تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقوله: (وعسى أن يكون خيراً لكم) يعني عدم تعيينها لكم, فإنها إذا كانت مبهمة اجتهد طلابها في ابتغائها في جميع محالِّ رجائها فكان أكثر للعبادة, بخلاف ما إذا علموا عينها فإنها كانت الهمم تتقاصر على قيامها فقط. وإنما اقتضت الحكمة إبهامها لتعم العبادة جميع الشهر في ابتغائها, ويكون الاجتهاد في العشر الأخير أكثر ولهذا كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل ثم اعتكف أزواجه من بعده". "تفسير ابن كثير" (4/ 534)

وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "لأن ليلة القدر لو عينت في ليلة بعينها, حصل الاقتصار عليها, ففاتت العبادة في غيرها, وكان هذا هو المراد بقوله: (عسى أن يكون خيراً لكم) ". "فتح الباري" (4/ 259)

الاجتهاد في طلب ليلة القدر:

يقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (تحَرَّوْا ليلة القَدْر في العَشْر الأواخر من رمضان). متفق عليه

قال ابن الأثير رحمه الله: "أي تعَمّدُوا طَلبهَا فيها. والتَّحرِّي: القَصْد والاجتهاد في الطلب, والعَزْم على تَخْصِيص الشيء بالفعل والقول". "النهاية" (1/ 376) فالتحري يكون في العشر الأواخر جميعاً لا في ليلة بعينها, وهذا هو الاجتهاد في طلبها.

ويستحب الإكثار فيها من الدعاء الذي أمرنا به النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ , فعن عائشة رضي الله عنها قالت يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر, ما أقول فيها؟ قال: (قولي: اللهم إنك عفوُ تحب العفو فاعفُ عني). (السلسلة الصحيحة/3337)

علاماتها:

هناك علامات وأوصاف تعرف بها ليلة القدر, أخبرنا بها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من ذلك:

1ـ عن أبي بن كعب ـ رضي الله عنه ـ قال: قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (صبيحة ليلة القدر تطلع الشمس لا شعاع لها كأنها طَسْت حتى ترتفع). (صحيح الجامع/ 3754) الطَّسْت: الإناء من النحاس

2ـ عن واثلة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (ليلة القدر ليلة بلجة لا حارة ولا باردة, ولا يرمى فيها بنجم, ومن علامة يومها تطلع الشمس لا شعاع لها). (صحيح الجامع/5472)

3ـ عن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ: عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (ليلة القدر ليلة سمحة طلقة لا حارة ولا باردة تصبح الشمس صبيحتها ضعيفة حمراء). (صحيح الجامع/ 5475) ليلة سَمْحةٌ طَلْقة: أي سَهْلة طَيِّبة إذا لم يكن فيها حرٌّ ولا بَرْد يُؤْذِيَان.

ومن الخرافات التي تحاك عن ليلة القدر: أنها لا تسري نجومها, و لا تنبح كلابها, وأنها لا سحاب فيها ولا مطر ولا ريح, وأن يُرى فيها كل شيء ساجداً, وأن ترى الأنوار في كل مكان ساطعة حتى في المواضع المظلمة, وأن يُسمع كلام الملائكة, وأن تفتح فيها السماء. فكل هذه أمور لا تصح.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[02 - 10 - 07, 11:41 ص]ـ

فضائل العشر الأواخر

إن للعشر الأواخر من رمضان عند النبي صلى الله علية وسلم و أصحابه أهمية خاصة ولهم فيها هدى خاص، فقد كانوا أشد ما يكونون حرصاً فيها على الطاعة. والعبادة والقيام والذكر ولنتعرف من خلال هذه الصفحة على أهم الأعمال التي كان يحرص عليها النبي صلى الله عليه وسلم والتي علمها أصحابه وأمته من بعده.

فلقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر من رمضان، ما لا يجتهد في غيرها، رواه مسلم ومن ذلك انه كان يعتكف فيها ويتحرى ليلة القدر خلالها. رواه البخاري ومسلم

وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم: (كان إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد مئزره) رواه البخاري ومسلم وزاد مسلم وجَد وشد مئزره

تحري ليلة القدر:

يستحب تحري ليلة القدر في رمضان، وفي العشر الأواخر منه خاصة جاء في صحيح مسلم من أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعْتَكَفَ الْعَشْرَ الأَوَّلَ مِنْ رَمَضَانَ ثُمَّ اعْتَكَفَ الْعَشْرَ الأَوْسَطَ فِي قُبَّةٍ تُرْكِيَّةٍ (والقبة: الخيمة وكلّ بنيان مدوّر) عَلَى سُدَّتِهَا حَصِيرٌ قَالَ فَأَخَذَ الْحَصِيرَ بِيَدِهِ فَنَحَّاهَا فِي نَاحِيَةِ الْقُبَّةِ ثُمَّ أَطْلَعَ رَأْسَهُ فَكَلَّمَ النَّاسَ فَدَنَوْا مِنْهُ فَقَالَ إِنِّي

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير