فَقَالَ لَهُ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: وَكَانَ فِي الْمَجْلِسِ: هِيهْ , زِدْ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، فَقَالَ عطَاَءٌ: مَا هِيهْ؟ هَكَذَا سَمِعْتُ، فَقَالَ عَمْرٌو: أَخْبَرَنِي كُرَيْبٌ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , أَنَّهُ قَالَ:
"ثُمَّ اضْطَجَعَ , فَنَامَ حَتَّى نَفَخَ , ثُمَّ أَتَاهُ بِلاَلٌ , فَآذَنَهُ بِالصَّلاَةِ , فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.".
ـ وفي رواية: "عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , قَالَ: بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ لَيْلَةً، فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا كَانَ فِي بَعْضِ اللَّيْلِ , قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم , فَتَوَضَّأَ مِنْ شَنٍّ مُعَلَّقٍ , وُضُوءًا خَفِيفًا ـ يُخَفِّفُهُ عَمْرٌو وَيُقَلِّلُهُ جِدًّا ـ ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي , فَقُمْتُ , فَتَوَضَّأْتُ نَحْوًا مِمَّا تَوَضَّأَ، ثُمَّ جِئْتُ فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ , فَحَوَّلَنِي , فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ، ثُمَّ صَلَّى مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ اضْطَجَعَ، فَنَامَ حَتَّى نَفَخَ، فَأَتَاهُ الْمُنَادِي , يَأْذِنُهُ بِالصَّلاَةِ، فَقَامَ مَعَهُ إِلَى الصَّلاَةِ، فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.".
قُلْنَا لِعَمْرٍو: إِنَّ نَاسًا يَقُولُونَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَنَامُ عَيْنُهُ , وَلاَ يَنَامُ قَلْبُهُ.
قَالَ عَمْرٌو: سَمِعْتُ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ يَقُولُ: إِنَّ رُؤْيَا الأَنْبِيَاءِ وَحْيٌ، ثُمَّ قَرَأَ: {إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِي أَذْبَحُكَ}.
أخرجه الحميدي , وأحمد , والبخاري , ومسلم , وابن ماجة , والترمذي , والنسائي , وأبو عوانة، وابن خزيمة.
ــــــــــ
شَنٍّ مُعَلَّقَةٍ، أو شن معلق؛ بالتأنيث، على أنها القربة، وبالتذكير، على أنه الوعاء.
شِنَاقَهَا؛ الشناق هو الوكاء الذي تُربط به.
ــــــــــ
* * *
عَنْ كُرَيْبٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , قَالَ:
"بِتُّ فِي بَيْتِ خَالَتِي مَيْمُونَةَ، فَرَقَبْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كَيْفَ يُصَلِّي، فَقَامَ فَبَالَ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ وَكَفَّيْهِ، ثُمَّ نَامَ، ثُمَّ قَامَ، فَعَمَدَ إِلَى الْقِرْبَةِ فَأَطْلَقَ شِنَاقَهَا، ثُمَّ صَبَّ فِي الْجَفْنَةِ، أَوِ الْقَصْعَةِ، وَأَكَبَّ يَدَهُ عَلَيْهَا، ثُمَّ تَوَضَّأَ وُضُوءًا حَسَنًا بَيْنَ الْوُضُوءَيْنِ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، فَجِئْتُ فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَأَخَذَنِي، فَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ، فَتَكَامَلَتْ صَلاةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثَلاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، قَالَ: ثُمَّ نَامَ حَتَّى نَفَخَ، وَكُنَّا نَعْرِفُهُ إِذَا نَامَ بِنَفْخِهِ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلاةِ فَصَلَّى، وَجَعَلَ يَقُولُ فِي صَلاتِهِ، أَوْ فِي سُجُودِهِ: اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا، وَفِي سَمْعِي نُورًا، وَفِي بَصَرِي نُورًا، وَعَنْ يَمِينِي نُورًا، وَعَنْ يَسَارِي نُورًا، وَأَمَامِي نُورًا، وَخَلْفِي نُورًا، وَفَوْقِي نُورًا، وَتَحْتِي نُورًا، وَاجْعَلْنِي نُورًا ـ قَالَ شُعْبَةُ: أَوْ قَالَ: اجْعَلْ لِي نُورًا ـ.".
قَالَ (1): وَحَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ "أَنَّهُ نَامَ مُضْطَجِعًا.".
ـ وفي رواية: "بِتُّ لَيْلَةً عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ , فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنَ اللَّيْلِ , فَأَتَى حَاجَتَهُ , ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ , ثُمَّ نَامَ , ثُمَّ قَامَ فَأَتَى الْقِرْبَةَ , فَأَطْلَقَ شِنَاقَهَا , ثُمَّ تَوَضَّأَ وُضُوءًا بَيْنَ الْوُضُوءَيْنِ , وَلَمْ يُكْثِرْ وَقَدْ أَبْلَغَ , ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى , فَقُمْتُ فَتَمَطَّيْتُ، كَرَاهِيَةَ أَنْ يَرَى أَنِي كُنْتُ أَنْتَبِهُ لَهُ , فَتَوَضَّأْتُ , فَقَامَ فَصَلَّى , فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ , فَأَخَذَ بِيَدِي , فَأَدَارَنِي عَنْ يَمِينِهِ , فَتَتَامَّتْ صَلاَةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ اللَّيْلِ , ثَلاَثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً , ثُمَّ اضْطَجَعَ , فَنَامَ حَتَّى نَفَخَ , وَكَانَ إِذَا نَامَ نَفَخَ , فَأَتَاهُ بِلاَلٌ , فَآذَنَهُ بِالصَّلاَةِ , فَقَامَ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ , وَكَانَ فِي دُعَائِهِ: اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا , وَفِي بَصَرِي نُورًا , وَفِي سَمْعِي نُورًا , وَعَنْ يَمِينِي نُورًا , وَعَنْ يَسَارِي نُورًا , وَفَوْقِي نُورًا , وَتَحْتِي نُورًا , وَأَمَامِي نُورًا , وَخَلْفِي نُورًا , وَعَظِّمْ لِي نُورًا.".
قَالَ كُرَيْبٌ: وَسَبْعًا فِي التَّابوتِ (2).
فَلَقِيتُ (3) بَعْضَ وَلَدِ الْعَبَّاسِ , فَحَدَّثَنِي بِهِنَّ , فَذَكَرَ عَصَبِي , وَلَحْمِي , وَدَمِي , وَشَعَْرِي , وَبَشَرِي , وَذَكَرَ خَصْلَتَيْنِ.
ــــــــــ
(1) القائل؛ هو شُعْبة.
(2) قوله: "وسبعًا، في التابوت" أي في الصندوق الذي يحتفظ كُرَيْب بأوراقه فيه.
(3) القائل: "فلقيتُ"، هو سلمة بن كُهيل، راوي الحديث عن كُريب.
ــــــــــ
أخرجه الطيالسي، وابن أبي شيبة , وأحمد , والبخاري , ومسلم , وأبو داود، والترمذي , في "الشمائل"، والبزار، والنسائي , وأبو عوانة، وابن خزيمة، وابن حِبان، والطَّبَرَانِي، والبَيْهَقِي، و البَغَوِي.
* * *
أرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، أواصل فيه ما بدأت.
* * *
¥