تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد سئل بعض السلف رضي الله عنهم عن الدعاء الذي يدعو به عند ختم القرآن، فقال: أستغفر الله من تلاوتي إياه سبعين مرة؛ وسئل غيره عن ذلك فقال: أسأل الله أن لا يمقتني على تلاوتي.

وقد قالت عائشة رضي الله عنها: كم من قارئ للقرآن والقرآن يلعنه، يقول: ألا لعنة الله على الظالمين، وهو ظالم.

ولا يظن ظان أن الظلم إنما هو في الدماء، أوالأعراض، أوالأموال، بل هو عام، إذ قد يكون ظالماً لنفسه فيدخل في ذاك تحت الوعيد.

وبالجملة فالموضع موضع خشوع، وتضرع، وابتهال، ورجوع إلى المولى سبحانه وتعالى بالتوبة مما قارفه من الذنوب، والسهو، والغفلات.

إلى أن قال: وقال بعضهم: ادع الله بلسان الذل والافتقار، لا بلسان الفصاحة والانطلاق .. ويجوز بالمسجد – أي الدعاء عند الختم – بشرط أن لا يكون الجهر والتطويل بالدعاء عادة).

الثالثة: التكبير من آخر سورة الضحى إلى آخر الناس، بل منهم من يزيد التسبيح، والتحميد، والتهليل، والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم

من المخالفات التي تصاحب ختم القرآن التكبير للفرد والجماعة من آخر سورة الضحى إلى آخر سورة الناس، حيث لم يصح فيه إلا حديث ضعيف، وفي رواية واحدة وهي رواية البزي عن ابن كثير المكي، هذا على الرغم من استحباب بعض أهل العلم له.

قال ابن مفلح: (واستحب أحمد التكبير من أول سورة الضحى إلى أن يختم، ذكره ابن ثميم وغيره، وهو قراءة أهل مكة أخذها البزي عن ابن كثير، وأخذها ابن كثير عن مجاهد، وأخذها مجاهد عن ابن عباس، وأخذها ابن عباس عن أبَيّ بن كعب، وأخذها أبَيّ عن النبي صلى الله عليه وسلم، روى ذلك جماعة منهم البغوي في "تفسيره"، والسبب في ذلك انقطاع الوحي، وهذا حديث غريب – أي ضعيف – من رواية أحمد بن محمد بن عبد الله البزي، وهو ثبت في القراءة، ضعيف في الحديث، وقال أبوحاتم الرازي: هذا حديث منكر.

إلى أن قال: وعنه أيضاً – أي عن أحمد -: لا تكبير، كما هو قول سائر القراء).

وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن جماعة قرأوا بغير تهليل ولا تكبير؟ قال: (إذا قرأوا بغير حرف – أي رواية – ابن كثير كان تركهم لذلك هو الأفضل، بل المشروع المسنون).

لم يكتف البعض بالتكبير على الرغم من عدم وروده في سائر الروايات سوى رواية البزي عن ابن كثير بطريق واهٍ – لا بطريق صحيح ولا ضعيف، بل زادوا عليه التهليل، والتسبيح، والتحميد، والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا كله يدل على أن البدعة لا حد لها تنتهي إليه، وإنما ينادي بعضها على بعض، ولهذا رحم الله امرءاً اتبع فسلم، ولم يبتدع فيندم.

الرابعة: قراءة الإخلاص والمعوذتين جماعياً وتكرارها ثلاثاً

أيضاً من المخالفات التي صحبت ختم القرآن للجماعات والأفراد في المساجد وغيرها قراءة الجميع لسور الإخلاص والمعوذتين وتكرير ذلك في بعض المساجد ثلاثاً، وهذا التخصيص ليس له أصل ولا يسنده دليل إلا التقليد.

قال ابن مفلح رحمه الله: (وإذا قرأ سورة الإخلاص مع غيرها قرأها مرة واحدة ولا يكرر ثلاثاً، نص عليه – أي أحمد – قال ابن تميم: منع أحمد القارئ من تكرار سورة الإخلاص ثلاثاً إذا وصل إليها).

الخامسة: وصل الختمة بأخرى بقراءة الفاتحة وخمس آيات من أول البقرة

من المخالفات التي درج عليها كثير من الناس أفراداً وجماعات وصل الختمة بالشروع في ختمة جديدة بقراءة سورة الفاتحة وخمس آيات من أول البقرة، وليس لهذا العمل مستند في الشرع، معتمدين في ذلك على حديث ضعيف وهو حديث "الحال المرتحل"، وعلى افتراض صحته فقد أول بتأويلات أخرى قال بها بعض أهل العلم المعتبرين.

والحديث رواه الترمذي بسنده إلى ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رجل: يا رسول الله، أي العمل أحب إلى الله عز وجل؟ قال: "الحال المرتحل".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير