والسلام كما جاء ذلك في الأحاديث، أما في العشر الأخيرة فكان عليه الصلاة والسلام يحيي الليل كله ويوقظ أهله ويشد المئزر عليه الصلاة والسلام ولأن فيها ليلة مباركة، ليلة القدر.
من ضمن الأسئلة الموجهة لسماحته المنشورة في رسالة: (الجواب الصحيح من أحكام صلاة الليل والتراويح).
الرابط: http://www.bin-baz.org.sa/last_resault.asp?hID=3054
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[02 - 10 - 07, 11:40 ص]ـ
تحصيل عظيم الأجر لطالب ليلة القدر
إعداد: علي بن محمد أبو هنية
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد:
فإن الله عز وجل يختار ما يشاء من الأشخاص والذوات, كما يختار سبحانه من الأمكنة والأوقات, فالخلق خلقه, والأمر أمره, ولا إله غيره.
ومن هذه الأزمنة الجليلة التي اختارها ربنا جل وعلا؛ ليلة القدر, كما اختار سبحانه من الشهور شهر رمضان, ومن الأيام يوم الجمعة, وأيام عشر ذي الحجة, ومن الساعات آخر ساعة يوم الجمعة, وساعة السحر, ... وغيرها. فليلة القدر هي خير الليالي على الإطلاق, وأفضلها بلا شقاق, ليلة اختارها الله سبحانه واصطفاها, وجعل العبادة فيها وحدها, خير من العبادة في سنوات عديدات ليس فيهن مثلها, فما أعظمها من ليلة, وما أعظم فضل الله سبحانه على هذه الأمة بأن جعلها من خصائصها التي ليست لأحد قبلها, لكي ينالوا بها الدرجات الرفيعة, والمقامات العالية البديعة, فاللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.
فتعالَ معي أيها القاريء الكريم نتأمل سوياً ما تحويه هذه الليلة العظيمة المجيدة, من معاني وفضائل عديدة, وأحكام هامة تتعلق بها, لأن من لم يعرف فضل الشيء وقدره زهد فيه, ولم يعطه حقه كما يقتضيه.
سبب تسميتها بليلة القدر:
قال النووي ـ رحمه الله ـ: "قال العلماء: وسميت ليلة القدر لما يكتب فيها للملائكة من الأقدار والأرزاق والآجال التي تكون في تلك السنة كقوله تعالى: (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) [الدخان: 4] , وقوله: (تنزَّل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر) [القدر:4]. ومعناه يظهر للملائكة ما سيكون فيها ويأمرهم لفعل ما هو من وظيفتهم وكل ذلك مما سبق علم الله تعالى به وتقديره له. وقيل: سميت ليلة القدر لعظم قدرها وشرفها وأجمع من يعتد به على وجودها ودوامها إلى آخر الدهر". "شرح صحيح مسلم" (2/ 822)
سبب أهميتها:
يكمن سبب أهمية وأفضلية ليلة القدر في أمرين اثنين:
1ـ أن القرآن نزل فيها جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا, ثم نزل من السماء الدنيا على نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ مفرقاً في ثلاث وعشرين سنة. قال تعالى: (إنا أنزلناه في ليلة القدر): أي القرآن.
2ـ أن الله عز وجل يقدر فيها مقادير الخلائق الحولية ـ أي السنوية ـ. قال تعالى: (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) [الدخان: 4]: "قال ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ: "يكتب من أم الكتاب في ليلة القدر ما يكون في السنة من موت أو حياة ورزق ومطر, حتى الحُجاج يقال: يحج فلان ويحج فلان". وكذا قال الحسن, وسعيد بن جبير, ومقاتل, وأبو عبد الرحمن السلمي, وغيرهم". (أعلام السنة المنشورة/159)
فضلها:
ثبت فضل هذه الليلة العظيمة في الكتاب والسنة الصحيحة, بل إنَّ في كتاب الله جل وعلا سورة كاملة هي "سورة القدر".
قال الحافظ ابن كثير ـ رحمه الله ـ: " قال سفيان الثوري ـ رحمه الله ـ: بلغني عن مجاهد: ليلة القدر خير من ألف شهر قال: عملها وصيامها وقيامها خير من ألف شهر. رواه ابن جرير, وعن مجاهد: ليلة القدر خير من ألف شهر: ليس في تلك الشهور ليلة القدر. وهكذا قال قتادة بن دعامة, والشافعي, وغير واحد. وقال عمرو بن قيس الملائي: عمل فيها خير من عمل ألف شهر. وهذا القول بأنها أفضل من عبادة ألف شهر ليس فيها ليلة القدر هو اختيار ابن جرير وهو الصواب لا ما عداه, وهو كقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (رباط ليلة في سبيل الله خير من ألف ليلة فيما سواه من المنازل) رواه أحمد. وكما جاء في قاصد الجمعة بهيئة حسنة ونية صالحة أنه يكتب له عمل سنة؛ أجر صيامها وقيامها. إلى غير ذلك من المعاني المشابهة لذلك".اهـ "تفسير ابن كثير" (4/ 531)
¥