) , وما جاء في يوم الاثنين أكثر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير