تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هذا المبدأ قائم على الاستئذان. فالإسلام لم يلغ الرقى ضربة لازب، بل أخضعها للمراقبة والإذن فيها، وأباح الصالح منها ما لم يحو محذورا شرعيا. كما في قول الرسول r في حديث شريف سابق: «اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ».

وقد مر بنا أن النبي r قال للرجل الذي عرض عليه رقية المجانين، وكان يرقي بها في الجاهلية، قال له r : « اطْرَحْ مِنْهَا كَذَا وَكَذَا وَارْقِ بِمَا بَقِيَ» ([7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn7)) .

3- مبدأ التأسيس:

أتى الإسلام برقى بديعة من عنده، مساهمة منه في توجيه وإثراء مسار الرقية. ويميز هذه الرقى إعلانها رفض كل تعلق بغير الله U ، واستبعادها لكل سبب وهمي لم يجعله الله U سببا شرعيا كالفاتحة، أو طبيعيا كالعسل.

ومن الرقى التي سنها الإسلام الرقية التي نزل بها جبريل u على النبي r ورقاه بها لما اشتكى r : « بسم الله يبريك ومن كل داء يشفيك ومن شر حاسد إذا حسد وشر كل ذي عين» ([8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn8)) .

ومن الرقى البديعة ما أسميته بالرقية النفسية. كرقية الهم والحزن والكرب ... مما لم يرد له مثال في الرقى الجاهلية المذكورة آنفا، فكلها تعنى بآفات جسدية أو عقلية. عن ابن عباس t أن النبي r كان يقول عند الكرب: «ِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَرَبُّ الْأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيم» ([9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn9)) .

وعن الهم والحزن قال النبي r : « مَا قَالَ عَبْدٌ قَطُّ إِذَا أَصَابَهُ هَمٌّ وَحَزَنٌ: اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي وَنُورَ صَدْرِي وَجِلَاءَ حُزْنِيوَذَهَابَ هَمِّي. إِلَّا أَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمَّهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَ حُزْنِهِ فَرَحًا. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّه: ِ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَعَلَّمَ هَؤُلاءِ الْكَلِمَات؟ ِ قَالَ: أَجَلْ، يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهُنَّ أَنْ يَتَعَلَّمَهُنَّ» ([10] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn10)) .

ومما يتقى به الهم، الإكثار من الصلاة عن النبي r : فعن أُبَي بن كعب t قال: قلت: يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي؟ فقال: «ما شئت». قال: قلت: الربع؟ قال: «ما شئت فإن زدت فهو خير لك». قلت: النصف؟ قال: «ما شئت فإن زدت فهو خير لك». قلت: فالثلثين؟ قال: «ما شئت فإن زدت فهو خير لك». قلت: أجعل لك صلاتي كلها؟ قال: «إذا تُكفى همك، ويغفر لك ذنبك» ([11] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn11)) .

وتدل هذه الرقية النفسية، على القيمة العلاجية الفعلية للرقية من جهة، وعلى مدى الاهتمام الذي حظيت به بعد مجيء الإسلام من جهة أخرى.

كما لم تقف عناية النبي r بالرقية عند حد الإتيان برقى جديدة، بل تعدت ذلك إلى اعتماد أساليب ذات قيمة علاجية كبيرة، جعلت من الرقية وسيلة علمية ناجحة في مجال الاستشفاء الذاتي. ومن هذه الإضافات مثلا: النفث، وضع اليد اليمنى على محل الألم والمسح عليه، والذي يعرف في الأوساط الطبية باللمسة العلاجية. وكذلك تكرير الرقية أو بعض كلماتها، وتقييد عدد المرات بأرقام مخصوصة كالرقمين ثلاثة وسبعة. عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ r كَانَ يُعَوِّذُ بَعْضَ أَهْلِهِ يَمْسَحُ بِيَدِهِ الْيُمْنَى وَيَقُولُ r : « اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ أَذْهِبْ الْبَاسَ اشْفِهِ وَأَنْتَ الشَّافِي لا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا» ([12]

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير